من آداب الدعاء
الدعاء عبادة عظيمة، وهو من أفضل العبادات، وأعظمها أثراً على المسلم ، وأيسرها عليه.
و للدعاء آداب ينبغي للداعي أن يحرص عليها عند دعائه.
فالأول:
أن يكون الداعي مخلصاً في دعائه، متذللاً متضرعاً إلى ربه، كما قال الله تعالى: { ٱدۡعُوا۟ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةًۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ}..
الثاني:
أن يكون الدعاء من المأثور من أدعية القرآن والسنة النبوية الصحيحة، فهو أفضل الأدعية و أجدرها بالإجابة.
الثالث:
الحذر من الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، أو استعجال الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ". قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي. فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَيَدَعُ الدُّعَاءَ ".(مسلم: ٢٧٣٥)
الرابع:
أن يتحرى الأوقات التي تُرجى فيها إجابة الدعاء خصوصاً حال الصلاة في السجود وبعد التشهد وقبل السلام ، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وعند الإفطار للصائم، و في السفر..
الخامس:
أن يدعو الداعي ربه وهو حاضر القلب، يعلم أن ربه يسمعه، وموقن بالإجابة، ففي الحديث:" ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ ". (الترمذي: ٣٤٧٩)
السادس:
ألا يدعو وهو منشغل بأمر آخر، منصرف القلب، وأن لا يدعو وهو هازلٌ ولا مازح.
السابع:
أن يحذر الدعاء بسوء على نفسه أو قريبٍ له لغضبٍ أو لضُرٍ نزل به مثلاً.. ففي الحديث:" لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ". (أبو داود: ١٥٣٢)
الثامن:
أن يدعو الداعي ويحرك لسانه بالدعاء ويتلفظ به.
فمن الملاحظ أن بعض الأدعية تنتشر في وسائل التواصل، ينشرها بعضهم دون أن يقرأها أو يدعو بها..
وإنما يكتفي بتحويلها إلى غيره.. ويظن أن مجرد الإرسال يكفيه دون قراءتها والدعاء بها.
التاسع:
كما يجب الحذر من أن ينشئ الإنسان دعاءً من تلقاء نفسه يرى أن له مكانة وفضل فيطلب من الناس أن يدعوا به.
أو يقول مثلاً هذا دعاء يوم كذا أو دعاء حاجة كذا بلا دليل.
فالدعاء عبادة، والعبادات موقوفة على ما جاء به الشرع المطهر، فليس لأحد حق التشريع في الدعاء وسائر العبادات بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق