الاثنين، 4 أبريل 2016

المنافقون الجُدد


المنافقون في العهد النبوي لم يكونوا يصرحون بتطاولهم على ثوابت الدين أو الصحابة إلا نادرا ، وغالب ما يحدث منهم ذلك خفية، وفي مجالسهم الخاصة، فيفضحهم الوحي.
وأما منافقو زماننا - بمختلف طوائفهم-  فهم مجاهرون بأذيتهم للمؤمنين، وكراهيتهم لكثير من شعائر الدين، والقدح في الدعاة والمصلحين، وينشرون ذلك ويقررونه , ويدعون إليه في وسائط عدة ، بل ويتناوبون الدور فيما بينهم ، في بث سمومهم, ونشر أفكارهم الخبيثة, فأحدهم مهمته التشكيك والتشويه، والآخر يشتم ويستهزئ، وثالث يدعم بجاهه وماله, ويجد كلٌ منهم التأييد والاشادة بما يكتب ويقول ، ثم يُعلن ذلك كله بكل تبجح وحماقة. فهؤلاء يفسدون ولا يصلحون, بل الإفساد أخص أوصافهم ,{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}.
فمن أنكر عليهم أو انتقدهم ؛ تهجموا عليه, هم وأشياعهم , وملؤوا الدنيا شغبا وعويلاً, واستصرخوا أولياءهم , وحالهم كما وصف الله بقوله:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
فهؤلاء لن ينتفعوا بموعظة , ولا جدوى من الجدال معهم بالتي هي أحسن, وإنما يردعهم الرد القوي المؤيد بالبرهان ودِرة السلطان, يقول الله عز وجل:{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ..}.

                                                    1437/6/25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقفة تأمل مع الدعاء

      وقفة تأمل مع الدعاء!  الدعاء عبادة جليلة وله مكانة من الدين عظيمة، بل هو العبادة كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحاج...