تعليق على أبيات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

 وُلِد الحبيب فوجهه متورد

و النور من خديه فيه توقد

والخلق نادوا في محاسن وصفه

هذا مليح اللون هذا أحمد

هذا كحيل العين هذا المصطفى

هذا جميل الوجه هذا السيد

هذا جميل النعت هذا المرتضى

هذاالحبيب نظيره لايوجد

ولد الحبيب ومثله لايولد

يا سامعين لمدح طه المفتدى

صلوا عليه و آله كي تسعدوا.

……..

هذا تغزل بصفات النبي صلى الله عليه وسلم .وفي نظري أن في هذه الأبيات كلمات فيها سوء الأدب في حق النبي صلى الله عليه وسلم.  فلو أن شاعرا يخاطب بذلك النبي وهو أمامه. ويقول:  ياذا الخد المورد، ياكحيل العين..!! اليس هذا سوء أدب ؟!! 

 وحق النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه بعد حق الله فوق كل حق.

فإذا أخطأ أحد في حق النبي صلى الله عليه وسلم يقال له:" أسأت الأدب".  وهذا لا يعد تعنيف للمسيء، وإنما بيان ودفاع عن حق النبي صلى الله عليه وسلم؟          

وعلى فرض كونه تعنيفا، فإن من أساء إلى النبي يقال له: أسأت الأدب ولا كرامة

 والجاهل ينكر عليه إذا أخطأ، وإن كان الإثم ساقطا عنه.

قال الصحابة رضوان الله عليهم مرة للنبي صلى الله عليه وسلم :( ياسيدنا ..وخيرنا..) يثنون عليه صلى الله عليه وسلم. والذي قالوه حق. لكنه صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم فقال :السيد الله. قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. (هذا معني الحديث).  نلاحظ أنه،لم يقل: أنتم معذورون، وسكت. وإنما بيّن لهم الحق، وحذرهم من التجاوز والغلو.

فكذلك هنا يقال للشاعر وصفك النبي هنا ليس وصف تعليم ولكنه وصف فيه قصور فهذه الصفات الخلقية لا يمدح بها الإنسان.  وانت تجاوزت إلى التغزل. ولو مدحت بصفاته الخُلقية كان هذا أولى وأفضل. وحتي تتبين الصورة أكثر أمثَّل بشاعر قام إلى أمير يمدحه.  فقال مثلا: أنت كالقمر في جمالك..  ياكحيل العين. خدك نور يتلألأ. تُري ماذا سيقال له؟ اترك الجواب للقارئ. ليقاس مافي الأبيات من كلمات فيها إساة للنبي صلى عليه وسلم وإن وقعت جهلاً ممن لا يريد الإساءة .

وأُعيد القول:المخطئ وفاعل المنكر ينكر عليه ويعلم ويرشد للصواب ولا يترك.  كما فعل النبي مع الأعرابي الذي بال في المسجد. انكر عليه الصحابه. وانتهروه. فقال صلى عليه وسلم دعوه. لا تزرموه .يعني لا تقطعوا عليه بوله. لأن المنكر قد حصل وقد يتضرر إذا قطع بوله. لكنه صلى الله عليه وسلم علمه بعد ذلك وأرشده للصواب.فقال إن هذه المساجد لاتصلح لشيء من هذا البول ولا القذر.. الحديث.  فالمهم من فَعل المنكر لا يمنع كونه جاهلاً أن ينكر عليه ويعلم.

وبالله التوفيق.

… ..

1436/2/6