الأربعاء، 20 أبريل 2016

أعيدوا للهيئة اعتبارها.


 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لخيرية هذه الأمة وفلاحها. قال الله تعالى:(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..).
فقُدِّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الذكر على الإيمان للتنبيه على أهميته.
وقد أمر الله أن يقوم بالأمر بالمعروف أمةٌ لها من القدرة والأهلية ما يعينها على أداء هذا الواجب، سواء كان القائمون بذلك جهازا حكوميا أو أفرادا وجماعات محتسبة, فقيامهم بذلك كما ينبغي سبب للفلاح، يقول الله: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمان من عذاب الله كما في قوله سبحانه:(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ). ثم عقّب تعالى على ذلك مبيناً أنّ الإصلاح سبب للنجاة من الهلاك فقال:(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مقدمة وسائل الإصلاح.
 وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون بهذه الشعيرة العظيمة وبيّن عاقبة التفريط فيها فقال:" والذي نفسي بيده لتأمُرُنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنَّه فلا يستجيب لكم". أحمد(5/388). والترمذي وحسّنه(2169).
فالدور الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نشر الفضيلة، ومنع الشر والفساد له علاقته َالقوية بكل إنسان منا في دينه وعرضه, بل وحياته.
 فمن الضروري أن يكرّم العاملون في الهيئة , ويشدّ أزرهم؛ لما يقومون به من الأعمال الجليلة المشهودة.
لذلك فمن الواجب أن يظل موضوع المطالبة بإلغاء التنظيم الجديد للهيئة هو شغلنا الشاغل في هذه الأيام، مناصحةً ومطالبةً حتى يكشف الله هذه الغمة, وتعود للهيئة اختصاصاتها واعتبارها؛ لتقوم بواجبها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أكمل وجه.

14/رجب/1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق