الاثنين، 30 مارس 2015

حوار ام دعوة

            حِوار أم دعوة؟
الحوار دعوة يراد منها البحث عن أمور مشتركة تلتقي فيها أفكار وثقافات المتحاورين بهدف تعزيز نقاط الالتقاء وإيجاد أرضية عمل مشتركة بين الطرفين.
ولكي يكون الحوار مثمرا لابد من توفر الشروط التالية:
إعلان الأهداف التي يسعى الطرفان لتحقيقها، وتحديد مسارات الحوار، وأن يكون العمل ضمن إطار ظاهر ومعلوم للطرفين، وضمان الوصول إلى نتائج مثمرة، وثمت شرط مهم للمحاور المسلم كونه متمكنا في العلم الشرعي وأدوات الحوار.
ومتى لم تتحقق هذه الشروط أو أُخلّ بشيء منها فستكون النتائج سيئة، فإما الدخول في الباطل والرضى به، وإما التنازل عن شيء من الحق، وفي كلا الحالين فالخسارة متحققة.
فمن هذا المنطلق يجب أن يكون الهدف الأول للحوار هو الدعوة إلى الحق وبيانه، والمنافحة عنه، وإبطال الحجج الواهية؛ كيلا يلبِّس مبطلٌ، أو يغتر بذلك جاهل.
والخطر إنما يكمن فيما يسمى بالتقارب بين الأديان، فهذا التوجه مصادم للحقيقة التي لا تقبل الجدل: أنه لادين حق إلا الإسلام وما سواه باطل،{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
وعليه فمن الضـروري أن يقوم المسلمون بالدعوة إلى دين الله امتثالاً لقوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وعلى نـهج قوله تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا}.
وينبغي لمراكز الحوار والجامعات الدعوة إلى دين الله، وأن تطالب مفكري العالم ومثقفيـهم بدراسة الإسـلام في مناهجهـم بالمفهوم الحقيقي له دون تعصـبٍ أو تشنـجٍ، وإَّنـما بحثـاً عن الحقيقـة، ودعـوةً إلى الفطـرة {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ياطالب السعادة

  ياطالب السعادة!   اعلم وفقني الله وإياك: أنّ السبب الجالب للسعادة في المقام الأول هو تقوى الله في السر والعلن، وأن مآل المتقين إلى الجنة، ...