بطلان تأويل الصفات.
فائدة قيّمة من درر ابن القيم .
قال رحمه الله:
" من تأمل كيفية ورود آيات الصفات في القرآن والسنة علِم قطعاً بطلان تأويلها بما يخرجها عن حقائقها، فإنها وردت على وجه لا يحتمل معه التأويل بوجه.
فانظر إلى قوله تعالى:" هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك".
هل يحتمل هذا التقسيم والتنويع تأويل إتيان الرب جل جلاله بإتيان ملائكته أو آياته؟
وهل يبقى مع هذا السياق شبهة أصلاً أنه إتيانه بنفسه.؟
وكذلك قوله: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده".. إلى أن قال: " وكلّم الله موسى تكليما ".
ففرق بين الإيحاء العام والتكريم الخاص وجعلهما نوعين، ثم أكّد فعل التكليم بالمصدر الرافع في توهم ما يقوله المحرفون.
وكذلك قوله: " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً "، فنوّع تكليمه إلى تكليم بواسطة وتكريم بغير واسطة.
وكذلك قوله لموسى عليه السلام " إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي"،
ففرّق بين الرسالة والكلام، والرسالة إنما هي بكلامه.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم ترون ربكم عيانًا كما ترون القمر ليلة البدر في الصحو ليس دونه سحاب، وكما ترون الشمس في الظهيرة صحوًا ليس دونها سحاب".
ومعلوم أن هذا البيان والكشف والاحتراز ينافي إرادة التأويل قطعًا ولا يرتاب في هذا من له عقل ودين ". ا ه
أقول:
لعَمر الله إنّ هذا لهو العلم المتين، والقول المبين..
أوضح ابن القيم رحمه الله مسألة مهمة موجزة في باب الصفات وجلاّها بفهم ثاقب وكلام صائب، حتى لا تبقى لمبتدع أو جاهل شبهة..
أورد أدلة ظاهرة من الآيات البينات، وعرض توضيحاً ظاهراً لا يقبل اللبس ولا الجدل.!
فرحمه الله وجزاه خيراً عما نافح عن دين الله، وجهاد في سبيل الحق، ودعا إلى الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من السلف الصالح.
١٤٤٧/١/١
—-------
مدارج السالكين :ج ٣/ ص ٣٥٣ ، ٣٥٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق