الاثنين، 3 أكتوبر 2022

خطوات الشيطان

 خطوات الشيطان

هل يليق بالمسلم أن يضع يده راضيا مختارا في يد أعدى أعدائه.؟!


وهل يوجد عاقل يظاهر عدوه على وليه؟!

فلو حصل لهذا الإنسان التنبيه لِما وقع فيه من الخطأ، والجرم في حق نفسه، وتأكد أن الخلاص من ذلك ممكن ويسير، ثم لم يفعل، بل استمر على ذلك، فماذا يسمى هذا الفعل منه.

أليس هذا من أعظم الظلم للنفس.؟!

الجواب بلا شك: نعم.

ولكن لماذا يحدث كل هذا؟

أهو عن جهل وسهو وغفلة؟

أم عن إصرارٍ وعناد.؟

الأمر خطير في كلا الحالين.

يقول الله عزوجل:{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ…}.

ويقول سبحانه:{..وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ}. ويقول تعالى:{ أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ}.

ويقول تبارك اسمه:{يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم إِنّا جَعَلنَا الشَّياطينَ أَولِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤمِنونَ}.

نعم، هذه هي الحقيقة: أن الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون.

فليحذر المؤمن من تولي الشيطان وطاعته يقول الله تعالى:{كُتِبَ عَلَيهِ أَنَّهُ مَن تَوَلّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهديهِ إِلى عَذابِ السَّعيرِ}.

وقد صرح بعداوته للمؤمنين، وهو مجتهد في إغواء الناس، بل أقسَمَ على ذلك كما أخبر الله تعالى عنه في قوله: { قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ* إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصين}. وقوله تعالى عنه:{قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ}.

ثم عمد إلى تزيين الفواحش، والتخويف من الفقر، قال تعالى:{الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ} .

والتفريق بين المؤمنين وبث العداوة والبغضاء بينهم ، والصد عن ذكر الله، كما أخبر الله تعالى عنه بقوله :{إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ..}.


فماهي خطوات الشيطان؟

هي طريقه في الإضلال والإغواء.

ومنها:

- تزيين المعصية والبدعة.

- تثقيل الطاعة والتثبيط عنها، والتزهيد فيها.

- تهوين أمر الذنب.

- التسويف بالتوبة.

- بث اليأس من مغفرة الله في قلب المذنب كيلا يتوب.

- التعويل على حسن الظن، مع إساءة العمل.

- إلهاء النفس بما تميل إليه من الشهوات.

- حب الثناء والتطلع إليه.

- الاشتغال بالمفضول عن الفاضل من الطاعات.

- الإعجاب بالعمل، والمراءات به كي يبطل ثوابه.

- المكابرة عن الرجوع للحق عند الخطأ.

- المجادلة بالباطل عن الشبهة التي يقع في الإنسان.

- التنفير من الحق إذا خالف هوى النفس.


المخرج من ذلك:

- الموفق الحازم يبادر بقفل هذه الأبواب، وسد طرق الشيطان ومنافذه.

- وقبل ذلك يلجأ إلى مولاه عز وجل فيستعينه ويستعيذ به من كيد عدوه. يقول الله سبحانه:{وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ * إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ}.

- وكلما أحس بوسواس الشيطان، أو طائف منه بادر إلى ذكر الله تعالى.

- ومنه: العكوف على القرآن، تلاوة وتدبرا وعملا، ففيه النجاة والمخرج من كيد الشيطان، ومن الفتن كلها.

- وأن يتذكر المسلم دائما أن الشيطان عدوه الأول، فيحذر مكره وكيده. يقول الله عز وجل: {إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدعو حِزبَهُ لِيَكونوا مِن أَصحابِ السَّعيرِ}.

فالشيطان لن ينفك عن عداوته، ويود لو أضل الناس كلهم، فيدخلون النار معه ، ثم يشمت بهم هناك، يقول الله عنه في ذلك:{وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمونِ مِن قَبلُ إِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ}.

فمن لجأ إلى الله بصدق ويقين، سلّمه من مكر الشيطان وأعاذه من كيده {إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفًا}.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...