الخميس، 1 مارس 2012

من صور العلمانية



                    من صور العلمانية
هل صحيح أن العلمانية تتبني الأفكار المعادية للدين الحق؟ وأنها تسعى للاستعاضة عن عبادة الله بعبادة النفس، وإغراقها في الشهوات؟.
وهل صحيح أن الهدف الأسمى للعلمانية هو أن يعيش الإنسان حياة شهوانية بعيداً عن الفضيلة,ليس للقيم والأخلاق والدين في ميزانه أي اعتبار؟!.
 الحقيقة أنه من اليسير إدراك أنَّ العلمانية مذهب هدام خبيث، يوظف كل مجال ينفذ إليه لتحقيق أهدافه وبرامجه.
فالعلماني يعتبر نفسه صاحب فكر متنورٍ ومتحررٍ من خرافات الماضي, همه أن يحيا تحت مظلة العلمانية التي تمنحه الحرية الشخصية لإشباع نزواته ورغباته بلا رقيب أو حسيب.
لذلك فهو يرى أن الدين عقبة تحول دون تحقيق رغباته, فلابد له من إعلان التمرد عليه, لأنه يأمر بمراقبة الله، والحياء منه تعالى، ويدعو إلى الطهارة، والعِفَّة, ويحول دون تحقيق الميول الشهوانية.
وميثاق العلمانية يقرر:أن الدين معطل للإنتاج، وغير صالح للحياة الحديثة.
وأن المجتمع المتدين لا يزال يعيش في ظلمات الماضي! يجتر ذكرياته الغابرة, ولن يكون بمقدوره مواكبة المدنية الحديثة إن بقي يفكر بعقلية العصور الخالية, وطالما كانت ثقافته: هذا حرام، وهذا حلال!
وإذا ما أرادت أمة التقدم والتحضر، فلابد أن تنفض عنها غبار التخلف والرجعية. وأن تولي الفن بكل مدارسه عنايتها, وأن تهتم بالرياضة بجميع أشكالها, ولابد أن تكفل الحرية المطلقة للمرأة, لتعاشر من تحب, وتبيت مع من تشاء, دون أن يكون لأي أحد عليها ولاية:لا الأب , ولا الزوج..!
ولابد من توفير المناخ الرومانسي لكلٍ من:
المصور الخبيث, والممثل الماجن, والمومس الفاجرة.
كما يجب أن يعطى الليبرالي شاعراً أو كاتباً الحرية في التعري عن الأدب ونشر الرذيلة عبر القصائد الحداثية، والروايات الغرامية, والمقالات الأدبية الخالية من كل أدب, فكل ذلك في المنظور الثقافي العلماني: عنوان الحرية، ورمز الإبداع الفكري!.
لابد من إثراء المكتبة الثقافية بالروايات التي تتهكم بالثوابت,وتسخر من الدين, وإذا ما قام عالم بالنصح  والبيان؛ فليعلم الجميع أنَّ ذلك يعتبر في شريعة العلمانية تعدٍ على الحقوق الشخصية, ومصادرةَ لحرية الكلمة، التي يكفلها النظام الإعلامي, الذي يمنح المثقف والمفكر العلماني- حصانة فكرية وحقوقية..!
لابد من الانطلاق في رحاب الحرية , بل ويجب أن ينشر كل مفكر ثقافته وتصوراته بكل فخر واعتزاز، وإن رآها بعض الناس غوايةً وتضليلاً، وتدميراً للأخلاق، وهدماً للفضيلة!.
إن من المؤسف حقاً أن نجد في الحياة اليومية صورًاً جليةً للعلمانية، تتمثل في الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي. وفي تربية الأجيال تربية لا دينية, مع صبغها بثقافة الغرب وتقليعاته الهابطة عوضا عن التحلي بالشعائر الإسلامية الأصيلة. إضافة إلى  اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب، ومحاكاته فيها.
ومما يؤسف له أيضاً أن العلمانية  قد استحوذت في غالب البلدان الإسلامية على قنوات الثقافة والفن والرياضة، واستثمرتها لنشر مبادئها الخبيثة, وفتنة كثير من الناس عن دينهم. 
.. وبعد: فأين يكمن خطر العلمانية: هل هو في عدم وضوح صورتها الحقيقية, أم في خبث أهدافها..!؟
..أفيدونا مشكورين.


محمد بن علي الشيخي
Malshk1@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...