الخميس، 10 مارس 2016

إطلالة على صحيح البخاري

إطلالة على صحيح للبخاري

البخاري:
هو الإمام الحافظ الحجة الثبت: أبو عبد الله:محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، مولاهم.
ولد ببخارى:سنة١٩٤، وتوفي سنة ٢٥٦ للهجرة.
طلب الحديث وهو ابن عشر سنين. ورحل إلى المحدثين، بالعراق والشام والحجاز ومصر.
قال رحمه الله: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح. 
و قال رحمه الله: "صنفت كتاب الصحيح لستة عشر سنة، خرجّته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى" .

جملة أحاديث الجامع الصحيح بالمكرر:٧٥٦٣ 
والمتون الموصولة بلا تكرار: ٢٦٠٢

وسماه:[الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه].

"قال الفربري راوي الصحيح عن البخاري : ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين ". (مقدمة فتح الباري ص:٩).
وقال عبدالقدوس بن الهمام : سمعت عدة من المشايخ يقولون : حوّل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله وعليه وسلم ومنبره, وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين . ذكره النووي، وابن حجر في المقدمة .

وروي أنه قال : صنفت كتاب الجامع في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا إلا بعد أن استخرت الله تعالى، وصليت ركعتين.

وقيل كان يصنف في مكة والمدينة والبصرة وبخارى .

وقال رحمه الله :" عرضت الصحيح على علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيي بن معين فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة".( مقدمة الفتح ص:١٠)
فهذه شهادة أئمة الحديث وتزكيتهم لصحيح البخاري.

قال ابن حجر : ابتدأ تصنيفه وترتيبه وأبوابه في المسجد الحرام ثم أقام في ستة عشر سنة.
وكان قد كتبه في مسودة، وحوّل التراجم بين القبر والمنبر في مبيضة .
وشرطه:"أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلَته إلى الصحابي المشهور من غير اختلاف بين الثقات الأثبات، ويكون إسناده متصلا غير مقطوع". ( مقدمة الفتح ص:١٣).

قال 
من روى عن البخاري من شيوخه :

إسحاق بن محمد السرماوي . عبدالله بن محمد المسندي .
عبدالله بن منير.
محمد بن خلف بن قتيبة .

من روى عنه من أقرانه :

أبو إسحاق إبراهيم الحربي .
محمد بن نصر المروزي .
أبو الفضل محمد بن سلمة ،.
صالح بن محمد جزرة .
مسلم بن الحجاج في غير جامعه . أبو عبدالرحمن النسائي .
أبو عيسى الترمذي .
ابن أبي عاصم .
وأبو بكر البزار .
وأبوبكر بن أبي الدنيا.. وغيرهم .

من مشاهير شيوخ البخاري الذين أكثر الرواية عنهم:

أبو اليمان: الحكم بن نافع ،
آدم بن أبي اياس ،
إسحق بن منصور ،
أحمد بن صالح المصري ،
الحسن بن الصبّاح ،
إسماعيل بن أبي أويس ، 
أبو النعمان: عارم بن الفضل ، 
أبو نعيم الفضل بن دكين ،
أبو عاصم: الضحاك بن مخلد ، أصبغ بن الفرج ، 
عبدان : عبدالله بن عثمان العتكي ، علي بن عبدالله المديني،
قتيبة بن سعيد،
مسلم بن إبراهيم ، 
موسى بن إسماعيل ، 
محمد بن مقاتل ،
محمد بن كثير، 
محمد بن شار ،
محمد بن المثنى ، 
محمد بن سلام ، 
محمد بن عبدالله بن نمير ، 
محمد بن عرعرة ،
محمد بن عبدالله الأنصاري ،
محمد بن عبد الله بن حوشب .

رواة الصحيح عن البخاري :

الفِرَبْري: محمد بن يوسف بن مطر منسوب إلى (فِرَبْر) قرية من قرى بخارى .
ولد عام. ٢٣١وتوفي ٣٢٠ هـ , كان ثقة ورعا سمع الصحيح من البخاري مرتين ، مرة في فربر سنة ٢٤٨ ومرة في بخارى سنة ٢٥٢ , ولثقته ودينه رحل الناس إليه وسمعوا منه الجامع الصحيح ، قال: سمع الكتاب الصحيح لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل، منهم أئمة الحديث: كمسلم، وأبو زرعة، والترمذي، وابن خزيمة.

ومن رواة الصحيح أيضا:
أبو طلحة منصور البزدوي النسفي .

قال النووي: أعلم أن صحيح البخاري متواتر عنه واشتهر عنه من رواية الفِرَبري.
ورواه عنه خلائق منهم أبو محمد الحموي: عبدالله بن أحمد حمويه . وأبو زيد المروزي .
وأبو إسحاق المستملي .
وأبو سعيد أحمد بن محمد .
وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبدالعزيز الجرجاني،
 الكُشميهني :أبو الهيثم محمد بن مكي بن زُراع . 
والأصيلي: عبدالله بن إبراهيم القرطبي. 
والهروي: أبو ذر عبدالله بن أحمد الأنصاري المالكي .
 والقابسي حافظ المغرب: علي بن محمد المعافري . 
وكريمة بنت أحمد المروزية .
أبو الوقت :محمد وقيل عبد الأول بن عيسى السجزي.
 والسمعاني أبو أسعد عبدالكريم بن أحمد بن منصور التميمي.
وابن عساكر: أبو القاسم بن حسن بن هبة الله الدمشقي .
واليونيني : شرف الدين علي بن محمد البعلبكي .

مما قيل في البخاري :

قال مسلم للبخاري : أشهد أنه ليس في الدنيا مثلك.
وروى الخطيب البغدادي وغيره أن مسلم بن الحجاج  جاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري رحمهما الله، فقبل بين عينيه ، وقال : دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الْأُسْتَاذِينَ ، وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ ...
( تاريخ بغداد ج:١٣ص:١٠٢ ). 

وقال ابن خزيمة : ما رأيت أعلم بالحديث من البخاري.

وقال الحافظ ابن حجر :..ولو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس ونفدت الأنفاس ، فذلك بحر لا ساحل له .

السبب في أن البخاري أدخل في جامعه غير الصحيح الذي التزمه :
قال النووي :":ليس مقصود البخاري الاقتصار على الأحاديث فقط، بل مراده: الاستنباط منها والاستدلال لأبواب أرادها, ولهذا المعنى أخلى كثيرا من الأبواب من إسناد الحديث, واقتصر على قوله فيه فلان الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو فيه حديث فلان, ونحو ذلك, وقد يكثر متن الحديث بغير إسناده وقد يحذف من أول الاسناد واحدا فأكثر, وهذا يسمى تعليقا, لأن هذا الاحتجاج بالمسألة التي ترجمها واستغنى عن ذكر الحديث أو عن إسناده ومتنه, وأشار اليه ليكون معلوما, وقد يكون مما تقدم.".( مقدمة الفتح ص:١٢).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:"ظهر لي أن البخاري مع ذلك في ما يورده من تراجم الأبواب على أطوار : أن وجد حديثا يناسب ذلك الباب ولو على وجه خفي ووافق شرطه أورده بالصيغه التي جعلها مصطلحه لكتابه وهي" حدثنا" وماقام مقام ذلك..وإن لم يجد فيه حديث صحيحا على شرطه ولا على شرط غيره وكان مما يستأنس به استعمل لفظ ذلك الحديث أو معناه ترجمة باب، ثم أورد في ذلك إما آيه من كتاب الله تشهد له أو حديثا يؤيد عموم ما دل عليه ذلك الخبر"..( مختصر من مقدمة الفتح ص:١٢).

وذكر رحمه الله في تراجم الأبواب آيات كثيرة من القرآن، وربما اقتصر ببعض الأبواب عليها ولا يذكر معها شيئا أصلا, وذكر في تراجم الأبواب أشياء كثيره جدا من أقوال الصحابة والتابعين من بعدهم. 
وقال الحافظ ابن حجر:" تقرر أنه التزم فيه الصحة، وانه لا يورد فيه إلا حديثا صحيحا،هذا اصل موضوعه، وهومستفاد من تسميته إياه" الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه، وأيامه"، ومما نقلناه عنه من رواية الأئمة عنه صريحا، ثم رأى أن لا يخليه من الفوائد الفقهية، والنكت الحكمية فاستخرج بفهمه من المتون معان كثيرة فرقها في أبواب الكتاب بحسب تناسبها، واعتنى فيه بآيات الأحكام، فانتزع منها الدلالات البديعة، وسلك في الإشارة إلى تفسيرها السبل الوسيعة".(مقدمة الفتح ص:١٢).
" وقال الإسماعيلي في المدخل له: نظرت في كتاب الجامع الذي ألفه أبو عبد الله البخاري فرأيته جامعاً كما سمي لكثير من السنن الصحيحة، ودالا على جُملٍ من المعاني الحسنة المستنبطة التي لا يكمل لمثلها إلا من جمع إلى معرفة الحديث ونقلّته والعلم بالروايات وعللها علما بالفقه واللغة، وتمكنا منها كلها، وتبحرا فيها، وكان الرجل الذي قصر زمانه على ذلك فبرع وبلغ الغاية فحاز السبق، وجمع إلى ذلك حسن النية والقصد للخير، فنفعه الله ونفع به.". ( مقدمة الفتح ص:١٧).
قال الفضل بن إسماعيل الجرجاني  :
صحيح البخاري لو أنصفوه..  لـمـا خُــطّ الا بمــاء الـذهــب 
أسانــيد مـثل نـجـوم السـماء .. أمـام مـتــونٍ كـمـثل الشـُهُـب 
فـيـا عـالماً أجـمع العالمون.. على فضل رتبته على الرُتَب 
نفيـت السـقـيـم عـن الـناقلين .. و مَـن كـان مـتـّهمـاً بـالكـذب 
و أثـبـتَّ مـن عدّلـتـه الـرواة .. و صـحـت روايـته في الكُتُب 
و أبـرزت مـن حـسنِ ترتيبه .. و تـبـويـبـه عـجـبـاً للـعـَجـَب.
رحم الله الإمام البخاري ورفع درجته، وجزاه خيرا عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. 

...............
محمد بن علي الشيخي

١/ جمادى الآخرة/١٤٣٧
في مارس 10, 2016
تمت تصحيحه وتكميله في ٧ /رجب/ ١٤٤٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق