الاثنين، 1 أبريل 2024

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟

 زكاة الفطر

هل يجوز إخراجها نقداً.

بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله..

وبعد! 

فقد انتشرت مؤخراً دعوى مفادها جواز إخراج زكاة الفطر مالاً لمصلحة الفقير..

أقول وبالله التوفيق:  

زكاة الفطر عبادة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها الصحابة والتابعون.

وقد ورد بيانها في الأحاديث الصحيحة ومنها: 

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "فَرَضَ رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمرٍ، أَو صاعًا من شعيرٍ على العبد والحرِّ، والذَّكرِ والأُنثى، والصغير والكبير من الْمسلمينَ".

[أخرجه البخاري:   ومسلم:  ]

وحديث أَبي سعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: " كُنَّا نخرجُ زكاة الفطرِ صاعًا من طَعَامٍ، أَو صاعًا من شعيرٍ، أَو صاعًا من تمر، أَو صاعًا من أَقِطٍ، أَو صاعًا من زبِيبٍ".[أخرجه مسلم:  ]

فقول عبد الله ابن عمر رضي الله عنه" فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر..  " إلخ

وقول أبي سعيد: "كنا نُخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام.. ".

يدل ذلك دلالة واضحة وصريحة على النوع الذي تخرج منه الزكاة ومقداره.. 

فهذا هدي نبي الله صلى الله عليه الذي فرضه، وهدي صحابته الذين أخذوه عنه وعملوا به.

فكل اجتهاد مع النص باطل.. 

فدعوى جواز إخراج زكاة الفطر نقداً قول مرجوح، ومعارض للسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.. 

والأمور المنصوص عليها من الشرع الواجب قبولها مع التسليم، والحذر من مناقشتها أو جعلها عرضة للاجتهادات وأراء العقول، قال الله تعالى: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

فعندما شرع النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر ألم يكن يعلم أن المال يصلح ليكون من الأصناف التي يجزئ إخراج زكاة الفطر منها؟

وهل يغيب عنه صلى الله عليه وسلم المصلحة في ذلك وهو المبلغ عن الله؟! الذي لاينطق عن الهوى، وقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك أكمل الهدي وأنفعه وأيسره. 

وهل القائل بأن إخراج زكاة الفطر من المال أنفع للفقير، هل هو أعلم بذلك من رسوله وأرفق بالناس منه؟

وبعد.. 

فالقول بجواز إخراج المال في زكاة الفطر خطأ مهما ظن قائله صحته، وفيه استدراكٌ وافتئاتٌ على الشرع، فلم يأت قائله بدليل من القرآن ولا من السنة ولا من عمل الصحابة. 

والواجب على كل مسلم تعظيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاستجابة لأمره عليه الصلاة والسلام انقياداً وتسليماً لقول الله تعالى:{ وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِم}. وقوله تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَیۡنَ یَدَیِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ..}

اللهم إنا نسألك الهدى والسداد  

لنا ولجميع المسلمين.

________

١٤٤٥/٩/٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...