الخميس، 10 مارس 2016

زهرة الحياة الدنيا



هذه الزهرة الجميلة.. الفاتنة، الجذابة.. تجذب النظر.. ويروق للعين مرآها.. ولا تمل من مشاهدتها ومعاودة النظر إليها وتملّيها..!
تُرى ما السر في ذلك؟
إنّه جميلُ صنعِ الخالق جل وعلا.. القائل:(..َ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أي: صنفٍ يؤنس الروح ويبهج القلب ويسر العين.  
 قد لا تعلم أيها القارئ أنّ هذه الزهرة الجميلة لنبتة سامة؟!
إنها زهرة نبات الخُشّخَاش, الذي يستخرج منه السم القاتل( الأفيون).!
لكن ما علاقة العنوان بهذا الكلام وبهذه الزهرة؟
كلنا نعلم أنه ما من أمر محرم إلا وللنفس فيه شهوة.
قال الله تعالى:(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ..).
إذن فالحياة الدنيا زهرة جذابة، تفتن من مال إليها. فما من شيء محظور إلا وهو محبب للنفس.!
يقول الله عز وجل:(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ..).
فالحرام ليس قبيح المظهر دائما ، بل قد يكون جميلا كزهرة الخشخاش.
هذا الربا, وهو معاملة شبيهة بالبيع، ولكنه محرم. وفيه من دواعي الافتتان ما يجعل كثيرا من الناس يميل إليه.
لماذا يا تُرى، وهو من كبائر الذنوب؟
للمحبة الجامحة للمال.
وكذلك المحرمات من النساء.
فقبيحات الشكل لا يُلتفت إليهن ، وإنما تقع الفتنة بالجميلات المتبرجات.
..وهكذا سائر المحرمات لا تخلو من دواع كثيرة تستجلب هوى النفوس.
فلعل من حكمة ذلك:الامتحان بكَفِّ دواعي النفس عن محبوباتها، أو حملها على ما تكره؛ طلبا لرضوان الله سبحانه وجنته، وحذرا من سخطه وعقوبته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" حُفّت الجنة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات".



                                                  1437/6/2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بطلان تأويل آيات صفات الله تعالى

       بطلان تأويل الصفات.  فائدة قيّمة من درر ابن القيم . قال رحمه الله:  " من تأمل كيفية ورود آيات الصفات في القرآن والسنة علِم قطعاً...