المنافقون في العهد
النبوي لم يكونوا يصرحون بتطاولهم على ثوابت الدين أو الصحابة إلا نادرا ، وغالب ما
يحدث منهم ذلك خفية، وفي مجالسهم الخاصة، فيفضحهم الوحي.
وأما منافقو زماننا
- بمختلف طوائفهم- فهم مجاهرون بأذيتهم للمؤمنين،
وكراهيتهم لكثير من شعائر الدين، والقدح في الدعاة والمصلحين، وينشرون ذلك ويقررونه
, ويدعون إليه في وسائط عدة ، بل ويتناوبون الدور فيما بينهم ، في بث سمومهم, ونشر
أفكارهم الخبيثة, فأحدهم مهمته التشكيك والتشويه، والآخر يشتم ويستهزئ، وثالث يدعم
بجاهه وماله, ويجد كلٌ منهم التأييد والاشادة بما يكتب ويقول ، ثم يُعلن ذلك كله بكل
تبجح وحماقة. فهؤلاء يفسدون ولا يصلحون, بل الإفساد أخص أوصافهم ,{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}.
فمن أنكر عليهم أو
انتقدهم ؛ تهجموا عليه, هم وأشياعهم , وملؤوا الدنيا شغبا وعويلاً, واستصرخوا أولياءهم
, وحالهم كما وصف الله بقوله:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ
نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
فهؤلاء لن ينتفعوا
بموعظة , ولا جدوى من الجدال معهم بالتي هي أحسن, وإنما يردعهم الرد القوي المؤيد بالبرهان
ودِرة السلطان, يقول الله عز وجل:{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ
ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ..}.
1437/6/25
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق