الاثنين، 30 نوفمبر 2015

رؤية..!


الوضع الراهن للعالم الإسلامي عموما والعربي على وجه الخصوص، والظرف الذي نعيشه اليوم ليس كما ينبغي.
فما نراه من الضعف والفرقة والحروب والمآسي المتوالية، تجعل الناظر يعود كليل البصر مما رأى, مكلوم القلب مما علم.           
 نعم هذا واقع. ولكن ينبغي أن لا نسلط الضوء دائما على هذا الجانب، فنظن أنّ الصورة قاتمة إلى هذه الدرجة، وأن هذه هي حقيقة الحال فحسب.   
بل يجب النظر أيضا إلى الجانب الآخر، فلعل فيه مظاهر إيجابية.
ومعلوم أن التركيز على الجوانب السلبية والمعتمة دائما يولّد الاحباط والذل والاستكانة ، وهذا خلاف المنهج الإسلامي في الحكم على الأمور والأشخاص. فقد أُمِرنا بالعدل حتى مع العدو، (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
فالأوْلى بنا اليوم إذا أردنا تصحيح ذلك التصور الخاطئ أن نعتني بمقدراتنا ، وقبل ذلك بديننا الذي هو سبب عزتنا، ونسعى لاستغلال موارد القوة لدينا وهي وفيرة وعالية القيمة ثم نوظفها التوظيف الأمثل، ونهتم بجوانب النهضة كلها، فنبث روح العزة في النفوس، وندعو للتفاؤل بالتغيير للأفضل، لا أقول هذا خداعا أو إعجابا بمثاليات الخيال، كلا. فالحقيقة أننا نشهد بشائر مستقبل زاهر رغم المعاناة، ورغم الجراح، فما نجم عن الأحداث الأخيرة من وضوح للرؤية حول كثير من الأمور السياسية، عزز الثقة بالنفس, وبعث الأمل بموعود صادق, خصوصا بعد عاصفة الحزم، وما تلا ذلك من متغيرات إيجابية وتمايز في الصفوف، كل ذلك بشائر خير، وبوادر فجر مشرق.
فنحن نعيش اليوم صحوة علمية ودينية واعية وقوية، نشهدها في صفوف الإخوة الثوار السوريين، وفي شباب السنة في العراق واليمن وفلسطين، ناهيك عن التوجه الإسلامي لكثير من شباب المغرب العربي، إضافة إلى الجوانب المشرقة في السودان ومصر والخليج العربي، بل وفي عموم بلدان العالم الإسلامي.  
والمهم في الأمر أن ندرك أنّ الأمور تسير نحو الأفضل، وأنّ التغيير ضرورة. ومن الضروري أن ينبعث هذا التغيير- والإصلاح - من قرارة النفس على مستوى الفرد, ومن رأس الهرم إلى قاعدته على مستوى المجتمع، مع بذل الأسباب الكفيلة بتحقيق ما تصبو إليه الأمة من نهضة وعزة ومكانة، آخذين في الحسبان قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).وقوله تعالى:(إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).                                            

                                 18  صفر1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق