الخميس، 10 أكتوبر 2013

ليشهدوا منافع لهم..!

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً وصلى الله على محمد عبد الله ورسوله وسلم تسليما.وبعد:­
الحج موسم عظيم يتنافس فيه الموفقون لتحصيل المنافع الدينية والدنيوية.
وقد بيّن الله سبحانه أن من حِكم الحج وفضائله: شهود المنافع, وأعظمها ذكر الله عز وجل, والطواف ببيته, قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.
وما يحصّله الحاج من المنافع التي تعود عليه بالخير في دينه ودنياه وآخرته كثيرة, فمنها:
1- أن من أدى الحج مع بقية أركان الإسلام فقد أقام دينه, قال النبي صلى الله عليه وسلم:" بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وحج البيت, وصوم رمضان"(أخرجه البخاري ومسلم).فأعظم غنيمة يحصلها المؤمن أداء حق الله عليه.
 2- مغفرة الذنوب، وتكفير الخطايا والسيئات: فلاشك أن كل مسلم مضطر لربه في مغفرة ذنوبه، وتكفير سيئاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".(أخرجه البخاري ومسلم). وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن:"الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ". (النسائي والترمذي . وصححه الألباني). فهل يدرك هذه النعمة عاقل ثم يتشاغل عنها, أم هل يزعم عبدٌ أنه لا ذنب له ولا خطيئة .!
3- ومن منافع الحج: إظهار عزة الإسلام وقوة المسلمين ووحدتهم. وذلك حين يجتمع الحجاج في المشاعر في لباس واحد، وفي مكان واحد وزمان واحد, وغايتهم واحدة: هي توحيد الله وتعظيمه وذكره في تلك المشاعر والمناسك؛ فيشعرون بوحدتهم وعزتهم، وتعلو كلمتهم؛ فيرهبهم عدوهم.
 4- ومنها: ما يعود على الحجاج من الخير والعلم الذي يحصل لهم فيما يتدارسونه من أمور دينهم، ومعرفة أحكام مناسكهم, وما يطلعون عليه من أحوال إخوانهم المسلمين.
5- ومن فضائل الحج: تحصيل المنافع المالية بما يحصل في الحج من البيع والشراء والتأجير وغير ذلك، وقد أذن الله في ذلك وأباحه فقال سبحانه:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}.
6- ومنها: تربية النفوس على تحمّل المشاق, والتعود على الصبر على طاعة الله تعالى. فإنه لا بد من حصول المشقة في سفر الحج والتنقل بين المشاعر, وأثناء أداء المناسك, فإذا تذكر الحاج أن كل ما يبذله من النفقة أو يصيبه من التعب أن ذلك كله غنيمة له وأجر؛ ثم صبر؛ نال ثواب ذلك مضاعفاً.
7- تتجلى في الحج أخلاق المسلم من البذل والتواضع والرحمة والرأفة بإخوانه خصوصاً في مواطن الزحام. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للناس حين دفعوا من عرفة ورأى تزاحمهم وسرعتهم:" أيها الناس: السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع ".(أخرجه البخاري) أي: ليس بالإسراع. وإنما المطلوب: الرفق والتأني.
8- وفي الحج تجتمع للمسلم التربية على تحمل المشقة والصبر إلى جانب التعود على الإنفاق والبذل. فالحج عبادة بدنية ومالية.
9- ومن منافع الحج التي ينبغي للحاج الحرص على تحصيلها، والتنبه لها: أن يتذكر أن الحج إنما شُرع لإقامة ذكر الله تعالى، فيكثر من التلبية، ويذكر الله ويكبره ويوحده, في عرفة وفي مزدلفة ومنى، وعند ذبح الهدي، ورمي الجمار في منى, وعند الطواف بالبيت.
 10- ومما شرعه الله عز وجل من المنافع في الهدي مع ذكره تعالى, الأكل من الهدي وإطعام البائس الفقير، والإهداء للمسلمين، فقد أمر الله بذلك في قوله سبحانه:{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أيام التشريق، أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ".(أخرجه مسلم)
فمن استشعر هذه الفضائل؛ فلابد أن يحرص على تحصيلها, والاجتهاد في أن يكون حجه مبروراً.
ويتم له ذلك بإخلاص النية لله تعالى، وأداء نسكه موافقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن تكون نفقته من مال طيب, مع امتثال ما أمره الله به واجتناب ما نهاه عنه؛ لينال البشارة الكريمة فيما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ".(البخاري ومسلم) وقوله:" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". (أخرجه البخاري).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...