الاثنين، 15 أغسطس 2016

الحمد دعاء وثناء

                                             الحمد ثناء ودعاء
الحمد لله كل الحمد , الحمد لله عدد ما كان وما هو كائن في الدنيا والآخرة, والحمد لله عدد الخلق , وعدد  أسماء الله وصفاته ومداد كلماته وزنة عرشه ورضا نفسه.
الحمد لله فهو الحميد المستحق للحمد وحده, هو رب العالمين, وإله الأولين والآخرين.
وبعد فإن الحمد ثناء  ودعاء , فمن حمد الله فقد أثنى عليه ومجده وعظمه, و سأله ودعاه.
فإن من مزايا الحمد :
*  أن الله افتتح كتابه بالحمد.فقال الحمد لله رب العالمين. فجعل الحمد وسيلة بين يدي الدعاء. ثناء على الله.
* واثنى الله بالحمد على نفسه عند ذكره لخلق السموات والأرض فقال: "الحمد لله الذي خلق السموات الأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون". وقال تعالى: الحمد لله فاطر السموات والأرض.. ". وقال سبحانه: " وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون.".
* وقدم الحمد في توحيده وأمر به  فقال: " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا".
* وحمد نفسه على تنزيل كتابه فقال" الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب.. ".
* وآخر ذكر أهل الجنة الحمد عند استشعارهم نعم الله عليهم كما أخبر الله عنهم بقوله:" إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم*  دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أنِ الحمد لله رب العالمين".    
*  وجعل أفضل ذكر أهل الجنة الحمد فقال:"الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إنّ ربنا لغفور شكور*الذي أحلنا دار المقامة من فضلنا..".
* وقول الحمد في ختام الحساب "وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين".
* وكان دعاء الخليل صلى الله عليه وسلم كما حكى الله عز وجل عنه في قوله:" الحمد لله الذي وهب لي على الكِبر أسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء".
* وصح من أذكار النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "الحمد لله تملأ الميزان".
* وأحرى الدعاء بالإجابة ما افتتح بحمد الله وتمجيده والثناء عليه.
* ومن ذلك تقديم الحمد مع التسبيح على الدعاء" سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".
وكما هو معلوم أن الدعاء نوعان , دعاء عبادة ,ودعاء مسألة, والجمع بينهما أفضل.
وتقديم دعاء العبادة بين يدي دعاء المسألة أحرى بالإجابة، يدل على ذلك تعليم النبي الرجل الذي استعجل في دعائه حين سمعه صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته، ولم يحمد الله؛ ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عجل هذا! ثم دعاه فقال: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء.
ودعاء العبادة هو ما اشتمل على الثناء على الله وتمجيده وحمده ..فلابأس باقتصار الداعي على دعاء العبادة, ومن ذلك الحمد.

                           8/11/1437

                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقلّ من جدّ في أمر يحاوله..

  استمعت ذات مرة لأحد الأدباء وهو يلقي كلمة ترحيبية أشاد فيها ببعض أساتذته وأصدقائه، وكان بليغاً فصيحاً. فأعجبت ببلاغته وبيانه، مع ماعلِمتُ ...