الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

التدخل الروسي في سوريا

دخول  روسيا علنا لنصرة الأسد في  سوريا بمباركة من أمريكا  لمواجهة ثورة الشعب السوري الذي أمضى أكثر من أربعة أعوام صامدا وحيدا في الميدان، هزم فيها قوة الأسد النصيرية، وكسر جناح إيران الفارسية، وسحق مليشيات اللات الرافضية.
فما كان من هذا التحالف إلا أن بادر بالتدخل السريع لئلا يسقط حليفهم، وينهار جدار الممانعة، أو بالأصح: الحماية لإسرائيل، فينتصر الشعب المسلم في سوريا، وتتبدد أحلام المتربصين.
أقول لو قوبل التحالف الفارسي والصليبي عند غزو العراق بما يجب لصده, من التوحد والصدق في الغاية، لما وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم.
 إن الجهد المبذول لصد هذا العدوان وإن كان أقل مما يجب, ولكنه لو حصل هذا مع يقظة حقيقية لهذه المخططات، بل قل الحرب المعلنة والتحالفات المكشوفة، واستشعر كل سني مواطنا أو مسؤولاً الخطر المحيط ببلاده وأهله ونفسه ودينه قبل ذلك؛ لكان  دفع هذا الخطر مرجواً بمشيئة الله.
ولو أن الجميع يدرك المصير المشؤوم – لا قدر الله- والخطر الذي ينتظرهم لو استمر الحال على ما هو عليه، إذن لبُذل لصد ذلك الغالي والنفيس، قبل أن تحل الكارثة، ويحصل الندم حين لا ينفع الندم.
وإن مما يبعث في نفوس المؤمنين الأمل ما حصل من مبادرة الملك سلمان حفظه الله ووفقه، لكبح جماح الحوثي الجناح الأيسر للرافضة، بعد أن أوشك على تنفيذ مآرب أسياده الفرس في اليمن, فاستولى على الحكم، وقتل وشرّد ونهب، وزيّنت له نفسه أنه قد استتب له الأمر واستقر ملكه، بَيْد أنه لم يهنأ بذلك إلا كرشفة طائر، فإذا بعاصفة الحزم قد بددت أحلامه، وأوقعته وأسياده في شر أعمالهم، فلقد أوشكوا على حصار أهل السنة في جزيرة العرب من جنوبها بعد أن اطمأنوا لما تحقق لهم في العراق وسوريا. ولمّا فجأهم الأمر في اليمن, وأذهلهم التقدم الذي حققه الثوار في سوريا؛ بادرت روسيا وبموافقة أمريكية بالتدخل في سوريا إلى جانب حليفتها إيران.
أنا لست متشائما, ولا أنظر إلى الأمور بمنظار أسود, فالواقع شاهد والحقيقة ماثلة للعيان.وستتضح الرؤية في قابل الأيام.
وكنت قد نشرت  بصحيفة لجينيات مقالاً بعنوان "السقوط حتميته وتداعياته" كتبته في 1433/4/6. اجتزيء منه مايلي:"..وأما الفرضية الثالثة: وهي التدخل العسكري الخارجي وأظن أنها أبعد الاحتمالات حالياً, ولكن لو حدث هذا؛ لكان من نتائجه: اتساع دائرة الصراع, وتعدد جبهاته وخطورة تداعياته, فقد تقوم الحرب بين المعسكر الداعم للأسد ويحصل التدخل العلني المباشر لروسيا وإيران، ضد الجيش الحر والمقاومة السورية, وقد يتطور الأمر فتدخل حلبة الصراع قوات غربية إضافة إلى القوة العربية والإسلامية. ثم يحصل الحسم ويتم النصر لأحد الفريقين.
فإذا كان الأمر كذلك, فلمن ستكون العاقبة يا تُرى.؟!
أقول: إذا كانت النهاية على ما نحب, وتم النصر للثورة والشعب السوري فالحمد لله أولاً وآخراً.
ولكن ستكون قيمة النصر حينئذ أكبر بكثير مما يتوقع, فستترتب على ذلك نتائج مثمرة ومبهرة".وقد حصل بعض ما ذكر.
 وهذا رابطه .. http://lojainiat.net/c-75191
فلنأخذ الأمر مأخذ الجِد، ولنُعد العدة للمواجهة، فالحال اليوم لا تحتمل التأجيل ولا التغافل، فقد حصل بسبب ذلك من البلاء ما لم نسمع عن مثله فيما سبق من الزمان.
تكفي غفلة.
يكفي تفرقاً.
يكفي ذلة ومهانة.
إما حياة بكرامة, وإلا موت بشرف وشهادة.
مع ذلك كله أقول متفائلا: هذه المشاهد المتسارعة من بشائر نصر الله لأوليائه.
١٤٣٦/١٢/٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق