الثلاثاء، 25 يوليو 2017

بيني وبينك..!


قال لي صديقي:
قد يهتف الناس للناصح والواعظ، ويقولون: قال كلمة الحق.
وفي المقابل قد يقول البعض الآخر:  لكننا لم نر هذا الحق.
يعنون لم يعمل به، او يستجب له أحد.

قلت: إنما يعبر هؤلاء عن مشاعرهم فقد يصدقون، وقد تكون جملة "لم نر الحق". إنما صدرت ردة فعل لما يرون من إحباط أو عدم استجابة الناس لهذا الحق.
فمثلا:  
لو ألقى واعظ نصيحة أو خطبة.. والكلام فيها قرآن وحديث وأقوال صحابة وعلماء..
وسيقول كثير من المستمعين : صدق، وقال الحق.
وكلنا متفقون..أنّ الأمر كذلك.

ثم نعود  مرة أخرى لقولهم "مارأينا هذا الحق".!
وقصدهم ما رأينا تفعيلا له، ولا تطبيقا لما يدعو إليه.
وهذا محتمل، فقد يكون المتحدث ممن خالف فعله قوله.  
لكن، هل فعله ومخالفته حجة؟
أو هل يضير الحق كونه لم يمتثل ما يقول؟
أم هل يصلح أن يكون ذلك مبررا لغيره بترك الأمر بالمعروف، والنصيحة والوعظ.. ؟
من المؤكد أن الجواب، لا.
وكذلك قد تكون النية غير خالصة في ذلك الكلام، فلم يؤتِ ثمرته؟
وهذا محتمل وممكن.
وأخيرا..
ليس كل كلام وإن كان حقا لابد أن يرى الناس أثره وثمرته في الحال.
خذ مثالا لذلك:  
نبينا عليه الصلاة والسلام.
كم ظل يدعو إلى الله في مكة.. ويتجول في أسواق العرب يدعوهم.. ؟
كلهم، أو أكثرهم يقولون: قال الحق.
ومع ذلك فأكثرهم لم يستجب.!
فهل معنى هذا أو لازمه التوقف عن الدعوة.. والنصيحة؟
أنا متأكد من أن الجواب:  لا.
وسيقول كل عاقل:
بل انصح وأدع وبلّغ وإن لم يعجب الناس ذلك، أو لم يستجيبوا لك.
كما قال الله لأصدق الخلق صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ).
يعني ماعليك سوى أن تبلغهم، وأما الهداية والثمرة والاستجابة فبيد الله.
هل اتضحت الرؤية الآن؟
أرجو ذلك.
………...........
1438/11/2


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقفة تأمل مع الدعاء

      وقفة تأمل مع الدعاء!  الدعاء عبادة جليلة وله مكانة من الدين عظيمة، بل هو العبادة كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحاج...