الاثنين، 10 أغسطس 2015

الزمن الذي كثر قرآؤه


نحن في زمن كثر قرآؤه وقل فقهاؤه. فما أكثر المتعلمين، وما أقل الفقهاء منهم. والمراد بالفقه في الدين: العلم بالحق والثبات عليه والدعوة إليه.
فهذا الرجل يُعد عالما وله كتب منها: الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز. نادرة من النوادر، يذكر المسألة بالدليل الواضح .
قرأت في هذا الكتاب ووجدته بالنسبة لي من خيرة كتب الفقه، ولم أعرف عن الرجل شيئا، فلما سمعته يقول عن السيسي: إن ولي أمرنا وفقه الله عمله في القناة، مثل عمل ذي القرنين، بلغ بي الاستغراب منتهاه.
فقلت في نفسي ما فائدة العلم إذا لم يكن لصاحبه نورا في الظلمات وفرقان عند ورود الشبهات.
فتذكرت من ضرب الله لنا به المثل في قوله (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ).
وتذكرت عبد الله القصيمي الذي نافح عن التوحيد زمانا وأشهر كتبه في ذلك "صراع مع الوثنية" ثم لم يلبث عياذا بالله أن انتكس في آخر عمره فألف كتاب "الأغلال" ويقصد أن أصول الدين وأدلته كالأغلال في الأعناق. وكانت خاتمته على الإلحاد أعاذنا الله جميعا من سوء الخاتمة.
ثم جاء هذا الرجل اليوم الذي يُعد فقيها، فإذا  هو يمدح هذا الطاغية ويثني عليه ويقارنه بذي القرنين.
فتعوذوا بالله أخوتي من الفتن. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
 اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات..  ونسألك اللهم الفقه في الدين، والإخلاص في القول والعمل وحسن الخاتمة يا سميع الدعاء.
1436/10/25


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقلّ من جدّ في أمر يحاوله..

  استمعت ذات مرة لأحد الأدباء وهو يلقي كلمة ترحيبية أشاد فيها ببعض أساتذته وأصدقائه، وكان بليغاً فصيحاً. فأعجبت ببلاغته وبيانه، مع ماعلِمتُ ...