الأحد، 15 يوليو 2018

ماذا تعرف عن دوقة ؟ (المسودة)

*المقدمة:

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير عباد الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  وعلى آله وصحبه أجمعين  ..
وبعد :
 فإن الحديث عن بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية حديث ذو شجون فلها جذورها التاريخية الضاربة في عمق الحضارات الأولى . وهي مع ذلك أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، 
 وقد شهدت منذ نشأتها الأولى على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود 1319 هـ تحولات كبيرة في الإنسان والمكان. واليوم يجول بنا الأستاذ محمد بن علي بن محمد الشيخي بين ربوعها عبر كتيـبه الصغيـر والذي عنـون له بـ [ماذا تعرف عن دوقة] وهو عبارة عن لمحة موجزة عن تاريخها وجغرافيتها في القرن الرابع عشر .
فأنتم مدعوون معشر القراء الكرام لنعيش معا تاريخ المكان وصعوبات الزمان منذ بداية القرن الرابع عشر، والتي كانت بلادنا تواجه تحديات كثيرة , ولكن بفضل الله, ثم بجهود قادتنا وولاة أمرنا وتكاتف الجميع نهضت وتزينت لترسم لوحة مشرقة من العطاء والبناء والنماء . و دوقة مركز من مراكز محافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة المكرمة،وتقع جنوب مكة المكرمة بحوالي 270 كم  , وتقع على الخط الدولي الساحلي الذي يقسمها نصفين غربها وشرقها ويحدها من الجنوب مركز المظيلف ومن الشمال مركز الشواق الذي تتبع له قرى حفار والشاقة. ومن الغرب البحر الأحمر ومن الشرق منطقة الباحة  .
لقد أجاد المؤلف في عرض كتابه بأسلوب السرد القصصي الشيق والماتع الذي يجعل القارئ يعيش اللحظة بخياله ويستحضر ذكريات الماضي بما فيه من جمال وبساطة وهو بذلك يحفظ تاريخ بلدته ويقدم للأجيال الناشئة بعضاً مما عاشه أبناء تلك البلدة وما واجهوا من صعوبات كانت تجملها بساطة الإنسان وتعاون الجميع وحرصهم وحبهم للخير.
كتبه : د . صالح بن عبدالله الشيخي الزهراني   الخميس  3/1/1440


*الافتتاحية:


 بسم الله ..
والحمد لله ..
 والصلاة والسلام على رسول الله ..
أود أن اصطحبك أخي القارئ في رحلة فكرية سياحية في القرن الرابع عشر الهجري..!
نتجول سريعا في بلدة من: ربوع بلادنا الحبيبة.
نقف في بعض مرابعها، وكأننا نشاهد شيئا من أحداثها العامة،
مع استعراض لأطياف الزمن الجميل، في فيلم وثائقي خيالي يسرد لنا ذكريات جميلة عاشها آباؤنا رحمهم الله.    










*دوقــــة :

بلدة قديمة مشهورة .. هي في الأصل عبارة عن وادٍ ينحدر من (الباحة) سراة زهران غربا، تقع على ضفافه عدة بلدات وقرى، منها دوقة الأحلاف وقلوة والخليف والرميضة، ومن روافده:  وادي سمعة، ثم يلتقي بشعِب آخر منه يُسمى الشِعب اليماني في بداية منازل بني شهاب ثم يتسع منحدرا إلى الساحل في المنطقة المعروفة الآن بدوقة الخير.بطول٩٥ كم. 
وسميت بذلك للتفريق بينها وبين دوقة الأحلاف في أعلى الوادي كما مرّ آنفا.
وثمت قرية أخرى صغيرة تحمل هذا الاسم أيضا بوادي قديد شمال مكة.
وموضوعنا هنا عن دوقة الخير المطلة على ساحل البحر الأحمر عند مصب وادي دوقة، وهي بلدة مشهورة ومعروفة قديما بهذا الأسم .
 وقد ذكرت في بعض المصادر القديمة . فمن ذلك ما ذكره الهمداني بقوله:" محجة صنعاء إلى مكة طريق تهامة: ..ثم حلي ثم قنونا وتسمى القناة ثم دوقة وهي للعبديين من بقايا جرهم ثم إلى السَّرين ثم لمعجز ثم الخيال ثم إلى يلملم ثم ملكان ثم مكة، هذه طريق الساحل". 
                                           ( صفة جزيرة العرب1/188)
وقول الأدريسي: "والطريق من مكة تخرج إلى ملكان وهو ماء ينزل به المسافرون ومنه إلى يلملم مرحلة وهو جبل معترض من المشرق إلى المغرب وبه ميقات أهل تهامة ثم إلى منزل في قفر به عين ماء مرحلة ومنه إلى قينة وهي قرية صغيرة فيها بئران مرحلة ومنه إلى دوقه وعِليَب ، وهما قريتان عامرتان بأهلهما مرحلة ومنهما إلى الحسبة". 
                                      ( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للأدريسي  1/147)
- وذكرها الموسوي في رحلته فقال:.."
ثم سرنا من أرض الخليف وتوكلنا على الرب اللطيف".
قلت: والخليف بلدة حصينة لزهران سكنها جد المشاييخ الشيخ إبراهيم بن جميع رحمه الله، ثم ذريته من بعده، وقد انتقل قسم منهم إلى ساحل دوقة.
   ثم قال" فأتينا أرض دوقة، وقد أظهر القلب لليمن حنينه وشوقه، ونزلنا بفريق أولاد الشيخ الخليفي المتقدم ذكره، ثم خرجنا من دوقة في ساعة مسعدة..".
                                                                                           (متعة الجليس ٢٤٤/٢)
- وقال ياقوت الحموي:" قال نصر: دوقة واد على طريق الحاج من صنعاء إذا سلكوا تهامة، بينه وبين يلملم ثلاثة أيام، قال زهير الغامدي:
أعاذل منا المصلتون خلالهم ... كأنّـا، وإيـــاهم، بدوقـــــــة لاعب
أتيناهم من أرضنا وسمائنا، ... وأنّى أتى للحِجر أهل الأخاشب؟
                                                                                        (معجم البلدان: 2/485)

لكن الواقع اليوم يختلف كثيرا عما كانت عليه هذه البلدة التي ورد ذكرها في هذه المصادر، وغيرها.
 ومن المؤسف جدا أن كثيرا من معالمها التاريخية أو كلها قد اندثرت، وطمرتها الرمال الزاحفة، كما قال ذلك الأستاذ يوسف بن حسن الخيري. علاوة على ما نالها من جهل وإهمال أبنائها لتراثها التليد.
























*أهمية موقعها:

تميّزت دوقة بموقع جغرافي هام على الطريق من اليمن وجنوب جزيرة العرب المتجه إلى مكة.
 حيث تقع دوقة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر ، وتطل على رأس محيسن. وتتبعها بعض الجزر الصغيرة. ومن أشهرها جزيرة جبل دوقة ومساحتها قرابة ٤،٥كم،: وتبعد عن الساحل ٧،٨كم
 وقد منحها الله ميناءً طبيعيا مميزا. وهو عبارة عن رصيف جبل بحري (جبل الصل) ترسو به السفن الشراعية القادمة من جنوب المملكة واليمن والسودان.
وتنقل منه مختلف البضائع إلى السراة والقرى المجاورة، وبلغت شهرة مرسى دوقة السودان. فقد ذكره أحد المفتشين السودانيين في كلمة ألقاها بمسجد المتوسطة الأولى بالقنفذة. سمعته بأذني ورأيته بعيني، وهو يتحدث عن العلاقة. التجارية بين السودان والمملكة فذكر ضمن ذلك الحركة الملاحية التجارية بين ميناء سواكن السوداني، وميناء القنفذة، وميناء دوقة( هكذا بالحرف).
وكان يشرف على هذا الميناء الشيخ صالح بن عبد الله الشيخي ، وإلى الجنوب منه مرسى آخر لسعيد بن عبد الرحمن بن هياس الشيخي.
وقد ذكرت دوقة في نصوص قديمة، لم يذكر معها كثير من المواقع والقرى القائمة اليوم، ولك أن تراجع النصوص المنقولة، لتتعرف على البلدان المذكورة مع دوقة، مما يبرز لك مكانتها وقِدمها. وذلك دليل على عراقتها. بل هي أقدم وأشهر من القنفذة. وللتدليل على ذلك فإليك النص التالي ذكره الهمداني في تاريخه: " يسير الطريق الساحلي فيمر بحلين ثم قرما، فدوقة ، إلى السرين. و هي ملتقى طريق الساحل مع طريق الداخل إلى مكة المكرمة .
وأما الطريق الداخلي فهو تهامي ..يتجه الطريق إلى حلي العليا ثم يبه ثم قنونا ثم عشم ثم دوقة فإلى السرين حيث يلتقي بالطريق الساحلي".
ويلتقي بها الطريقان الساحلي والداخلي القادم من اليمن قاصدا مكة. وهو الطريق المعروف بالسلطاني، وهو طريق الحاج ، ويمر من سوق الأحد ، ثم بير السيد.
"ما ذكره شرف البركاتي في كتابه الرحلة اليمانية من وجود مدينة وميناء في ساحل دوقة صحيح والدليل كثرة وجود الحضارم  في ذلك الوقت بدوقة فإذا علمنا أن الحضارم أهل تجارة وصناعة، ووجودهم دائما يكون قرب الموانئ والأسواق الكبيرة، ومما يؤكد وجود هذه المدينة تمركز حامية تركية بذلك الوقت لدرجة أن لها محكمة شرعية لإصدار الصكوك، ونلاحظ هنا من كثرة الأراضي الزراعية المسماة (بلاد الحضارم).
وكذلك مما يؤكد وجود مدينة كانت بدوقه وقد اندثرت مثل غيرها مما سبب نزوح التجار الحضارم بعد بيع ممتلكاتهم الى القنفذة والليث وجدة، ولكن لا نعلم هل كانت المدينة بموقع السوق القديم على الطريق السلطاني أم على الساحل قرب الميناء"..
 (كتاب الساحل في الزمن الراحل ص: ٦٢ حسن بن محمد أبو شريبة الشهابي )
قلت:
ومن منازل الحضارم التي أدركتها قريتهم المعروفة بكدوة الحضارم ، بين قرية الشعبة، وكدوة شعشع. وأنا أدركت بعضهم، ولهم أملاك زراعية عندنا بالخِبر إلى اليوم ، وبعضها بيعت للمشاييخ.ثم انتقوا إلى قرما وقريتهم ( الرِتبة) شمال المضيلف.
وقد نزح من دوقة أيضا: السادة والفقها، وكانت منازلهم قبل ذلك بساحل دوقة.


















*الســكان:
يسكن دوقة  عدة قبائل:                             
وهم: المشاييخ، والخيرة، والمساعيد وبلهيثم ، والشنابرة  و الحرازات ، وبنو شهاب. وبعض الأسر من بالعريان.
هذا النسيج المختلف من القبائل يعيشون في بلد واحد في انسجام وحسن جوار وشراكة في المصالح: في السوق والمزارع. وإن اختلفت لهجاتهم وبعض العادات.
لكن الغريب إذا رآهم حسبهم ذوي قرابة لألفتهم وكثرة مخالطتهم لبعضهم.
وإن كانت هناك فوارق أو أحداث عارضة فإنها لا تشين ذلك الجو الأخوي الرائع الذي اكتسبه الجميع من طول المجاورة وحسن المعاملة فيما بينهم. حتى إنهم  ليجتمعون  في بعض المناسبات العامة كالزواج والختان.
ولقد شهدت لهم احتفالا كبيرا حضره كثير من هذه القبائل ولعله أكبر احتفال أشترك فيه أهالي دوقة، وكان ذلك الاحتفال في بلدة القديح بمناسبة بيعة الملك فيصل رحمه الله بالملك عام ١٣٨٤هجري.
ومع ذلك فلقد كان لكل قبيلة خصائص تميزها عن غيرها.
فمن العادات التي يشترك فيها أبناء القبيلة الواحدة: عادة الختان.
فقد كانت كل قبيلة تحدد كل سنة موعدا للختان في المرسم ( مكان الختان) معلوم للجميع. فيكون مثلا موعد الختان عند الخِيرة في مرسمهم في شهر كذا،  ثم موعد آخر للختان عند المشاييخ في مرسمهم، حتى يتمكن الجميع من حضور حفل  الطهار، ويسمى (الهُود).
وكل سنة يختتن مجموعة من الشباب أعمارهم متقاربة كلهم قد تجاوز سن البلوغ.
يحضر الحفل الناس من كل القبائل المجاورة وتدق الطبول وتنشد القصائد الحماسية ويرمى بالبنادق .
ويقام سباق للإبل المعروفة بسرعة الجري. تسمى الركاب أو (الذلايل)..
وآخر مراحل الحفل يرد الشاب المختتن ويسمى ( الثلاّب)على الخاتن ومعاونه، وهو  يرحب ويعتزي.. ثم يقف مستعدا لعملية الختان دون أدنى حركة ويرفع السيف على رأسه ويثني طرفيه بيديه، وبعد انتهاء الختان يعود المختتن للميدان وهو يرقص بالسيف منشدا ومعتزيا، وتعلو أصوات التشجيع والطبول والرمي بالبنادق..


*أعمـال  ومهـن :
 اشتغل بعض سكان دوقة بالتجارة، وبتربية الحيوان، وكانت تجلب الإبل والبقر من أسواق الجنوب مثل صبيا وبيش وغيرها وتباع في مكة في موسم الحج وغيره.
أشهر السيول : من الأحداث المهمة التي كان لها أثار كبيرة في حياة أهل دوقة السيول والأمطار.: سيل الأحد وهو الذي جرف قرية المعترض في العشرينات من القرن الرابع عشر. ومنها: سيل سارح الأثنين عام 1360هجري وقيل عام 1367هجري ، فقد طمّ وعمّ سيله الديرة كلها وجرف   بعض الناس والحيوانات، حتى أرخوا حوادثهم به،
 ومنها: ثـلـوثـان  يقال أنه كان في عام ١٣٦٩، وحشيشان.
  وليلة السيل، وما أدرك ما ليلة السيل؟!!!
ومن أشق أعمالهم عليهم وأحبها إلى أنفسهم سقي مزارعهم إذا جاء السيل. فتلك ليلة بالنسبة لهم لا يشبهها غيرها من الليالي والأيام.
 وذلك لأن على كل رجل يشرف على سقي بلاده بنفسه، وأهم الأمور الوقوف على عقوم الماء والمساقي الرئيسية، فإن لكل عقم جهة يسقيها ومقدار محدد ومعلوم ، فيقف الشركاء في هذا العقم عليه عند وصول السيل إليه، لحفظ الماء من أن تضيع عليهم الفرصة ، فقد يقوم بعض المتسرعين والمغرضين ، فيفجر العقم ويسيل الماء إلى غير الجهة الأًولى بالسقي، وقد يحصل الخصام والنزاع بسبب ذلك،
وعلى الجميع الوقوف والانتظار حتى يصل رأس الماء إلى المكان المحدد والمعلوم الذي يحصل به السقي لتلك الجهة. ثم يفجرون العقم ليتحول الماء إلى الجهة الأخرى. ثم يذهب كل منهم إلى بلاده الخاصة به ويشرف على سقيها بنفسه، ويقف على زبرها وعقومها، لئلا يعتدي عليها أحد فيفجرها. وقد يكون لأحدهم بعض الزهوب من البلاد متباعدة، فعليه أن يبادر بالوصول إليها، ليطمئن عليها. قبل أن يقطع السيل عليه الطريق فيحصره عنها.
 كل هذا الجهد والتعب يتم في ظلام الليل الدامس، والهواء البارد، والملابس المبللة بالماء والأقدام الحافية المثقلة بالطين.











*الزراعة:
دوقة بلدة زراعية خصبة التربة لذا اشتغل أهلها بالزراعة اشتهرت بزراعة الحبوب كالدخن والذرة, والسمسم (الجُلجلان).
 بالإضافة إلى القطن في بعض نواحيها، ويسمونه(العُطُب) .
 بعد جمع المحصول تفصل القشرة ويسمونها (القرعف) والبذرة ، ويُدخل القطن في آلة من خشبتين رقيقتين بطول المتر تقريبا متماسكتين،  تدار  باليد لتمديد القطن تُسّمى الدولاب. ثم يجمع ويباع في مكة.
واشتهرت دوقة بوفرة الإنتاج الزراعي، ومما تميزت به على وجه الخصوص:  الدخن، فقد بلغت شهرة دخن دوقة الكثير من الديار، حتى صار يفد إليها بعض سكان القرى المجاورة، بل ويصدر الكثير من انتاجها إلى مكة. ويُخـزّن الفائض من حب الدخن في حُفرٍ لهذا الشأن ، تفرش بقشور سنابل الدخن ثم يصب فيه الحب وتغطى بالقشر مرة أخرى ثم تطمر بالتراب وتُعلم أماكنها .
وإنما اكتسب دخن دوقة شهرته بسبب جودة البذور (الذِرا)..ويتم اختيار أفخر سنابل(عذوق) الدخن عند الصِرام ثم تجمع وتحفظ في سنابلها في مكان بعيد عن المطر، وإذا خبطت، يخصص لهذا الحب كيس يحفظ فيه، فلا يستعمل للأكل ولا للبيع، معروف إنه ذِرا، يبذر ويغرس إذا جاء الخير وشربت البلاد. وهكذا في كل مرة يختار أجود السنابل للذِرا، وبذلك تتم الحافظة على جودة ونوعية دخن دوقة.
وأهم  عُقم الماء (السدود الترابية)  المزبورة على الوادي لتوجيه مياه السيول ، هي: أبو عشرة وقدوم  وكياد وقشعان وحاسد.     ( ينظر خريطة مواقع الآبار والعُقُم.).

* أهم أشجـارها:
الأثل: وخشبه جيد تبنى منه البيوت، وتصنع منه أدوات الحرث والصحاف والأقداح.
ومنها: السدر وثمره النبق. وخشبة أجود الخشب عندهم.
والأراك في شرق الوادي وثمره الكباث، وترعاه الإبل، ويتخذ من عروقه السواك. ونخل أبو شريبة مشهور في وادي بني شهاب. 
والحمض في الأراضي الساحلية وهو مما ترعاه الإبل أيضا، وتحرق أغصانه ثم تستعمل في تنظيف الملابس والحلي النسائية.
والسلم والسمر، وترعاهما الأبل، وزهر السلم ترعاه الغنم وتسمن عليه كثيرا.
والقضب ورقه دائري ، وله زهر أصفر رقيق، وخشبه ردي غير مستقيم، ولا تأكله الحيوانات ولا يصلح للأحتطاب. 
وله فوائد طبية : حيث تؤخذ أوراق القضب وتضرب في قليل من الماء ،ثم يغر بها الجمل إذا كان ببطنه دود نفعه ذلك بإذن الله. وقد شاهدت مثل هذه الحالة.
-وفي أوراقها علاج لبعض الأمراض ومنها الكدمات التي يحتقن بها الدم.
يؤخذ الورق ويدُقَ مع قليل من الملح حتى يصبح عجينة.
ثم وضع على مكان الألم قطعة قماش خفيفة، وتوضع تلك العجينة على مكان الألم. فيمتص الدم المحتقن. 
والمرخ والحلفاء في شرقي الوادي.  وقليل من التنضب.  وشجرة واحدة رأيتها من غصن البان، وتسمى أيضا الشوع، واليسر، ويسمونه عندنا ( الثلثال).
 وشجر الشورى ، و(المنغروف) وهو الإشرير، وينبت في ماء البحر على الشاطئ.
- في الجهة الجنوبية بين قرية الخيرة (كياد) وبين البحر (هيجة) غابة تسمى (المربعة).  كثيفة شجر الحمض متشابكة، لا تكاد ترى فيها فرجة. تأوي إليها السباع من الذئاب و الضباع والنمور. وكانت تشاهد في أطراف القرى الغزلان والأرانب والثعالب والضرابين .







*الأســـرة:

نظام الأسرة في المجتمعات القروية والزراعية متشابه في كثير من الأحوال والبلدان.
فالأسرة في دوقة يشترك ويتعاون جميع أفرادها في أعمالهم. وإن اختلفوا في الواجبات والمهمات.
فالرجل يقوم بمهمة تأمين لقمة العيش، فيعمل في الزراعة بيده في أرضه، أو بالأجر مع غيره، وقد تكون له حرفة سوى الزراعة كالبيع والشراء،، أو الوظيفة
وتقوم الزوجة برعاية الأولاد وأعمال البيت، من إعداد الطعام، وتشارك زوجها في الزرع والحصاد، ومع المشاركة والتعاون، فإن لها نصيبها الخاص من الصرام،  فعندما تصرم الدخن إذا صرمت لها من كل ستَّ حِزمٍ حِزمة ، وكذلك عند جِداعة الذرة لها أجرتها بأن تملأ قُفّتها" الزنبيل الكبير" عذوقا آخر النهار.
ومن النساء من تكون لها حرفة يدوية، كنسج الحُصر والدباغة وخياطة الثياب.
وتتوزع الأعمال الأخرى على الأولاد فمهمة الكبار منهم مساعدة آبائهم في الزراعة، ورعي الحيوانات وتعاهدها بالحفظ والسقي وحلب الإبل . وبعضهم له عناية بصنع خُطم الإبل وأرسانها ورِحالها، وهي على أربعة مقاساتّ: الشِداد وهو أصغرها وأجملها ويستخدم عادة للسباق والاستعراض، وأكبر منه قليلا المقصور، ثم العِدة وتستخدم للرُكب والحِمل، ثم الإِخيّ، وهو للحمل الثقيل . ثم رحل الحمار.
ويقوم الأولاد الصغار برعي الغنم والبقر وسقيها، وجمع العلف للحيوانات. علاوة علي السقي وجلب الماء . فالمعاناة في توفيره كبيرة وشاقة، فقد يشترك في ذلك أكثر أفراد الأسرة. فهذا يسقي الأبل، وذاك يسقي البقر، والثالث يسقي الغنم ويجلب الماء للبيت.
كما أن البنات يشاركن أمهاتهن في أعمال البيت من التنظيف والطحن والاحتطاب.
فلكل فرد في أسرته مهمته يقوم بها على الدوام. فلا تجد منهم عاطلا، كلٌ منهم يعمل ما يخصه ويعاون ويكمل عمل الآخرين.



*أشهر وأقـدم  قرى  دوقة:

 قرية مشرف:  أكبر قرى المشاييخ ، وأهمها. تقع في وسط دوقة على الضفة الجنوبية للوادي شرق سوق الأحد بنحو 2كم.
قرية المعـتـرض: أكبر قرى المشاييخ بالساحل. وهي إلى الغرب عن السوق بنحو أربعة كم . و بالقرب منها المشهد، أي: مصلى العيد، والمرسم. وهو ميدان الطهار( الختان).
وكانت قرية المعترض عامرة حتى جرفها سيل الأحد( ويقال سيل جمل الليل) في عشرينات القرن الرابع عشر الهجري، ثم تفرقوا في قرى صغيرة.
وأشهر قرى الخِيـرة:
 المحجارة : جنوب سوق الأحد.
 وقرية غياف :شمال السوق.
وقريتي المساعيد وبلهيثم بساحل دوقة.
  وأشهر قرى بني شهاب :
الشعيرة، والدبة.
                          ( انظر الخريطة ، رسم الأستاذ علي بن عمر بن بلقاسم الشيخي)


*المساجـد القـديـمـة:

1- مسجد الشيخ محمد بن أحمد بن كجم الشيخي رحمه الله, شمال قرية الشُعبة
وهو أول مسجد جامع تقام فيه صلاة الجمعة بساحل دوقة، وإمامه صاحبه، ثم صلى الجمعة فيه الشيخ عبده بن دعشوش.
 ثم عُيّن علي بن محمد بن كجم الشيخي إماما رسميا للصلوات الخمس،
وانتقلت الجمعة إلى الجامع الثاني، وهو:
2- جامع السوق بالخبت وإمامه وخطيبه الشيخ: عبد الله بن أحمد بن عقيلي الشيخي. ثم أصبح فيما بعد هو الجامع الرئيس بدوقة إلى الوقت الحاضر.
3-ومسجد محمد بن شريم الخيري بقرية غياف. وهو إمام العيد بمشهد الخيرة شرق بير السيد.
4- ومسجد آل خماش بقرية مشرف، وهو مسجد الجمعة لأهل مشرف ،وإمامه وخطيبه وإمام العيد : محمد بن أحمد بن رضي الشيخي.
5-جامع المسيليم، إمامه وخطيبه: أحمد بن إبراهيم الحرازي. 
 6- ثم المسجد الجامع بالقديح وإمامه: حسن بن محمد الشنبري.
ومساجد أخرى منها :مسجد الشيخ عبد الله بن صالح الشيخي بقرية الجربة.  ومسجد الروايقة ، ومسجد الشيخ عبد الواحد بن عمودي الشيخي . ومسجد علي بن إبراهيم أبو ركبة الشيخي بمشرف.

*  سوق الأحــد  بدوقة:
سوقها القديم الأسبوعي يوم الأحد، وهو سوق مشهور، ولم يكن يضاهيه سوق آخر في منطقة تصل إلى 150 كم شمالا وجنوبا الممتدة من القنفذة إلى الليث . تجلب إليه علاوة على البضائع، الحبوب والمواشي، والدجاج ، والسمن والجبن البلدي ، والسمك ، والأواني الخشبية كالصحاف والقدحان، والفخارية كالأزيار والجرار والأتوار, وأدوات الحرث، مثل المضمدة والعود( المحراث)، والمساحي والفؤوس، والمغاريب.  والأسِرّ ة(السرر) الخشبية، والحبال، والمهل والقطران ، و حُصر الخصف المنسوجة من الطفي، وهو خوص شجر الدوم.
فيهبط إليه الجلاّبة والمتسوقون من كل جهة.
ويسمى المكان المعد لبيع الحبوب  من دخن وذرة : المِسعارة أو المِحنَاط. ومكان بيع الحيوانات يسمى : المجلَبة.
                                      (ينظر صورة سوق الأحد رسم الأستاذ علي بن عمر الشيخي )

ثم بعد تحول طريق السيارات إلى الجهة الشرقية حيث بلدة القديح فقام فيها سوق الجمعة وذلك عام ١٣٧٨ هـ تقريبا.
                             ( ينظر صورة سوق القديح رسم: حسن أبو شريبة الشهابي)



*التعــليـم:
كان هناك مشايخ يُقرِئون القرآن ويعلمونه في الكُتاب ( المعلامة) كما كانت تسمى قديما. وهي مدارس خاصة لتعليم القرآن.
- الشيخ عبده بن محمد بن دعشوش الشيخي.
-والشيخ خضر بن محمد المسعودي. ومعلامته بالمحجارة بالقرب من منزل ياسين بن يوسف الخيري.
ومعلامة أخرى بعد ذلك في المسيليم قرية الحرازات والشنابرة.
 - والشيخ محمد بن شريم الخيري. بقرية غياف.
- وجيلان بن عمر الخيري. رحمهم الله جميعا.
- ومعلامة الشيخ : عبيد بن شطير الشهابي في بني شهاب.
ثم أسس الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله المدرسة القرعاوية : وعيّن الشيخ عبد الله بن أحمد بن عقيلي الشيخي معلما بها.
ثم افتتحت المدرسة النظامية الحكومية في أوآخر عهد الملك عبد العزيز عام 1373هـ.
 وكانت تسمى مدرسة دوقة الأولى. ومقرها سوق الأحد . وكانت مبنية بالقش، للشيخ حسين بن علوه مستأجرة منه. وتخرج من السنة السادسة منها أول دفعة ثلاثة طلاب هم: حسين بن محمد بن كجم الشيخي. وعلي بن عمر بن بلقاسم الشيخي. وعلي بن ياسين الخيري.
ثم افتتحت بعدها مدرسة دوقة الثانية بالقرب من المسيليم.
والتسمية بالأولى والثانية للمدارس، وليس معنى ذلك أن هناك دوقة الأولى ودوقة الثانية. كما نبهني لهذه المعلومة الدكتور أحمد بن محمد بن دميس حفظه الله.
وأول معلم ومدير لمدرسة دوقة الأولى: هو الأستاذ عبد الله مرزوق اليمني.
ثم الأستاذ طاهر عبد الرحيم فلسطيني. ومحمد الحلو فلسطيني.
ثم الأستاذ عبده مشاري الصبياني، وهو أول مدير سعودي للمدرسة. ثم جاء بعدهم: الأستاذ محمد علي عوض بن زين.
ثم الأستاذ علي بن ياسين الخيري وهو: أول مدير للمدرسة من أهل دوقة، وذلك عام ١٣٨٨هـ تقريبا.
 ثم انتقلت المدرسة إلى المبني الحكومي الحديث عام ١٣٩١هـ ثم سميت مدرسة دوقة الأولى بمدرسة فلسطين.
وفي عام ١٣٨٠ افتتحت المدرسة الثانية بالمسيليم. ثم سميت مدرسة اليرموك فيما بعد.  "وكان أول مدير لها الأستاذ حسن شاووش. وصاحب المبنى الشيخ حسين بن علوة رحم الله الجميع".
       أفادني بهذه المعلومة الأستاذ:  أحمد بن مهدي الحرازي. 


*الآبار ومواقعها:

1-  بئر مشرف وتسمى (مشرفية)  شمالي القرية، وهما اثنتان الشرقية منهما بئر ابن علوة  وإلى الغرب منها بئر ابن عيسى.
2- ثم بير السيد في الجَلة شمالي سوق الأحد، وهي بئر قديمة وتاريخية لا يعرف تاريخها، مبنية بالحجر.
3- وإلى الشمال منها بئر تسمى حديبة، بالقرب من غياف قرية الخيرية الشمالية.
4- ثم بئر ابن حسن شمال حِلة الطراحية.
5- ولو اتجهت منها إلى الجنوب الغربي في وسط وادي أم شخّين:  بئر لم تدم طويلا شمال بلاد محمد بن حسن بن علاص، أظنها للشيخ عبد الواحد بن عمودي .
وأما البير المشهورة فهي (المحرميّة).بئر البرادية شمال قرية الشيخ عبد الواحد.
6-  ولو اتجهت من محرمية إلى الجنوب الغربي  ونزلت جنوبا عن حلة الجلادين ترد (قاسمية)،.وهي بئر عمر بن بلقاسم في المعترض .
7-  وإلى الغرب منها في أمهات الحالي بئر علي أبو منقار رحمه الله. وهي  التي يستقى منها بعد أن اندثرت  قاسمية.
8- وإذا اتجهت من المشهد للجنوب بئر شيبه بن علي بن مساعد في أم البيت.
9- ثم بئر الشيخ عبد الله بن صالح وتسمى(صالحية)شرق قرية الجربة، حِلة القصرة.
10- وإذا اتجهت من الجربة للغرب، بئر الروايقة، وهي غربي حلة الشيخ ابن عطية رحمه الله.
11- وإذا اتجهت للجنوب وتجاوزت قرية الحوسان إلى  الجنوب في الثعلبيات من الشرق (عقيلة) بئر عقيلي بن أحمد بن يوسف وهي أعذب الآبار ماءً، وأقصرها عمقا
12- ولو اتجهت منها شرقا ترد الهاجرية بئر للخيرة .(آل سوادة)
13- وإذا رجعت إلى الشمال الشرقي باتجاه قرية الشعبة بئر محمد بن أحمد بن كجم الشيخي رحمه الله غربي القرية، وتسمى محمدية.
14-  وإلى الشرق من قرية الشعبة بئر بلخير, وتسمى (خيرية). وهي بئر قديمة تاريخية مبنية بالحجر. في الوادي شمال غرب الكدوة .
15- وإلى الشمال منها (مساعدية) وهي أحدث الآبار جنوب حِلة (عطية بن إبراهيم).
وهي أعذب الآبار بعد بير عقيلي بن أحمد بن يوسف الشيخي.
16-  ثم تتجه شرقا إلى السوق وفي غرب مقبرة الصابر بئر جديدة مبنية بالأسمنت المسلح. وأظنها أحدث الآبار إنشاءً، يسمونها بئر ابن محفوظ.
17- وبئر بن يوسف الخيري بقرية المحجارة  بجوار مرسم الخيرة للختان.
وأما الآبار في شرق دوقة . فمنها:
18- بئر عوض بن أحمد الحرازي  بالمسيليم في الطرف الجنوبي للوادي وشمالي القرية، عذبة الماء ومبنية بالحجر. 
19- وعسيلة غرب شعيرة بني شهاب حفرها أحد الصعوب قديما.
20- آبار القديح، شمال السوق وبجوار خط السيارات القديم.
- وأولها بئر: سعيد السروي.
- ثم بئر: علي بن محمد بن كجم. رحمهما الله. وهما مطويتان بالخشب.
- ثم حفر عقيل الحضرمي بئرا وبناها بالطوب ، ولاتزال قائمة.
21- بئر في وسط الوادي شمال القديح ، حفرت  عام 1385 تقريبا.
 هي أول بئر تبنى بالأسمنت  المسلح في دوقة.
 ولا أدري هل هي على نفقة الدولة أم أحد المحسنين.
22- شمال منها : بئر بن كرندي في الحرف, أو الشعيرة.
23- وإلى الشرق في أعلى الوادي الشعب الشامي. ( مشّيّة) بئر مشهورة.
24- وبئر الحامضة شمال حدبة بني شهاب.


*أشهر المقـابـر القـديمة :

- من الغرب، مقبرة كبيرة بين كدوة الروايقة والجربة.
- مقبرة قرية الجربة إلى الشمال منها.
- مقبرة وادي أم شخَّين غربها بلاد عمر بن بلقاسم وعبد الرحمن بلندح , وشرقها آل بلاد بلقاسم وآل صلاح.
- مقبرة الصابر جنوب سوق الأحد. 
- مقبرة الخيرة شمال شرقي قوز القارش.
- مقبرة كبيرة  تقع بين قريتي مشرف وأبو الضرم .
- مقبرة الحرازات والشنابرة بالمسيليم بين القرية والمدرسة .
- ومن مقابر بني شهاب:
مقبرة الحرف شمال الوادي.
ومقبرة الكندرة في جنوبه بجوار قرية الكندرة.


*أوائــل وخدمــات:

كان بدوقة مركز للإمارة جنوب سوق الأحد، إلى الشرق من مقبرة الصابر.
 والذي سمعت أن أمير دوقة في العهد السعودي: عبد العزيز بن صليهم.
ثم عُيّن الأمير محمد بن مسعود المبروك العنزي. عام ١٣٧٥تقريبا، قبل أن ينتقل المركز إلى القديح.
وكان آمر مركز خفر السواحل وسلاح الحدود: بطاح الحمد الدعيجي.  ومن أوائل العسكر الذين معه:  صالح الطاسان..
وبعد أن أحيل الأمير محمد بن مسعود للتقاعد، عُيّن بعده : مصلح بن وكيّل الشيخ، أميرا لمركز دوقة. 
أسـماء شيـوخ دوقـة أبـجديـا إلى  أوآخر القـرن الرابـع عشر/ ١٤٠٠هجرية.
الشيخ:  حامد بن محمد بن عطية الشيخي.
الشيخ:  حسين  بن إبراهيم بن علوة  الشيخي.
الشيخ:  ذاكر بن حامد الشهابي.
الشيخ عبد الله بن صالح بن عبد الله الشيخي.
الشيخ عبد الواحد بن محمد بن عمودي الشيخي.
الشيخ محمد بن إبراهيم بن شامان الخيري. رحمهم الله جميعا.
- زار دوقة الأمير أحمد بن عبد العزيز ضمن جولته التفقدية لمنطقة القنفذة بأمر الملك فيصل رحمه الله عام ١٣٩٢.
- أول من أحضر الراديو بدوقة : مبارك بن باشا الشيخي بقرية مشرف.
وإبراهيم بن محمد الساكت بقرية الشعبة عام ١٣٧٦.
وكانت الإذاعات المسموعة آنذاك: إذاعة هنا لندن. وصوت العرب من القاهرة.
- أول من زرع الخضروات بساحل دوقة: عبد القادر بن علي بن مساعد حفر بئرا في بلادهم أم البيت، أظن ذلك عام ١٣٨٩ . وزرع بعض الخضار كالطماطم والكوسا..(لا أذكر الأنواع الأخرى) لكنني متأكد من الطماطم رأيتها ، وكانت تسقى المزرعة بالدلو، ثم اتخذ بعد ذلك مضخة .
- وأحمد بن محمد بن بركات بن جده الشيخي بوادي بني شهاب حفر بئرا عليه مضخة رفع الماء ومزرعته بالقرب من بئر بن كرندي، وزرع الخضار كالطماطم والباذنجان والبامية، ويبيع الإنتاج في سوق القديح.
- أول من انتقل من أهل قرى الساحل إلى الخبت:
الشيخ عبد الله بن صالح الشيخي. وسكن جنوب مقبرة الصابر شرقي بيوت الكجمان. وذلك في حدود عام ١٣٩٠هـ.
- سعى في المطالبة بتوفير الخدمات :الشيخ حسين بن علوة الشيخي والشيخ عبد الله بن صالح الشيخي  والشيخ حامد بن عطية الشيخي  والشيخ عبد الواحد بن عمودي الشيخي والشيخ محمد بن شامان الخيري وبعض الأعيان وفي مقدمتهم عبد الله بن أحمد بن عقيلي الشيخي المطوع ، وسعيد بن عبد القادر الشيخي ونتيجة لجهودهم تمت موافقة وزارة الصحة على فتح مستوصف دوقة، وتم تأمين المبني من خلال شراكة بين علي بن هياس الشيخي وعلي بن زاهر الشيخي وافتتح العمل به في حدود عام ١٣٩٢هجري.
- وتقدم مجموعة من الشباب منهم: حسين بن محمد بن كجم الشيخي ويوسف بن حسن الخيري وإبراهيم بن حسن الحرازي وآخرون،  بالمطالبة بالكهرباء ثم فوّض الشيوخ كلا من:  علي بن زاهر الشيخي وسعيد بن عبد القادر الشيخي لمتابعة معاملة طلب الكهرباء .
وقبل ذلك كانت هناك شبكة أهلية ، تعهد الشيخ ذاكر الشهابي بتأمين مولدات خاصة لبني شهاب. وتعهد علي بن زاهر وسعيد بن عبد القادر الشيخي بمولد الكهرباء للخيرة.  وصالح بن إبراهيم الشيخي متعهدا للمشاييخ، ثم تمت الموافقة من الوزارة في الرياض علي منح دوقة مولدا كهربائيا ٧٥ كيلو أو ١٧٥ كيلو، واختير له مكانا بجوار منزل الشيخ عبد الله بن صالح الشيخي.
- وإبّان النهضة الاقتصادية للمملكة في عهد الملك خالد رحمه الله تم إيصال شبكة المياه في منطقة السوق الجامع بالخبت. فانتقل السكان من قراهم الصغيرة في الوادي إلى الخبت بجوار المسجد الجامع.
- ثم تحول السكان بعد فترة من السكن القديم في العشش، إلى صناديق من الزنك.
وأول من بنى الغرف والبيوت الشعبية: إبراهيم البيشي رحمه الله، وإبراهيم بن عبد الله بن صالح، الشيخ حاليا، أطال الله في عمره على الطاعة والعافية.
 ثم بعد ذلك تم إيصال شبكة الماء والكهرباء .
- أول من أدخل طاحون الحبوب لدوقة: بسوق الجمعة بالقديح عبد الله بن مطيعين الشيخي رحمه الله. وأظنه عام ١٣٩١هـ.
- أول من افتتح محلا للفول وفرن التميس:  عقيلي بن أحمد بن عقيلي الشيخي بجوار جامع دوقة. وذلك عام ١٣٩٠هـ..
لقد كان حدثا غريبا، وأول  مرة  أفطرت عنده  لن أنسى ذلك اليوم!! فللحقيقة..  لم يكن على ما يرام.!!



* الألعاب الشعبية القديمة:

العرضة في الزواج والختان.. وهي على نوعين: عرضة بتحميل.. قائد للعرضة.
عرضة الجيش في طابور.
- كورة القال: وهي كرة من القماش مشبكة بالحبال، بحجم البرتقالة. يلعبها فريقان والعدد والميدان مفتوح، كل فريق يضرب الكورة إلى جهة قريتهم . . وتضرب بالعصي معقوفة الرأس. الواحدة تسمى( القال). وهي أشبه ما تكون بلعبة (القلف)المعروف اليوم.
- ساري: يلعبها فريقان في ليلة قمراء. يختارون أسرع واحد في الجري. وينادون : من شاتكم؟
فيقولون: فلان. فينطلق ويقول : (سرى) فينطلقون خلفه يحاولون الإمساك به قبل أن يرد (الميريدة). مكان محدد معروف معهم. وإذا أوشك أن يلمسه أحد الفريق المنافس، لمس بيده أحد زملائه، فيتغير اللاعب ويتركون الأول وينطلقون خلف الثاني.. وهكذا.
- المراصعة( المصارعة).
- المصاقرة.  ويلعبها شخصان بالعصي كل منهم يحاول ضرب صاحبه، ويحتمي بعصاته،(يدرق).  ويتحدى كل منهما صاحبه في اظهار براعته في الدرق.  وهي تشبه لعبة الشيش حاليا.  
- القفز: رصة وقطية.- اللعب بالكعاب ( الزهر)
- البعيّة: لعبة ليلية. يلعبها فريقان. يؤخذ عظم صغير يرمى به. وينطلقون للبحث عنه في الظلام ومن وجده من فريق يأخذه وينطلق للميريدة. ويقول سرت البعية فيجرون خلفه ويحاول هو الوصول قبل أن يلحقوا به، وإن أدركوه هجموا عليه جميعا يريدون أخذ العظم منه، ولا يسلمه إلا لواحد من فريقه، ومن استطاع أن يأخذه، يتخلص منهم ثم ينطلق وهو يصيح سرت البعية، فيتركون الأول ويلحقون الثاني. وهكذا طوال الليل (مدافسة) . مصارعة.
- ولعبة القُبّ: تؤخذ قطعة خشبية قدرها ١٠سم تقريبا. تضرب بطرف العصا ، ثم تلقف وتضرب في الهواء.. ويقف أحد اللاعبين في نقطة تبعد مسافة الرمي..(يتحدش) ينتظر القب إذا ضرب إلى جهته ويحاول أن يتلقفه بضربة أخرى نحو اللاعب الأول.. وهكذا..
- لعبة البحارير: يلعب فريقان، أحدهما يتفرق في أماكن عديدة مخفية ويرسم كل واحد خطوطا متجانبة كثيرة ..وإذا نودي بانتهاء الوقت اجمتع الفريقان ، ويبدأ الفريق الخصم بالبحث عن الخطوط ( البحارير) التي رسمها الفريق الأول ويحاول التعرف على أماكنها ليتم طمسها، وإذا انتهى ..يأخذه أعضاء الفريق صاحب البحارير ليريه الأماكن التي لم تتكشف ولم تمسح، وهي علامة الفوز… ثم تعاد اللعبة بتبادل الأدوار.. وهكذا.



* السيارات :

أول من أدخل السيارات إلى دوقة من أهلها: سعيد بن أحمد بن بهيجة  الشيخي.
وسيارة أخرى فورد شاحنة لمحمد بن علي بن أحمد بن كجم الشيخي، وذلك في حدود عام 1385 هجرية أو قبلها بقليل.
ثم سيارة عبد الله بن مطيعن بن ذيبان الشيخي فورد خمسة طن.
- وسيارة حامد بن شلوان الشيخي فورد أيضا-
- ثم سيارة أحمد أبو صادع الشيخي شاحنة ماركة هنشل ألمانية الصنع.
- ثم الشاحنة المرسيدس لعبد الله بن مطيعن أيضا بعد ذلك.
- ثم سيارة حسين بن علي بن شعوان الشيخي , ونيت فورد هاف .
- وسيارة أحمد بن محمد بن بركات( بن جده) الشيخي . ونيت هاف فورد أيضا.
- ثم سيارة شاحنة مرسيدس لمحمد بن عمر آل صلاح الشيخي.
- وسيارة عبد الله بن أحمد بن عيسى الشيخي.
- أول من أوصل السيارات الصغيرة لدوقة: إبراهيم بن محمد الساكت الشيخي وأخوه: هياس، ماركة الشفر موديل. 77/ 97. وتوقفتا في عسيلة ولم تستطع اجتياز الوادي.
وأول من ملك سيارة جيب: حسين بن محمد بن كجم الشيخي، وعوض بن صالح بن ذيبان الشيخي . وكانتا إنجليزية الصنع ماركة الأوستن.
وبعدهما الأستاذ : على بن عمر بن بلقاسم الشيخي اشترى جيب ويلز أخضر موديل 54 من سعيد بن مشرف الزهراني ب3000 ريال أقساط. ثم باعه على حسين بن حوذان الشيخي  ب1500 ريال.
ومن السيارات التويوتا: ونيت علي بن محمد الخيري،  وونيت على بن محمد خميس الشيخي . وعمي: أحمد بن محمد بن كجم الشيخي.
وأول من اشترى الدبابات ( الدراجة النارية) ماركة هوندا سبعين: حسين بن محمد بن كجم الشيخي، وعلي بن عمر بن بلقاسم الشيخي . ومحمد بن عبيد بن كجم الشيخي.


*قصيـدة دوقـة:
وكم لا مني في حب دوقةَ إخوةٌ


ومنزلها في مهجتي فوق ما ظنوا

جرى حبها مجرى دمي في عروقه


فكانت لقلبي الأنسُ والحسن والأمنُ

أحن حنين الوالـهات لأرضها


فإن ثراهـــا لي هو المـهــد والحِضنُ

وأذكر أيام الصبا في ربوعها


يظللني في حجرِها السَعدُ واليُمنُ

وإن كنت أشكو البعدَ عنها وجورَه


فــإنّ فــؤادي ما يزال لــها يدنو

وما زِلتُ مشتاقًا لها ولأهلها


لأن صِباي الغضِ في ساحِها رهنُ

مَدِينٌ لأنـسٍ لم أجــده بغيـرهـا


لها الشكرُ بعد اللهِ والفضلُ والمنُ

سقتني شرابًا سائغًا من نمِيـرها


فألفِيتُه دمعًــا يسـيلُ به الجفنُ

أرى والدي فيها بكل شـموخه


فتقسو كما يقسو وتحنو كما يحنو

وإني لأدعو الله في خلوتي بأن


يروّي ثـراها الوبل والديم والمُزنُ

ويسعدني أن ينتمي لكِ محَتدي


بأنـكِ أمٌّ  لي وأنـي لكِ الابـنُ

ونادى منادٍ من لدوقةَ عِزوةٌ

فردَّ كرامٌ من مشاييخها نحنُ.

كتب هذه القصيدة بطلب مني وعلى لساني الأستاذ أبو أسامة زيد الأنصاري جزاه الله خيرا
الحقيقة أنها قصيدة رائعة ، ومفعمة بالشعور الفياض، وبالمعاني الجميلة، وموشّاة بأعذب الألفاظ. فله مني جميل الشكر وصادق الدعاء والامتنان.



*مسميات وألفاظ وأمثال:

كل بيت غالبا يسمى الأحفاد باسم الجد والجدة ذكورا وإناثا. ويُسميّ الرجل ولده باسم صديقه العزيز وصاحبه القريب إلى قلبه، قد يكون أخا ، أو ابن عم، أو من قبيلة أخرى، وللسميّ البعيد مكانة خاصة وتقدير كبير عندهم، وذلك مما يقوي المحبة والإخاء فيما بينهم، (فالسميّ) الكبير المُسمى به يحضر ختان سميّه بصحبة جماعة من أقاربه، ويهدي لسميّه هدية خاصة تُعرف ب(السماوة).
أشهر الكنى عند أهل دوقة.
الذي سمعته ويحضرني الآن.
- إبراهيم: يكنونه:أبو إسحاق، وأبو خليل.
- محمد:أبو قناع، وأبو حامد.
- علي: أبو حسن، وأبو معيلي، وأبو علوة.
- عمر: أبو سراج.
- أحمد : أبو دريب.
- حسين : أبو جعيدة.
وبعض الأسماء قد ينحتون منها الكنية:
فمثلا :
- عبد الله: أبو عابد.
- حامد: أبو حميّد.
- سعيد: أبو ساعد.
- صالح : أبو صلوح.
- عطية: أبو عاطي.
..وهكذا.
- ولكل شيء عندهم أسم حتى المزارع (البلاد)، والذي يدعوهم لتسميتها ضرورة معرفة حدوها مع ما يجاورها لتكتب في حجج البيع والشراء، فأحيانا تكون بأسماء أصحاب لها سابقون، أو بصفات خاصة لها، فلكل قطعة من الأرض الزراعية، اسم تعرف به، فأصغرها مساحة الشعبة ثم القطعة ثم الوجه، ثم الزهب وأكبرها الجربة. فما كان منها مربعا تقريبا يسمونه: (قطعة)، يقولون مثلا: هذه قطعة شحات، قطعة ظافر. وأكبر منها (الوجه) إذا كان مستطيلا فيقال مثلا: وجه الأكـــلز،  وجه حَسيِنة. .
وإذا كان أكبر من ذلك يسمى زهبا، فيقال مثلا: زهب خود، زهب ملاح. زهب خاتم.
ويسمون المجموعة منها أحيانا باسم واحد، فيقولون: بلاد الحكمان، بلاد باسلوم، بلاد بن زين، وبلاد أبو الشيب. ويسمون بعضها ( أم كذا) فيقال: أم النفوس، وأم البيت، وأم السحا. (وأبو): هذا أبو مية، وأبو الربيع، وأبو خرفان.
أو يقال (أمهات كذا) مثلا: أمهات الذُرة، أمهات الصيد، أمهات أبو خيمة، أمهات هراسة.
وقد يسمونها بأسماء مفردة سواء كانت جربة أو زهبا فيقال مثلا: مسلية، قندولة، الحِدم، الكمبايتي، الزهنقية.  البحير.
- وكذلك الحال بالنسبة للحيوانات، فنظرا لاعتزازهم بالإبل ومكانتها عندهم فإنهم يسمونها بأسماء خاصة، فمن أسماء الجمال عندهم: شُعيل، والفريس، وعريمان. وعجلان..
ومن أسماء النوق(النياق): الحِميّرة، السعيدة، الحرشاء، الطرقاء، الرياش..
- تختلف في لهجتهم بعض المفردات عن الفصحى، فيقدمون بعض الحروف على بعض أو يغيرونها. ولا يهمزون، أي لا ينطقون الهمزة، فيقولون مثلا:  للشيء: شي.  والفأل:  فال.  والبئر: بير.  وهكذا.
 وهذه لغة قريش فإنهم لا يهمزون، بينما تهمز بنو تميم. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك. أبدأ بالكلمة الأولى الفصحى ثم مقابلها بلهجة أهل دوقة.
المسجد:المسيد
المقبرة:المجنة.
المكان:  بكان. 
عميق: غميق.
السمك: الحوت.
المحجن:  الشون.
المرأة:  المرة. ويقولون: الحرمة والحريم. الزواج، والزوج: الجواز، والجوز.
ويقولون: ذهب إلى السوق: هبط السوق. وإذا ذهب في آخر الليل قبل الفجر: غبش غْبشة.  وإذا ذهب في أول النهار إلى المرعى أو المزرعة( البلاد) ونحو ذلك ،قالوا:  سرح، وإذا رجع، قالوا:  عطف.  وفي آخر النهار، يقولون:  نشر ، إذا ذهب.  وإذا رجع، قالوا:  ضوى.  ويسمون من فقد إحدى عينيه(كريم عين)..ولا يقولون له : أعور. ويقولون( يريق الماء). يعني يبول، كرمكم الله.  ومن تكلم بكلام ثم أخطأ في بعض الجمل منه, لا يقال له: أخطأت أو كذبت, وإنما يرد عليه صاحبه بقوله : وأنت الصادق الأمر كيت وكيت. ومن أتى يطلب حاجة، وهم يستطيعون قضاءها فإنهم يقولون له: (ابشر بالسعد). ويقولون أحيانا: (فالك يسفر). يعني: تفاءل بالسفر ، وهو النور، فطلبك موجود.  وقد يبدلون حرف السين صادا في بعض الكلمات، فيقولون:
للسحّارة: الصحارة.
السيارة: الصيارة.
السمر:    الصمر.
الرأس: الراص..
سخط:  صخط.
النسر: النصر.
عروس: عروص
سْرر:  صُرر. فالجمع بالصاد بينما المفرد بالسين: سُرير.




* ومن العبارات والأمثال المستعملة في دوقة:

فيما يلي سوف استذكر ما سمعته من عباراتهم وأمثالهم التي يستخدمونها في محادثاتهم ومعاملاتهم.
.وهي بلا شك ليست محصورة عندهم فحسب, بل قد يشترك معهم فيها غيرهم ممن يجاورهم أو يخالطونه في سفر أو عمل ونحو لك:
1-فمن عباراتهم الجميلة: ما يستفتحون به أعمالهم، قولهم: ( يا الله على بابك ولا خاب طلاَّبك) يقولونه في الصباح، وعند البداية لكل عمل من أعمالهم: بيع أو حرث...

2-من سقط من يده شيء يقول: ( طاح الهمُّ والفرج على الله).

3- وإذا انسكب شراب أو طعام بالخطأ، أو فات شيء مهم، قالوا: ( انصرف السوء).

4-ومنها قولهم: (من ساعة لساعة فرج) ويقولون ذلك تصبرا على قدر الله ورجاءً  ًللفرج منه سبحانه.
                 
5- يقولون:(مادح الحاضر كذاب) يعني لا داعي أن تمدح سلعة هي أمام المشتري فهو يراها، ويستطيع أن يكتشف عيوبها، فالذي يمدح شيئا موجودا فهو مبالغ، وقد يكذب. وقد يقولون: الحاضر الناظر: يعني انظر هذه البضاعة أمامك .

6- ويقولون:( من فرّها عرف سٍنها) يعني البهيمة من كشف عن أسنانها يعرف عمرها. يعنون أن من اختبر شخصا أو جرّب أمرا، تبيّنت له حقيقته. ويمكنه الحكم عليه.

7- يقال للعاجز لمرض أو كبر سن أو قِلة بصيرة : فلان (ما يسري ليل ولا يقطع سيل.)، يعني لا يستفاد منه في هذ الأمر.

8-وإذا كان الإنسان منظره يخالف مخبره، قالوا:(فلان خيلة بلا دخيلة)، يعني : لا خير فيه. فلا تنخدع بظاهره، فحقيقته وباطنه خلاف ما يظهر. 

9- وقولهم :(العافية نِسناس والشر كبّاس). يعنون أن العافية تأتي شيئا فشيئا ، وأما المرض فيأتي فجأة، وكل يوم يزداد قوة.

10- وإذا كان أحدهم غائبا  وأرادوا حضوره  للضرورة  أرسلوا أو كتبوا له العبارة التالية( حط يدك في الماء ولا تنشف إلا عندنا) يعني :كما أن الزمن بين أن تضع يدك في الماء وجفافها قصير، فكذلك يلزم حضورك بالسرعة القصوى.

11- وإذا أرسلوا مندوبا وتأخر كثيرا، ثم جاء: قالوا: يا ( مندوب  الذِرا).
 وهو رجل أرسلوه يجلب لهم حب ذرا للزارعة عند ما جاء السيل وتأخر كثيرا.. فصاروا يضربون به المثل لمن تأخر بشيء ضروري. قالوا هذا كما مندوب الذرا.

12- وإذا تذاكروا أحداثا قديمة ، ثم ذكر أحدهم حدثا من سنوات قريبة نسيبا، قالوا هذا: (أمس في الشمس). يعني قريب جدا.

13- وإذا شهد أحد لقريبه أو صاحبه في قضية لا يقبلون شهادته ، يقولون:( من شاهدك يا أبو الحصين؟ قال: ذيلي).

14- وإن حصلت مشكلة من أحد المعروفين بالطيش والجهالة قالوا : (ما يفجر الحوض إلا أخس البقر).

15- من أساء استعمال ما ليس له، يقال له :(جلد ما هو جلدك جُرّه على الشوك) وبعضهم يقول:" جنب ما هو جنبك" .يعنون لو كان لك لرفقت به.

16- ومنها أيضا: قولهم:  ( ما قضي لي عازتي غير ساقي) إذا طلب أحدهم مِن غيره أن يقضي له حاجه، فلم يأت بها على ما يرام , أو أرسل في طلب غرضه أكثر من شخص فلم يأتوا بالمطلوب كما ينبغي ،فيقول حينئذ: (ما قضي عازتي – يعني حاجتي- غير ساقي)، يعني: ما يأتي برغبتي إلا أن أقضيها أنا بنفسي.

17- وإذا حصل بين جماعة اتفاق، ثم بعد مدة غيّر أحدهم رأيه يخبرهم بذلك فيقول: ( البعير برك وقام، وانتقض الكلام) . 

18- ولو عاتبه أحدهم على تغيير رأيه فإنه يجيب عادة بجملة أخرى، فيقول: ( الحي ينقلب) يعني لي حرية التصرف .

19- ومن أمثلتهم: (بيِّتها نار تصبح رماد). ويقال هذا المثل عندما تواجه أحدهم مشكلة ويهتم لها كثيرا، ويستعصي عليه حلها، يقال له:(بيّتها نار تصبح رماد) أي: اصبر وانتظر لبعض الوقت، وربك يفرجها.

20- ومنها قولهم فلان:( يأكل أكل السوس والحال مدسوس). يصفون به النحيل الذي يكثر الأكل ولا يسمن. ويقصد به من لا يظهر عليه أثر النعمة مع أنه في خير وسعة من الرزق.

21- ويقولون لمن فاته الطعام: (فاتك المهلوك) فيرد بقوله : ( نصيبنا ونصيبكم عند الله ما يفوت).

22-ومنها قولهم: فلان (صَقلُه ما يلحق بَقله). الصقل والبقل من نبات الربيع الذي ترعاه الحيوانات سريعا. ويقال هذا المثل: لمن كان رزقه دون حد الكفاية..

23- وقولهم:( ثوب العارية ما يدفّي)، يعنون أن الشيء الذي ليس لك فإن الانتفاع به  لا يدوم. مثل ثوب تستعيره لوقت محدود.

24- ومنها قولهم: (زكاة الجُرب منها) الجُرب الحيوانات المصابة بداء الجَرب. فإذا أردوا التعبير عن سوء اختيار شخص من مجموعة كلهم سواء في القبح، قالوا: (زكاة الجُرب منها). يعنون أنه ليس غريبا أن يكون مقدم البطالين والمذمومين واحدا منهم.

25-ويقول لمن لم يشكر معروفه: فلان (مثل الحوت مأكول مذموم).
مع أنهم يأكلون السمك ويكرهون رائحته. ولكنهم لا يستغنون عنه ولا يشكرونه.

26- ومنها قولهم :( العين بصيرة واليد قصيرة). يقوله من يرغب في الشيء، ويعرف قدره، ولكن لا يستطيع الوصول إليه.

27- وقولهم:( ابغي لحم كبشي وابغي كبشي يمشي) وهذا يضرب للبخيل الذي يريد ما يحتاجه دون كلفة وثمن.    

28-  منها قولهم:(كل شاة معلقة بكراعها) ومعناه: كل إنسان يتحمل نتائج أخطائه.

29- ويقال لمن أهمل ما يجب عليه رعايته (خل الدرعا ترعى). يعني ترك الشاة الدرعاء ترعى كما تشاء. ومثله وفي معناه قولهم: (خلّى الحبل على الغارب) يعني : ترك خطام البعير على غاربه، أي رقبته. والمقصود أنه أهمله.

30- وعندما يُقابل أحدهم بالجحود ويتجاهل قدره فإنه يعرض ويعتز بنفسه فيقول: من لا يعدك مكسب، لا تعده راس مال). والمقصود :أن من لا يراك ويعتبرك مكسبا وفخر له، فلا تعتبره رأس مال  لك، يعني فلا  تحسب له قيمة.

31- من تسرع في أمر ولم يحسب عواقبه فوقع في ورطة وندم يقال له: ( من لا يقيس قبل الغطيس, ما ينفع القيس بعد الغرق). 

32- وإذا كان جماعة منهم في عمل أو حديث وحانت الصلاة قالوا لبعضهم قوموا نصلي( وبعد الصلاة تنقضي كل عازة). أي يمكننا قضاء أي حاجة
وأحيانا يقولون في مثل هذا الحال: ( كل مطرود ملحوق).

33- ومن أراد الغدر  أو الشر بأحد , ثم وقع هو فيما دبره يقال له: (يا حافر حفرة السوء عبي لرجلك مراقيها.) يعنون بذلك أن نتيجة غدره وخيانته محيطة به ولابد.

34- وإذا نصحوا شخصا ما فلم ينتصح, وعُرف عنه عدم قبوله للنصيحة, قالوا بعد نُصحه: ( لا تناصحون العرب كلٌ برشده يعيش).
وهذا لا شك أنه مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة." قلنا لمن يا رسول الله : قال: "لله ولكتابه ولرسوله و للأئمة المسلمين وعامتهم".
لكنهم يقصدون بذلك مَن لا يقبل النصيحة. وقد يقال له: (الحجر من الأرض والدم من رأسك.) أي أنك تتحمل نتائج عملك.
35_ ومن كثرت عليه الشدائد والمصائب بعد أن كان في نعمة وعافية يقال عنه:0(من تقدمت له سعوده تعقبت له نكوده).
36- ومن كان في شدة ولم يعاونه أو يشعر بمعاناته أحد يقال عنه : ( النار ما تحرق إلا رجل واطيها)
37- ويقولون: ( كلام العاقل ينقص نصيفة). يعني مهما يكن الأمر فلابد من الخطأ والنسيان، أو لحاجة في نفس المتكلم، فاعتبر أن كلامه نصف الحقيقة.
38- ويقولون:  (وراء الشفا نقّادة)  يعنون لابد من الاحتراس في القول والفعل، فهناك من ينتقد، فاحسب له حسابه.
39- وقولهم: (جوّد المرسول ولا توصيه) .وهو بمعنى المثل الفصيح:  "أرسل حكيما ولا توصه".
40- وقريب منه قولهم: (ماعلى المرسول إلا الوصول).

41- وقولهم: ( جارك القريب ولا أخوك البعيد).  يعني:  أولى بالمعروف.

 42- و( قال شفته، قال بالعقل عرفته).

43 - وقولهم: ( الرجال خشب حتى يتعارفون).

44- ما هَمّ إلا همّ الدين ولا وجع إلا وجع العين.

45- (اضرب بها في الجبل يعرفها الخبل)

46- العين ما تعلى على الحاجب.

47- قلبي على ولدي وقلب ولدي على حجر.

48- ما أحد يوري الخبل درب بيته.

49- قال: داوها تبرأ، قال: اقطعها وتستريح.

50- العين بصيرة واليد قصيرة..




*الزمن الجميل:

نسمع كثيرا هذه الجملة اليوم، فيحنُ إليها الشيوخ ويطرب لها الشباب.
وسأحاول جهدي أن أصور لكم صورة ذهنية أو أرسم لوحة خيالية  لذلك الماضي الجميل.
حين عاش الناس في دوقة – و في غيرها من البلدان - في حال مستور، يعمل الرجل ويكدح في مهنته إن كان حراثا صاحب بلاد، أو عاملا بيده، أو صاحب دكان، فيه اللوازم الضرورية من الحب والتمر والرز والقهوة وملابس الرجال والنساء..
أو كان جلابا يجلب بضاعة للسوق، من حب أو ماشية ونحوها، أو ( يقرش) أي يكري بعيره بالأجرة ..أو من يعمل في بناء البيوت أو صيد السمك.. أو يكون صاحب مهنة كالجزار والنجار والحداد.
أو حرفة أولادهم من مساعدة آبائهم ، أو الرعي وجلب الماء وسقي الدواب من الآبار  وغالبها شحيحة الماء، وفي الصيف يشح الماء ويشق عليهم الأمر ويجهدون في ذلك غاية الجهد..






*ما يتميز به أهل دوقة من الصفات الحميدة:

-هذه الصفات الطيبة والخصال الحميدة يشترك في جملتها أكثر الناس. وهي ظاهرة في كثير من المجتمعات القروية..
 فمما هو ظاهر في أهل دوقة على مختلف قبائلهم:
- تفقد بعضهم لبعض بزيارة المريض، أو القادم من سفر. وإذا حصل خلاف بين جماعة منهم ذهبوا إلى كبارهم المعروفين بالحكمة والمعرفة فيحلون مشاكلهم ويصلحون بينهم.
- ومن عاداتهم الطيبة :
التعاون بينهم عند الشدائد والرفد من بعضهم لبعض، في الختان والزواج، إذا يشتركون في إعداد وليمة الزواج، حتى إنهم يحضرون الأواني من صحون وفناجين  من بيوتهم.
- والتعاون في أجور وتكاليف إقامة مساقي مياه السيول المشتركة بينهم.
- ومن الأمثلة على العادات الجميلة المشتركة لأهل دوقة:
 الاجتماع في رمضان على الإفطار في المسجد بما تيسر من الفطور، سواء كان وقفا أو صدقة.
- وفي العيد: بعد الفراغ من الصلاة يسلم ويعايد الجميع على بعضهم في المشهد..
وإذا رجعوا لقراهم يطوفون على البيوت كلها مهنئين بالعيد.
وبعد الانتهاء من ذلك يجتمع الرجال والأطفال على طعام الإفطار كلٌ يحضر إفطاره المتيسر عصيدة بر، أو فتة ( ثريف) دخن بلبن وسمن ..، ويكون الاجتماع عادة في بيت كبيرهم. وفي بعض الأحيان يجتمعون كذلك على العشاء.
- ومما تميز به أهل ذلك الزمان:
العفاف والحياء من الرجال والنساء على حد سواء.
- ومنها; تربيتهم أولادهم على توقير الكبير واحترامه، سواء كان من قبيلته أو من غيرها، فيقبّل الصغير رأس الكبير عند لقائه، ويناديه بالجملة المعروفة( يا عم فلان..).
- ومن ذلك: إكرام الضيف: فبعض القرى يكون في أطرافها أماكن معدة للضيوف تسمى منزالة، ينزل الضيف الغريب فيها، فيأتيه الترحيب والإكرام بالميسور من القِرى (الطعام). والتبسط معه بالحديث وسماع الأخبار.
-ومن كرمهم:
أنه يفد إليهم بعض المحتاجين من الديار الأخرى في مواسم الخير، فيشاركونهم العمل في الحرث والحصاد ويحصلون من ذلك خيرا وفيرا.

* كلمة حق:

قد يقول بعض القراء لقد أظهرت الوجه الجميل لدوقة وذكرت الإيجابيات ولم تذكر السلبيات.
فأقول : نعم: إذا كانت حقائق ويعرفها الكثير من أهل دوقة واطلع عليها بعضهم ، بل وشاركوا في جمعها ونقدها .
فلماذا نخفي الوجه الجميل والتاريخ المشرق وهو ثابت وصحيح.
فهل من الانصاف كتمان الحق، وإظهار خلافه ليقال: هذا كلام موضوعي ومنصف.؟!
كلا. فليس ذلك من الانصاف،بل الواجب ذكر كل حسن من أفعالهم، وكل جميل كان في أيامهم. فبيني وبين المنتقد قول الشاعر :
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة  ..... وأهلي وإن ظنوا عليّ كرام.
 وقول الأستاذ زيد الأنصاري في قصيدته عن دوقة:
وكم لامني في حب دوقةَ إخوةٌ          ومنزلها في مهجتي فوق ما ظنوا
جرى حبها مجرى دمي في عروقه   فكانت لقلبي الأنسُ والحسن والأمنُ...
            إلى آخره




* الحديث ذو شجون..

" أثارني الحديث عن دوقة، فعادت بي الذاكرة إلى عام ١٣٨٥هجرية.
فنظرت إلى مقومات الحياة آنذاك فلم أشاهد منها اليوم إلا رسوما بالية، وأطلالا باكية.
 تذكرت رجال ونساء ذلك الزمن فلم أر منهم أحدا، فقد وآراهم التراب، ولم يبق منهم إلا حبيس المرض أو رهين الإعاقة.
 تغيرت الحياة تماما، فلم تعد الأرض هي الأرض، ولا الناس هم الناس.!.
تذكرت ذلك الصباح الذي كان ينتظره الناس بشوق لسماع أذانه الصافي الذي لم تصحبه مكبرات الصوت، ولم يعكر صفوه ضجيج الآلات والمعدات.
تتحرك فيه الناس كأسراب الطيور، وتزدحم الطرقات الضيقة إلى المزارع والآبار، ويتحرك الجميع. وتتسابق الأمهات بعد صلاة الفجر في استقبال الصباح، بإشعال المواقد والميفا، والبحث عن القبس ، واعداد القهوة ووجبة الفطور .
 وعادة ما تكون من بقايا العشاء، إما كسرة خبز الدخن أو من الرز تم رفعه في (المسقيلة) طبق معلق بوسط البيت. ثم يتم تسخين الفطور، ويزدحم عليه الأولاد كبارا وصغارا، ويتم تنظيف القدر حتى يصبح قاعا صفصفا. وللشيط مذاق آخر.
ثم يبحث الطالب عن محفظة كتبه التي تكون من القماش .ويسلكون طريقهم إلى المدارس مشيا على الأقدام.
لم تكن سيارة في ذلك الوقت إلا ما ندر، تمر بالمسافرين وصوتها يجلب الدهشة والفرح، ويتسابق الأطفال لرؤيتها، وشم رائحة الدخان المنبعث منها، والسير على آثار عجلاتها.
المزارع في موسم الأمطار والسيول لها منظر أخاذ .. تشاهد الناس يستقبلونه بشوق عارم، وينتظرون قدومه مستبشرين فرحين بقدوم حبيب غائب ينتظر.
فلا تسأل عن بهجة الحياة بعد ذلك.!
والكلام يطول عن ذلك الزمن الجميل.
                                                             (عبد الله بن محمد بن شريم الخيري.)  


ويا لهف نفسي كيف غياف أقفرت


وعادت يباباً بالياتٍ رسومها

وفي الحَير كنا في جِنانٍ رغيدة


فولت لياليها وباد نعيمها

تذكرت رياها وسالف عهدها


فزادت على نفس المشوق همومها

ولو سحت العين الحزينة دمعها


على أرض غيافٍ فمن ذا يلومها

ويا ليتني ما زلت طفلاً بأرضها


ينير حياتي بدرها ونجومها

أحن إلى أرضي على كل حالةٍ


فيطربني صوت الفلاة وبومها

رأيت بها الأطلال ثكلى كئيبة


تنوح عليها في اليباب وشومها

حنيني إلى غياف والحير جامحٌ


ولا يبعث الأشجان إلا قديمها

فيا رب أرسل ديمة نحو أرضها


فأطيب مدرار السحائب ديمها".


  وقد استنشدت شاعرنا المبدع زيد الأنصاري، فاسعفني مشكورا بهذه المقـــــطـــوعة الرائعة:

بيّض الله وجهك يا أبا أسامة.. !!
لقد أبدعت في التصوير والمعاني والكلمات والمشاعر كأنما عشت تلك الأيام معنا، حفظك الله من كل مكروه. وكثّر من أمثالك.



*آخر المطاف :

وبعــد:
فما اتحفني به ونبهني إليه إخوة كرام أفاضل وما تفضلوا به من تصحيح ومعلومات، فاتخذتها مصدرا ومرجعا لي، وهي موضع اهتمامي وتقديري. فلهم مني جميعا الشكر والتقدير. فكم استفدت أنا حين نبشت من ذكريات الزمن الجميل. لقد نقلني هذا الموضوع لأيام الصبا الغض، فبعثرت أوارق الأيام.. وسطرت مشاعري ونثرتها بين يدي القارئ الكريم. معترفا بتقصيري وعجزي عن إيفاء الموضوع حقه.
فصحيح أن بعض عناصره مجرد جُمل عابرة، وعناصر أخرى لم ترد إطلاقا، بينما يرى القارئ ضرورة وجودها ..وقسم ثالث موسعا وفي ناحية أخرى موجزا، وذلك بحسب توفر المعلومات لدي.
فالتقصير حاصل وذلك لأنّني إنما استقي مصادري من معلوماتي التي عشت أحداثها بنفسي، فسجلت ما تذكرته ونسيت الكثير.
وأمدني أخوة كرام من المشاييخ ومن الخيرة وبني شهاب ، منهم من هو في دوقة ومنهم من هو في جدة ومكة ، أمدوني بمعلومات قيمة ووفيرة، ولولا خشية أن تفوتني بعض اسمائهم لذكرتهم. منهم من شافهني وصحح لي، ومنهم من تكرم بالاتصال بالهاتف أو بالواتساب، ومنهم من زودني بمراجع وصور، فأنا مدين لهم جميعا بالشكر والعرفان.
ومع ذلك فقد تغيب عني وعنهم جوانب أخرى. وقد يعتب عليّ من لم يجد بغيته، فأقول له معتذرا مرة أخرى، لا تظننّ إلا خيرا. فلقد طلبت من كل من لديه معلومة صحيحة ومهمة أن يتفضل بها ..وقد  تفضلوا  بكثير من المعلومات القيمة. جزاهم الله خيرا.
وقد فاتني الكثير من تراث دوقة وأخبارها، لكن حسبي أني وبذلت جهدي في تتبع واستقاء هذه المعلومات اليسيرة، وهي دون المأمول بلا شك.
فأرو أن يجد القارئ المتعة والفائدة. والله من وراء القصد.

                                               محمد بن علي بن محمد الشيخي   28/12/1439

هناك 31 تعليقًا:

  1. يوجدمنجم للملح بالقرب من راس محيسن
    وكانت القوافل تاتي من كل مكان لشراء الملح وتصديره الى مناطق كثيره
    وهناك بئرشمال بير عقيلي عند حلة ال بن نغيص
    تسمى ام البعر وشمالها بئر ل عمودي الهيثمي يرحمه الله وهناك مرسى اخر صغير ترسو عنده قوارب الصيد
    يسمى مرسى ابن نغيص وهناك حلة عند.الهاجرية تسمى حلة الشويلي

    ردحذف
  2. وهناك مورد اخربيرا تسمى القضيمبه بالقرب من قرية الكرادمه ال بن كريدم الحوسان
    وهناك بئر جنوب بير قاسميه لم تدم طويلا في ام البيت بلاد قريشه
    غرب المعترض ثم نعود شرقا الى شرق القديح
    كانت ولاتزال بئر الدبه وهي بئران وليست واحده ركبت عليها الحكومة خزانات ومواتير شفط لسقيا الاهالي
    تعبا منها الوايتات
    والى الشرق منها قرية تسمى الكندرة على حرف الوادي الجنوبي وهناك في اعلى الشعب اليماني قرية حديثه
    تسمى مصر الجديده

    ردحذف
  3. معلومات مفيدة وقيمة اتحفتنا بها أستاذ علي . الله يرفع قدرك ويسعد أيامك.

    ردحذف
  4. وهناك بئر من اهم الابار في دوقة وهي على طريق الحاج وهي المحجارة لابن يوسف الخيري وبجانبها مرسم الطهار للخيرة وبجوارهذه البئر كان للمرحوم باذن الله بن يوسف الخيري منزل ومنزالة(وهي مقر للضيوف والمسافرين من الحجاج وغيرهم) كانت عامرة بالضيوف والمسافرين على نفقته يرحمه الله يخدمهم للضيافة ابناؤه وخدمه وكانت له رحمه الله مزارع كثيره لكثرتها كانت تخزن في حفر في الارضلعدم وجود مخازن تلك الايام الماضية .كان ذلك في بداية القرن الرابع عشر الهجري.تلك المعلومة يعرفها الكثير من ابناء دوقة اما بمعايشة الزمن الاخير منها ام بالسماع اوردت هذه المعلومة لان الكاتب لم يتطرق لها اعتقد لعدم وصول المعلومة اليه . شكرا للمؤرخ الشيخي وكتابة التاريخ امانة بيد المؤرخ . والله اعلم

    ردحذف

  5. أحسنت الإضافة وأفدت وأجدت، فجزاك الله خيرا.
    حبذا ياطيب لو عرفتنا بشخصك الكريم.

    ردحذف
  6. استاذنا واديبنا ومؤرخنا ابوفهد الاستاذ يوسف بن حسن الخيري
    له باع طويل في تدوين التراث والاثار بدوقه منذسنوات طويله ومرجع متألق في ذلك يمكن الاعتماد عليه بشكل ايجابي متميز
    وابنكم الاستاذ محمد يعتذر اولا عن مدى معرفته بذلك وبمداخلتكم المفيدة له شخصيا لتدوين وتوثيق تاريخ هذه البلدة اللتي تميزت بمن فيها من قبائل ولا احد ينكر ذلك
    الاصل في التسمية دوقة ابن خير اوالخير كماذكر ابوعلي في بداية المدونه
    وياسف جدا ويعتذر بعدم معرفته بشخصكم كمعلق على مجريات الاحداث ولايستغني عن توجيهاتكم كمصدر معلومات مهم لبحثه ومدونته لهذه البلدة الغالية على الجميع والان وقد تعرف على شخصكم الكريم فهو ياسف على عدم تواصله مع شخصيات كامثالكم لزيادة جرعة مالديه من معلومات وشكرا مرة اخرى لكم وللجميع
    ولايلام مجتهد ولكل مجتهد نصيب والله الهادي الموفق لكل خير علي بن عمر الشيخي ابومحمد

    ردحذف
  7. أمر محمود ومشكور ان يؤرخ للبلد احد من اهله كما حدثنا الاستاذ الفاضل محمد بن علي بن محمد الشيخي .ولدوقة تاريخ مجيد مبعثر في كتب التاريخ لم يتم الوقوف عليه كاملا. لن نتطرق لمثل ذلك في هذه العجالة فالظروف الطبيعية القاسية والرمال الزاحفة العاتية طمرت المعالم التاربخية والدليل على ذلك انه قبل حوالي عشرون سنة ظهر بفعل الرياح في مقبرة امهات زينة الواقعة على طريق الحاج حجر يبين حقبة من التاريخ تعود لقرون مضت لااذكر تحديدها وقد تم تسليم ذلك الاثر من قبل الشيخ عبيد بن يوسف الخيري رحمه الله الى الباحث والمؤرخ الفقيه حسن ابراهيم الذي سلمه بدوره يرحمه الله الى احدى الجامعات المهتمة بالاثار والتاريخ واضنها جامعة الملك سعود. ويوجد في المقبرة اثار لبناء من الحجر البحري والطين عبارة عن غرفة حوالي ٧×٥ م قد تكون لقرية تاريخية قديمة اتى عليها الزمن لذا فقد كان من الواجب ان يكون من اهل البلد من يبحث في امر التأصيل والتاريخ وهاهو الابن محمد قام بهذا الدور مجتهدا بارك الله فيه . وماكنت اعرف شخصه الكريم الاعن طريق اخي وزميلي الفاضل ابي محمد علي بن عمر بلقاسم الشيخي وكان لي معه مداخلة لم ارد بها الا ان يكون البحث متكاملا . ولوعرفته اولا لكانت المداخلة اقرب الى النصح والود فلي بوالده الشيخ علي بن محمدوعمه الاستاذ حسين بن محمد معرفة وزمالة ومسيرة درب رحمهما الله . لذا فانني اشد على يد الابن محمد في اكمال بحثه وان يوثق البحث بشواهد بينة ورواة صدق وعلم لان آأفة الاخبار رواتها كما يقال . فقد نقل بعض الرواة حتى عن رسول الله احاديث لاتصح وفي علم الحديث ماورد من احاديث مكذوبة وضعيفة. ...الخ فكيف بغير ذلك . وانني ارى في ابننا هذا حفظه الله مايؤهله لايراد الصحيح في تاريخ دوقة يظهر ذلك في اسلوبه االتاريخي ومحاورته للاخر . بارك الله في اخينا الاستاذ علي عمر الشيخي الذي ساهم في التعارف بيننا فله كل شكري وتقديري والشكر للباحث المحقق الاستاذ محمد بن علي الشيخي على حسن التفاهم في الحوار بارك الله في الجميع واعتذر ان بدر مني مأخذ في اسلوب الحوار لا اريد منه الا التوجيه و بيان الحقيقة . اكرر شكري لهما والله الموفق.

    ردحذف
  8. أهلا أستاذ يوسف. الله يحييك يا أبو فهد . مرحبا بك وبجميع إخواننا وأحبابنا الخيرة.
    وأشكرك على المعلومات القيمة والملاحظات التي تفضلت بها. وقد أدرجت المناسب منها في محله من النص كماتراه بعاليه.
    تقبل شكري وتقديري مرة أخرى.

    ردحذف
  9. الصورة التي ترتسم في مخيلة القارئ بعيدة جدا عن الواقع اليوم - الكلام هنا عما آلت إليه الزراعة - فقد هجرها أكثر الناس - إن لم يكن كلهم- بسبب قلة الأمطار والسيول، ثم تفاقمت المعاناة بعد إقامة السد في أعلى الوادي مما زاد الأمر سوءا. فتغيرت تركيبة الأرض عندما علتها الكثبان الرملية واتسعت نسبة التصحر، وذهبت أكثر الأشجار العامرة التي كانت مصدات طبيعية للغبار. فأصبح الأمر الآن محزنا ومفجعا للغاية.
    واليوم بكل أسًى أقول:
    سلام عليك يادوقة الخير..!
    سلام على أهلك الطيبين الراحلين.!!

    ردحذف
  10. جهد رائع ومعلومات ثرية اتحفتنا بها استاذ محمد وليست بغريبة على امثالك ممن عشق الارض وتخصص في التاريخ أن يسهم بشئ مما يحتاجه الأبناء اليوم ليتعرفوا على دوقة الامجاد

    ردحذف

  11. الشكر بعد الله لكم جميعا .
    شكرا لكل من أمدني بمعلومة.
    وشكرا لكل من قرأ.
    ولمن صوّب , وصحح.
    وشكر خاص لأبي محمد أساتذنا الكبير: علي بن عمر بن بلقاسم الشيخي.أمدّ الله في عمره على الطاعة والعافية.

    ردحذف
  12. اضافة لما أوردت هناك من الكتاتيب يوجد ايضاً كتاب الشيخ جيلان بن عمر الخيري في بادية دوقة وكان تعليمه للناس يقتصر على القران الكريم والقرءاة والكتابة ومبادئ التوحيد والفقه وبعض الاحاديث النبوية .
    وكان أول ظهورها في سنة 1334هـ ومابعدها وكان أولياء أمور المتعلمين يقدمون لمشايخ أبنائهم بعض الهبات كحبوب الذرة أو الدخن والبعض نقود فضة

    ردحذف
  13. ما شاء الله عليك
    تقرير جميل و رائع على ديار ابناء عمومتنا مشاييخ دوقة
    كتابة المقال رائعة و تحعل القارئ يشاهد في خياله ما كتبت
    ملحوظة اخي الحبيب
    لو تضيف نسب المشاييخ فهم من ال البيت من النسب الشريف الطاهر وهذا الشيء هو أعظم و أكبر ما يميز عموم المشاييخ
    معك اخوك فهد المشيخي من مشاييخ وادي خاط محافظة المجاردة

    ردحذف
  14. أتشرف بتواصل معكم يا أبناء العم وللمهتمين بتاريخ المشاييخ و نسبهم و قراهم التواصل معي على الايميل fmads22@gmail.com

    ردحذف
  15. مرحبا وأهلا بك أخي الكريم فهد المشيخي..
    حياك الله وحيا كل الطيبين من جميع القبائل والمشاييخ على وجه الخصوص أينما كانوا

    ردحذف
  16. لقد سررت كثيراً بما دونته عن دوقة الخير وأثلجت صدري بكل ماذكرت من تلك المعلومات عن دوقة أرض الهنا والروقة تلك المعلومات التي ينبغي أن يتعرف عليها أبنائنا والأجيال القادمة ليكون كل منتمي إلى قرى دوقة على دراية بماضيها التليد وقد أحسنت صنعاً عندما استقيت ببعض المعلومات من الأستاذين القديرين: أبو محمد علي عمر الشيخي ،وأبو فهد يوسف بن حسن الخيري
    يحفظهما الله،
    فمخزونهما جم بالمعلومات الثرية عن تاريخ دوقة.
    وهناك تصحيح بسيط عن بئر ذكرها أحد الأخوه في التعليقات جنوب قاسمية وهي بئر شيبه بن علي بن مساعد يرحمه الله وأخيه عبدالقادر بن علي بن مساعد أطال الله في عمره في بلادهم أم البيت، وليست كما قال في بلاد قريشه .
    شاكر ومقدرلما تقوم به وأنا في الخدمة في أي وقت اتشرف وجزاك الله خير الجزاء .
    أخوك/ احمد محمد عبدالقدر قريشه

    ردحذف
  17. مرحبا أستاذ أحمد. تسلم والله يعطيك العافية.
    معلوماتك قيمة ومفيدة الله يجزيك بالخير.

    ردحذف
    الردود
    1. هل تتذكر جدك محمد بن احمد عندما يجتمع الناس بعد صلاة العيد حلقات حوله وهويدعوبدعوات طيبه ثم يختمها بقراءة الفاتحه ويعيدون عليه الناس تحت الأثله شمال المشهد بقليل ثم يتفرقون إلى قراهم ماأجملها من ذكريات

      حذف
  18. نعم أذكر ذلك.
    الله يرحمه ويكرم نزله، ويرفع درجته، ويرحمهم جميعا.
    ذاك زمان الطيبين، إذا قالوا لك زمان الطيبين.

    ردحذف
  19. اثريتنا بهذي المعلومات الجميله كل الشكر والامتنان لشخصك الكريم

    ردحذف
    الردود
    1. سلمت يا الغالي، الله يرفع قدرك، ويسقي ديرتك.

      حذف
  20. ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    كلمة أبدعت قليلة في حقك.. سرد رائع متسلسل شامل دقيق لمعلومات تاريخية قيمة.
    أهمية هذه المعلومات من وجهة نظري تكمن في الحقبة الزمنية التي تم تغطيتها والتي تعد حلقة وصل بين زمنين مختلفين بل متناقضين زمن الشدة وزمن الرخاء.
    وحبذا لو عرجت على سبب تسمية دوقة الاولى والثانية حيث كان بسبب المدارس المحدثة فيها وليس للقرى نفسها وخير من يؤكد هذه المعلومة الأستاذ علي بن عمر.
    وفقك الله وسدد خطاك أخي الحبيب..
    محبكم أحمد بن دميس

    ردحذف
    الردود
    1. دكتور أحمد.. اقتراحك وجيه ورأيك سديد..
      لكنني احتاج منك أو من أي أخي أن يتفضل بذكر أول زمرة من المدرسين المؤسسين. لها.. واول فوج من طلابها يتخرج منها.
      لدي معلومة أخشى أن تكون غير دقيقة:
      فأول مدير لها: الأستاذ أحمد القوزي قائم بالأعمال. قبل أن يكلف بالإدارة .
      ومن المدرسين. الأستاذ أحمد بن عمر الزيلعي دكتور التاريخ حاليا بجامعة الملك سعود. والأستاذ حسن أدريس.
      فإذا تعزز هذا القول فسارفعه إلى النص.

      حذف
    2. ‏اَللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ رَاحَةً المُتَّقِينَ. وَسَعَادَةُ المُؤْمِنِينَ, وَ دُعَاءُ الصَّالِحَيْنِ وَأَجْرٍ الصَّابِرَيْنِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِنَّا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ.

      اَللَّهُمَّ آمِينْ..

      حذف
  21. معلومات جديدة . شكراً

    ردحذف
  22. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكرا لمن دون لدوقه وكتبها
    مدونه تحكي عن الاهل والآل

    عبر الزمن تاريخها مع عربها
    تلقى بها الاجيال مايشرح البال

    يبقيك يامن حل فيها ورغبها
    اللي لهم في دوقة الخيرمنزال

    عسى المطروالسيل يملأجُربها
    يحييها ربي والمرابع والأطلال.
    ______________________
    علي عمربلقاسم الشيخي

    ردحذف
  23. ‏اللهمّ أحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ

    ردحذف
  24. السلام عليكم ،، انا علي مرزوق أسكن الشقيق. يقال أن جدنا عيسى بن مرزوق جاء إلى الشقيق ايام الحكم الإدريسي ، المخلاف السليماني جا من دوقة بعد مشكله حصلت عليه وعندما قدم إلى الشقيق أنظم إلى قبيلة المشايخ بالشقيق واسقر آخر أيامه في منطقة الحشاش ( مثلث الشقيق) والان عائلة كبيره من ال مرزوق في الشقيق ومعروفه بل أصبح عيسى بن مرزوق من أعيان الشقيق قديما ، لا يوجد لدي معلومات كافيه عن حياته في دوقة ، ارجو ان تعطيني معلومات عن المرا يق اللي بدوقه او ال مرزوق ، واين متواجدين بشكل اكبر ، ومنهم كبارهم ، ولك أجمل تحياتي

    ردحذف
  25. الشكر كل الشكر لما طرحته من معلومات شيقه ومفيده سلمت اناملك من خلال القراءه جعلتني اعيش كل تفاصيل القصص وكأنني كنت احد عناصر المشهد هنا تشعر بجمال وروعة الكاتب وصف تاريخ ماضي وسرده بكل تفاصيله يعيشه المتلقي واقع او كأنه يشاهد فلماً بطله الكاتب او الراوي .
    نحن معك وفي خدمتك في اي وقت وفي اي زمان بما نملكه من معلومه وما تحتاجه مننا اسأل الله التوفيق للجميع اخوك احمد بن علي الحمدي الشهابي

    ردحذف
  26. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    مرحبا وأهلا وسهلا بالأخ العزيز والشريك في الديرة والجيرة.
    وأنعم وأكرم بأخي أحمد الحمدي الشهابي..
    والحقيقة أن الحاجة لا تزال قائمة في هذا الموضوع، ولا استغني عن مساعدة وملاحظات إخواني وأحبابي الكرام أمثالكم..
    وهذه الصفحة بين يديك كل ما تريد تصويبه أو إضافته فأنا رهن إشارتك.

    ردحذف
  27. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    للأسف ماذكرت البئر التي كان الكجمان يستقي منها هذه البئر لها أكثر من ٦٥سنة ومشهورة بمائها العذب وهي أفضل بئر في وادي دوقة وكل الآبار اندثرت إلا هذه البئر وتسمى بئر محمد بن سعيد الشنبري الذي كان إمام لمسجد المسيليم وكان معروف بعلمه وزهده وكان له منزالة على طريق المؤدي الى القديح وكان اول مدرس عينه القرعاوي الشيخ حسين بن عمر الشنبري رحمه الله تعالى قبل تاسيس مدرسة اليرموك وهو سمي للشيخ حسين بن علوة رحمه الله تعالى وتولى مناصب عليا في محافظة القنفذة وهو من أوائل الذين تملكوا سيارات في دوقة وهذا في الثمانينات هجرية أياك كان الناس يستخدمون الحمير لجلب المياه من الابارهذا للتوضيح وشكرا

    ردحذف

وقلّ من جدّ في أمر يحاوله..

  استمعت ذات مرة لأحد الأدباء وهو يلقي كلمة ترحيبية أشاد فيها ببعض أساتذته وأصدقائه، وكان بليغاً فصيحاً. فأعجبت ببلاغته وبيانه، مع ماعلِمتُ ...