الأحد، 29 يونيو 2025

وقفة تأمل مع الدعاء

      وقفة تأمل مع الدعاء! 

الدعاء عبادة جليلة وله مكانة من الدين عظيمة، بل هو العبادة كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحاجة إلى الدعاء ضرورة لا غنى للمسلم عنها.

فالدعاء سؤال العبد حاجته من ربه عز وجل، ومع ذلك فهو تمجيد للرب تبارك وتعالى. 

والثناء على الله من أفضل الذكر، ومن أرجى دواعي إجابة الدعاء. 

ولعلمه الله تعالى بحاجة عباده أمرهم بالدعاء:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ }.

وهذا من أظهر الأدلة على كرم الله سبحانه إذا أمر بدعائه ووعد بالإجابة. 

وما يدل على فضل الدعاء ومكانته العظيمة أنه يتضمن عبادات أخرى، وهي من آداب الدعاء، وأسباب إجابته منها: 

الرغبة الرهبة، كما في قوله سبحانه عن أنبيائه:{إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِ وَیَدۡعُونَنَا رَغَبࣰا وَرَهَبࣰاۖ }.

ووصف بذلك عباده المؤمنين فقال تعالى:{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ یَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفࣰا وَطَمَعࣰا وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ }

والخوف منه سبحانه والطمع في رحمته والإحسان كما قال تعالى:{وَٱدۡعُوهُ خَوۡفࣰا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ}.

ومنها التضرع إليه جل وعلا  كما قال:{ٱدۡعُوا۟ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةًۚ}.

وعمود الدعاء وشرط قبوله واستجابته الإخلاص والإيمان، قال ربنا  عز وجل:{فَٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ}.

وقال جل وعلا: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ }.

فعبادة جمعت الإيمان والإحسان والإخلاص والتضرع والرغبة والرهبة والخوف والطمع.. 

لاشك أن هذه العبادة جديرة بعناية المؤمن واهتمامه، لعلو مكانتها وفضلها وشدة افتقاره إليها.

وما كتبته هنا إنما هو خاطرة سريعة وتذكير بمكانة الدعاء وأهميته.  

وهناك فوائد الدعاء، وآدابه، وجُملِه، تركتها لضعف العزيمة وقلة البضاعة.

أسأل الله الكريم أن يبلغنا وإياكم منازل الفضل والإحسان بجوده  وعفوه ومنّه.

—--

١٤٤٦/١٢/١٢


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق