الأربعاء، 7 أغسطس 2024

المنة الكبرى

               المنة الكبرى
أحسب أنّ من المؤمنين فئامًا ممن لا يدرك قيمة الهداية للإيمان إلا يوم الدين..  
أيها المؤمن! 
-{ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ • وَنَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلࣲّ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدَىٰنَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوۤا۟ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }.
[الأَعۡرَافِ: ٤٢-٤٣]
الاعتراف بالمنة والافتقار إلى الله واستشعار تفضله عليهم: {وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَانَا ٱللَّهُۖ}
بسبب اجتماع الإيمان والعمل الصالح تتحقق لهم الهداية  والفوز  بهذا النعيم.  
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ یَهۡدِیهِمۡ رَبُّهُم بِإِیمَـٰنِهِمۡۖ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ فِی جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ • دَعۡوَىٰهُمۡ فِیهَا سُبۡحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِیَّتُهُمۡ فِیهَا سَلَـٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ}.[يُونُسَ: ٩-١٠]
وفي الآيات الثلاث التالية تأمل بعض أصناف النعيم ثم استشعر أن أفضل ما وجد المؤمنون للتعبير عن شكر ربهم أن أثنوا عليه تعالى بالحمد شاكرين ما نالهم من طيب المقام.. 
{ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا یُحَلَّوۡنَ فِیهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَلُؤۡلُؤࣰاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِیهَا حَرِیرࣱ • وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورࣱ شَكُورٌ • ٱلَّذِیۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبࣱ وَلَا یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبࣱ }.
[فَاطِرٍ: ٣٣-٣٥].
{ وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ • وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ}. [الزُّمَرِ: ٧٣-٧٤]
الاحتفاء بالمتقين من الملائكة وهي تزفهم إلى الجنة.. وترحب بهم وتفتح لها أبوابها موعودين بالخلود ، فبادروا تعبيراً عن الغبطة بما نالوا من الفضل {وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ}..
وختم السياق بالإشارة إلى أهمية العمل في قوله تعالى:  { فنِعم أجر العاملين}
إنه العمل الصالح الذي قدموه في الدنيا 
وهذا ثمنه.. 
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والسداد.
١٤٤٦/٢/٣

قل الحمد لله، ثم تأمل هذه الآيات وعش معها ذلك الشعور الذي يجل عن الوصف والاغتباط العظيم بنعمة الهداية التي جعلها الله تفضلاً منه سبباً  للنجاة من النار وعذابها والفوز بالجنة ونعيمها : 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لعلك بلغت معهم الكُدى

  لعلك بلغت معهم الكُدَى. .  حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة رضي الله عنها : " ما أخرجك من بيتك؟ قا...