هناك دعاء منتشر عند بعض الناس، و أوله( يامن لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون..).إلى آخره.
عليه ملاحظة أحببت أن ابينها لعل الله ينفع بها.
فالملاحظ في هذه الجمل التكلف وقصد السجع وغرائب الألفاظ.
وبعض الناس إذا قرأ هذه العبارة أُعجب بها وظنها من تعظيم الله، فقام يدعو بها، ويصف بها ربه جل وعز. ولا يعلم أن فيها مخالفة شرعية.
- فالجملة الأولى:( يامن لاتراه العيون).
هذا الوصف يجب أن يقيد ولا يطلق، فيقال مثلا: يامن لا تراه العيون في الدنيا. لئلا يتوهم متوهم أن الرب جل وعلا لا يرى مطلقا حتى في الآخرة. وهنا الخطأ الفاحش وهو إنكار رؤية الله عزوجل في الآخرة بناء على أن الكلام هنا مطلق ( لا تراه العيون).
وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة مذهب المبتدعة.
أما أهل السنة فيعتقدون ويثبتون رؤية الله عز وجل في الآخرة مستدلين بأدلة كثيرة وصريحة منها قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة .إلى ربها ناظرة). وحديث:"إنكم سترون ربكم كما هذا القمر لا تضامون في رؤيته".[البخاري٧٤٣٤ ]
- والجملة الثانية( لا تخالطه الظنون).
ومعناها اللفظي أن الله لا يظن ولا يشك ونحو ذلك، والمقصود وصفه تعالى بالعلم.
وأصدق الكلام وأعظم الأوصاف ما وصف الله به نفسه كقوله: (وهو العليم الحكيم). وقوله( عالم الغيب والشهادة).
- والجملة الثالثة( ولا يصفه الواصفون). عبارة منكرة مخالفة لماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه وصفه لربه سبحانه وتعالى في مثل قوله: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء).. [أخرجه مسلم: ٢٧١٣ ]
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل،حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ). [ أخرجه مسلم:١٧٩]
فعبارة (لا يصفه الواصفون،) فيها نفي لصفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة.
لهذا أحببت أن أنبه إلى مافي هذه الجمل من الخطأ.
والنصح لإخواني بتجنب استعمال هذا الدعاء. فإنّ في القرآن والسنة من الثناء على الله بصفات الكمال ما يكفي ويشفي. وبالله التوفيق.
١٤٣٩/٤/٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق