الثلاثاء، 17 فبراير 2015

الخضاب بالسواد.

 الخضاب بالسواد.  
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (سيكونُ في آخرِ الزمانِ قومٌ يَخضِبون بالسَّوادِ كحواصلِ الحمامِ لا يريحونَ رائحةَ الجنَّةِ).أخرجه أبو داود في سنته.4212وصححه الألباني في تعليقه على السنن وفي تخريج المشكاة.
والمنذري في الترغيب. 
والذهبي في تذكرة الموضوعات.
 وقال ابن حجر العسقلاني في فتح 576/6 إسناده قوي ، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه ، وعلى تقدير ترجيح وقفه فمثله لا يقال بالرأي فحكمه الرفع.
وقال الشبخ عبد العزيزبن باز في مجموع الفتاوى :25/284 . سنده صحيح. وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند. .
وسئل الشيخ ابن عبد العزيز بن باز رحمه الله عن الصيغ بالسواد في  برنامج نور على الدرب (22) -

 ما حكم صبغ اللحية بالصبغة السوداء مع الدليل إن أمكن وفقكم الله؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.أما بعد: فصبغ اللحى والرأس بالسواد لا يجوز في أصح قولي العلماء؛ لأنه ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في ما رواه مسلم وأهل السنن عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قصة أبي قحافة والد الصديق رضي الله عنه لما رأى لحيته ورأسه كالثغامة بياضاً، قال: (غيروا هذا الشيب بشيء، واجتنبوا السواد).وفي حديث أنس عند أحمد : (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد)، وروى أحمد وأبو داود وغيرهما بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) وهذا وعيد شديد.فهذه الأحاديث الثلاثة: حديث جابر وحديث أنس وحديث ابن عباس ، كلها دالة على تحريم الصبغ بالسواد، وأنه لا يجوز صبغه، وفي حديث ابن عباس الوعيد في ذلك، وفي حديث جابر الأمر بتغيير الشيب وتجنيب السواد، والأمر للوجوب، هذا هو الأصل في الأوامر، قوله: (غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد) هذا يدل على وجوب التغيير، لكن جاء ما يدل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم على أنه مستحب ومتأكد وليس بواجب التغيير؛ لأنه قد ترك شيبه أبيض عليه الصلاة والسلام، وشيبه قليل عليه الصلاة والسلام، وهكذا فعل بعض الصحابة، فدل على أن تغييره مستحب ومتأكد، لكن يكون بغير السواد، أما السواد فلم يأت ما يدل على الجواز، بل جاء ما يدل على التحريم، فتجنيب السواد الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمر واجب، يجب أن يجنب السواد، يعضده حديث أنس في الأمر بتجنب السواد، ثم يعضده الحديث الثالث حديث ابن عباس الذي في الوعيد (أنه يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) هذا وعيد شديد.فدل ذلك على وجوب ترك السواد الخالص، وأن التغيير يكون بالصفرة والحمرة ونحو ذلك، وقد صح عنه عليه السلام أنه قال: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) فدل على أن السنة مخالفتهم في صبغ الشيب، وقد صبغ النبي صلى الله عليه وسلم بالحناء والكتم وهكذا الصديق وعمر ، فالسنة التغيير وعدم تركه أبيض، هذا هو السنة، لكن يكون بالأحمر.. بالأصفر.. بالحناء والكتم لا بأس، لكن لا يكون أسود خالصاً، بل مخلوط أسود معه حمرة.. معه صفرة لا بأس، إنما المحرم أن يكون أسود خالصاً حالكاً.. أسود مرة، هذا هو المنكر، أما إذا كان فيه الحمرة وفيه السواد فلا بأس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقفة تأمل مع الدعاء

      وقفة تأمل مع الدعاء!  الدعاء عبادة جليلة وله مكانة من الدين عظيمة، بل هو العبادة كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحاج...