الأحد، 14 سبتمبر 2014

قصة العباءة التي يقال أن أحد الصحابة طلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ثم باعها

قصة العباءة التي يقال أن أحد الصحابة طلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ثم باعها في السوق واشتراها رجل أعمى فتبرك بها فرد الله عليه بصره...الخ                                   
لم أقف على شيء من ذلك. , وبحثت فلم أجد من ذكرها من أهل الحديث.
والذي يظهر والله أعلم عدم صحتها. وخصوصا أنها تشتمل على عبارات منكرة ومنها قوله:( يا رب بحق رسول الله.. ) فالدعاء بهذه الكيفية لم يكن من هدي الصحابة رضوان الله عليهم.
وقوله:( انظري يا عائشة إلى تلك العباءة فقد أغنت فقيرا وشفت مريضا, وأعتقت عبدا..) فمحال أن يكون هذا من كلام أكمل الناس إيمانا وتوحيدا صلى الله عليه وسلم , فينسب إلى العباءة إغناء الفقير وشفاء المريض..!
فقد بحثت فلم أجد لها أصلا.
وغالب ظني ومبلغ علمي أنها قصة مكذوبة وموضوعة لا يجوز التحدث بها ونشرها.
وهنا أمور مهمة ويسيرة في نفس الوقت يجب التنبه لها.
فأوﻻً: إن كثيرا من القصص واﻷخبار الغريبة تنشر على أنها أحاديث وتدمج في ثنايا الخبر أو القصة بعض العبارات وجُمل من الأحاديث ثم تنشر على أنها أحاديث صحيحة.
وقد يكون الهدف منها حب الخير .ولكن لغلبة الجهل. والكسل فإن بعض الناس إذا أعجبته القصة نشرها وحث غيره على ذلك .وهذا خطأ نحتاج إلى تلافيه بالتورع والسؤال إذا أشكل علينا شيء من ذلك.
وثانيا: أن يكون وراء نشر هذه اﻷخبار الواهية واﻷحاديث المكذوبة مغرضون يقصدون تشويه عقائد الناس وإضلالهم فهؤﻻء يجب الوقوف لهم بالمرصاد ورد ضلاﻻتهم  بنشر العلم الشرعي الصحيح وحث الناس عليه.
 ثالثاً: يجب على كل مسلم ناصح لدينه ولنبيه صلى الله عليه وسلم أن يذبّ عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وأن ينكر على من يسعى لتشوية سمعة النبي صلى الله عليه وسلم بنشر الأخبار الواهية والقصص المنكرة والمكذوبة. وذلك من النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله:" الدين النصيحة", قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله .."
قال ابن دقيق العيد في شرحه للأربعين النووية" وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حياً وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وإجابة دعوته، ونشر سنته ونفي التهمة عنها، واستئثار علومها والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعليمها، وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها؛ والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته، وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك." آه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
 محمد بن علي الشيخي

28 /1/1435

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النتقون

                           المتقون  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..  وبعد:  فإنّ المتقين هم المتصفون بالتقوى،  وهي فعل أ...