الأحد، 17 يوليو 2016

من دروس المؤامرة على تركيا

                          
                       من دروس المؤامرة على تركيا
تجلت من خلال نتائج هذ الانقلاب عدة دروس وعبر، يحسن بنا أن نأخذها بعين الاعتبار، فلقد كان هذا الحدث في غاية الأهمية من حيث خطورة النتائج لو نجحت المؤامرة. ولكن الله بلطفه وقى شرها.
لهذا فالدروس والعبر من هذا الانقلاب عديدة وجليلة، من أهمها في نظري:
- أن يدرك الجميع أنّ التفريط، في اتخاذ الأسباب الشرعية هو أعظم الأخطار على البشرية.
فالسبب الشرعي للأمن من مكر الأعداء هو ما أمر الله به في قوله تعالى:       ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..). وقوله سبحانه:( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم.. ).
 وعليه فيجب الحذر من دسائس الأعداء, وعدم الثقة بكل من ليس محلاً لها.
- ومنها: يجب إسناد الولاية للأكفاء الأمناء. حتى لا تترك ثغرة داخلية ينفذ منها العدو. وهذا أمر في غاية الأهمية ألا وهو تنقية وتحصين الجبهة الداخلية.
-الحذر من أن يتولى المتهم في دينه وولائه المراكز الحساسة كالإعلام والسفارات...
- من الواجب تشديد المراقبة على العناصر والطوائف المعادية من الداخل مما يشكل طابورا خامساً، فهؤلاء متى سنحت لهم الفرصة بادروا باقتناصها، وكانوا في مقدمة الخونة, فكثير منهم لا مانع لديه من أن يكون  جاسوسا أو عميلاً للعدو.
- ومنها: أنّ من الأسباب الشرعية لحفظ الدولة والانتصار على الأعداء إقامة العدل بين الناس, ورعاية الحقوق، فالحرص على مصالح الدولة يُكسِب الحاكمَ ثقة الشعب؛ فيقف معه ضد من يعاديه. كما حصل من الموقف المشرف للشعب التركي مع الرئيس أوردغان.
كل هذا في الجانب المادي، وفي الجانب المعنوي، وهو المقدم على ما سواه:
- توثيق العلاقة بالله تعالى من تقواه والإخلاص له, قال تعالى عن نبيه يونس عليه السلام:( فلولا أنه كان من المسبحين*  للبث في بطنه إلى يوم الدين) وقال(…فاستجبنا له ونجيناه من الغمِّ وكذلك ننجي المؤمنين)، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" تعرَف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
فلقد كان لهذا السبب أثر واضح في انتصار الحكومة والشعب على المؤامرة الانقلابية الفاشلة.
والمتابع للحدث ليلتئذ رأى من ذلك العجب حين هبّ الشعب ملبيا دعوة الرئيس الذي يعلم صدقه وإخلاصه لله ثم لشعبه. فانقلب السحر على الساحر في سويعات.(وكفى الله المؤمنين القتال).
ومن العبر المستفادة من هذا الحدث:
- ظهر بجلاء خطر القواعد والسفارات الأجنبية على المنطقة،فالواجب الوطني يحتم تشديد المراقبة  الاستخباراتية عليها.
فلقد كان لقاعدة  أنجرليك في المؤامرة دور حقيقي مهما حاولت أمريكا إخفاءه.  
وضلوع أمريكا ظاهر في كل المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي. فلا غرابة أن تكون هذه القاعدة هي بؤرة الشر,
فهي واحدة من قواعد عديدة تربض على أراضي الدول الإسلامية.
ووجود هذه القواعد علاوة على تهديده لسياسة هذا الدول فهو شرخ كبير في سيادتها.
مما يستوجب معالجة هذه القضية بعزيمة وإصرار, ولو طال الزمن، المهم أن تكون المطالبة بإغلاق هذه القواعد من أولويات السياسة لكل دولة، ولو بتحجيم دورها حتى يتحقق التحرر منها ولو بعد حين، وقد يبدو ذلك عسيرا اليوم أو ضربا من المحال. ولكن التهاون به أشد خطرا وأسوأ عاقبة.
......

محمد بن علي الشيخي      12/10/1437

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وقلّ من جدّ في أمر يحاوله..

  استمعت ذات مرة لأحد الأدباء وهو يلقي كلمة ترحيبية أشاد فيها ببعض أساتذته وأصدقائه، وكان بليغاً فصيحاً. فأعجبت ببلاغته وبيانه، مع ماعلِمتُ ...