يقول أنس الدغيم.
في مدح النبي صلى الله عليه وسلم..
"آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري
قبساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ
تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً
و مُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ
يا أيّها المكتوبُ في أعماقنا
أنت الكتابُ وكلّنا قُرّاءُ
إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى
منك الذي يرجو ولا الشّعراءُ
كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ وكم
راحوا على طُرقِ البيانِ وجاؤوا
وتظلُّ في كلّ القلوبِ محمّداً
الصّمتُ فيكم والكلامُ سَواءُ
صِلْني فَوافقري إذا لم ترضَ عن
وصلي وترضَ القبّةُ الخضراءُ".
__\\\___
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه القصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم من النظم الرائع البديع لولا ما فيها من الهفوات:
فمنها:
وصف الشاعر للنبي صلى الله عليه وسلم -الهادي البشير السراج المنير-
بقوله (السقّاء)..!
هذا خطأٌ وغلوٌ من التعظيم المذموم الزائد، وكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده..
ولعل من قرأ كلامي هذا يقول أنكم بدو جفاة غلاظ لا تعرفون الأدب ولا الحب..
ليقل ما يقول:
لكن عمدتنا في ذلك الاجتهاد في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم..
فنحبه فوق محبتنا لأنفسنا ونقدم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة أولادنا وأهلينا.. ولانغلو في ذلك فنرفعه عليه الصلاة والسلاة فوق منزلته التي أنزله الله، بل نقول عبد الله ورسوله وخاتم النبيين وسيد ولد آدم..
ولن يدخل الجنة أحد إلا بشفاعته..
ونجتهد في أداء حقه وتعظيمه واتباع سنته.. ونرجو في ذلك الفلاح إن شاء الله.
وقول الشاعر:
"(صلني) فو افقري إذا لم ترض عن
وصلي و (ترضى القبة) الخضراء.."
سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الوصل، والوصل للمنقطع كأنه ليس له من ينقذه سواه..!!
وكأن الشاعر إنما يقصد طلب الشفاعة من. النبي صلى الله عليه وسلم..
فلا يُسأل النبي عليه الصلاة والسلام بعد موته حاجة.
والشفاعة لا تطلب إلا من الله عز وجل قال تعالى: ( قل لله الشفاعة جميعاً)،
والقبة الخضراء هل تنفع وتضر وترضى؟
وبعد:
فحب النبي صلى الله عليه وسلم فرض واجب لا يشك في ذلك أحد.
يقول عليه الصلاة والسلام لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و وولده والناس أجمعين". [البخاري: ١٥، ومسلم: ٤٤]
وكذلك توقيره عليه الصلاة والسلام واتباع هديه وسنته.
ولكن ينبغي أن يكون الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم في حدود المشروع، وعدم المغالاة في مدحه عليه الصلاة والسلام، لنهيه قال عليه الصلاة والسلام: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله".[ البخاري: ٣٤٤٥]
أسأل الله تعالى أن يهدي الأخ أنس للحق، وأن يسدده وأن يلهمه رشده.. إنّ ربي لسميع الدعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق