أولاً: لاشك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم..
بل يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على الولد والوالد والنفس.. كما قال عليه الصلاة والسلام :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
وقال صلى الله عليه وسلم لعمر: " حتى أكون أحب إليك من نفسك".
وهذا يقتضي طاعته صلى الله عليه وسلم وتصديقه واتباع شرعه والاهتداء بسنته.
واجتناب نهيه، والحذر من التقوّل عليه ما لم يقل، والظن بأنه كتم شيئاً من الدين..
تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: " من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتم. شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول :{ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
ثانياً: دعوى أن من العلم الشرعي شيء مكنون.
يروى أنه قيل: يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ فقال ﷺ:"هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتمونى عنه ما أخبرتكم به، إنّ الله وكل بى ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلى علىّ إلا قال ذانك الملكان: غفر الله لك، وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين: آمين،..".
•الحكم على هذا الخبر:
هذا الخبر لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب التسعة
وإنما وأخرجه الطبراني في الكبير.[٨٩/٣]، قال الهيثمي في مجمع الزوائد واللفظ الذي عنده( من العلم المكتوم).قال الهيثمي والحكم بن عبد الله بن خطاف كذاب.[ ٩٣/٧]
وأورده ابن ولاشك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم..
بل يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على الولد والوالد والنفس.. كما قال عليه الصلاة والسلام :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
وقال صلى الله عليه وسلم لعمر: " حتى أكون أحب إليك من نفسك".
وهذا يقتضي طاعته صلى الله عليه وسلم وتصديقه واتباع شرعه والاهتداء بسنته.
واجتناب نهيه، والحذر من التقوّل عليه ما لم يقل، والظن بأنه كتم شيئاً من الدين..
تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: " من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتم. شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول :{ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
في تنزيه الشريعة عن الأحاديث الشنيعة والموضوعة.[٣٣٣/٢] وذكر أن علته الحكم.
وأورده السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع. وقال: أخرجه الطبراني وابن مردوية والثعلبي وفي سند الجميع الحكم بن عبد الله بن خطاف. وهو متروك. [١٢٢]
قلت: والحديث منكر، ولا أشك في كونه موضوعاً، وفيه علتان.
الأولى: في السند، وهي أن فيه: الحكم بن عبد الله بن خطاف، قال الذهبي:١٦٥٦، الحكم بن عبد الله بن خطاف أبو سلمة، قال أبو حاتم: كذاب".
[المغني في الضعفاء: ١٨٣/١]
فالخبر من حيث السند غير صحيح، فهو موضوع أي: مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلته الحكم بن عبد الله بن خطاف وهو من الوضاعين، أي: ممن يضعون الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم ويكذبون عليه.
•ومن حيث المتن فإن فيه جملتان منكرتان.
الأولى: الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم".
وفي رواية : "من العلم المكتوم".
•وهذه العبارة فيها اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يكتم بعض العلم، وذلك يتنافى مع أمانته في التبليغ والنصح لأمته صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عنه:{ وماهو على الغيب بضنين} أي : ماهو بمتهم ولا بخيل في نصح أمته ودلالتها على الخير..
•وأشنع من ذلك وأنكر العبارة التالية: "وقال الله تعالى وملائكته جوابًا لذينك الملكين: آمين،..".
فهذه أشد قبحاً وأعظم جرماً حين يُنسب إلى الله جلا وعلا كذباً مالم يقل. قال تعالى: {فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا لِّیُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَیۡرِ عِلۡمٍۚ }.
وهذا الخبر وأمثاله من دعاوى المتصوفة وخرافاتهم التي يروجون بها على الجهال، و يضلونهم بها.
• وبعد أن عرفنا بطلان هذا الخبر ، وما ينطوي عليه من سوء الأدب مع الله جلا وعلا، ومع نبيه صلى الله عليه وسلم.
فهل يجوز أن يكون شيء من علوم الدين لا يعلمه أحد، أو مكنوناً ؟
وينبنى على ذلك تجويز كون شيء مما أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مكتوماً أو لم يُبلغه لأمته.
•وتلك فرية عظيمة، أن يُظن برسول الله صلى الله عليه وسلم كتمان شيءٍ من الوحي أو الدين لم يبلّغه. قال الله تعالى:{وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُوا۟ۚ فَإِن تَوَلَّیۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:"وقد تركتُ فيكم ما لَنْ تَضِلُّوا بعده إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ ؛ كِتَابُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟ " قَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ، وَنَصَحْتَ، فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ:" اللَّهُمَّ اشْهَدِ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". (صحيح مسلم: ١٢١٨)
وقالت عائشة رضي الله عنها" مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ كَذَبَ، وَاللَّهُ يَقُولُ:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته }". (البخاري: ٤٦١٢).
وبعد: فلا شك أن هذا الكلام كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فحق على من اختلقه قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليّ فليتبوأ مقعده منه من النار". أخرجه البخاري.
—
الأحد ١٢ ربيع الأول ١٤٣٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق