يا أحبة..
دعونا نأخذ الأمر بجدية.. بل بأكثر من ذلك.
الحذر ..الحذر.. فالفتن تموج كموج البحر، وطوفانها يكاد يغرقنا..
قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: [هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ]. (أخرجه البخاري ومسلم).
فإذا كان هذا الخطاب موجهاً للصحابة رضوان الله عليهم.
فكيف هو حالنا؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضا: [لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ . - وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا- قَالَتْ زَيْنَبُ أم المؤمنين: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ].( البخاري ومسلم).
فاليوم لا يجدي الملام ولم تعد تنفع كثرة الكلام فقد تناوشت رياح الفتن شراع مركبنا فمزقته، وكسرت الأمواج المجاديف. وأصبحت السفينة تصارع الأمواج، فلن ينجو إلا من دعا دعاء الغريق.
الأمر جد.. وخطر الفتن محدق. والاستجابة ضعيفة لا تقوى على مدافعته، إن بقينا بهذا المستوى من التهاون والكسل واللامبالاة.
فلم يعد الأمر مجرد توجس أو تخوف، لقد أصبح حربا على الدين، وحريقا ضحاياه الأسرة من البنات والبنين والأب والأم.. فإما أن يهلكوا معا، وإما أن ينجوا جميعا.
أيها الأب!
أيتها الأم!
كلاكما مسؤول وغير معذور.
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ ..}.
أيها العقلاء!
أيها الغيورون !
كونوا سداً منيعاً دون دينكم وأنفسكم وأهليكم.
اعزموا، واصدقوا مع الله، وبادروا وباشروا أسباب النجاة قبل أن يدهمنا الطوفان.
…………………………… .
محمد بن علي الشيخي
١٤٤٠/١٢/٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق