الدعاء عبادة جليلة وله مكانة من الدين عظيمة، بل هو العبادة كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فالدعاء تمجيد لله تعالى وثناءٌ عليه سبحانه، وسؤال العبد حاجته من ربه عز وجل.
وقد أمر الله به ووعد باستجابته فقال تعالى:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ }.
ومن مكانته وفضله أنه يتضمن عبادات أخرى، وهي من آداب الدعاء، وأسباب إجابته منها:
الرغبة الرهبة، كما في قوله سبحانه عن أنبيائه:{إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰتِ وَیَدۡعُونَنَا رَغَبࣰا وَرَهَبࣰاۖ }.
ووصف بذلك عباده المؤمنين فقال تعالى:{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ یَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفࣰا وَطَمَعࣰا وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ }
والخوف منه سبحانه والطمع في رحمته والإحسان كما قال تعالى:{وَٱدۡعُوهُ خَوۡفࣰا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ}.
ومنها التضرع إليه جل وعلا كما قال:{ٱدۡعُوا۟ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةًۚ}.
وعمود الدعاء وشرط قبوله واستجابته الإخلاص والإيمان، قال ربنا عز وجل:{فَٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ}.
وقال جل وعلا: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ }.
فعبادة جمعت الإيمان والإحسان والإخلاص والتضرع والرغبة والرهبة والخوف والطمع..
لاشك أن هذه العبادة جديرة بعناية المؤمن واهتمامه، لعلو مكانتها وفضلها وشدة افتقاره إليها.
وما كتبته هنا إنما هو خاطرة سريعة وتذكير بمكانة الدعاء وأهميته.
وهناك فوائد الدعاء، وآدابه، وجُملِه، تركتها لضعف العزيمة وقلة البضاعة.
أسأل الله الكريم أن يبلغنا وإياكم منازل الفضل والإحسان بجوده وعفوه ومنّه.
—---
١٤٤٦/١٢/١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق