الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله .
صيغ الصلاة على
النبي صلى الله عليه وعلى آله.
وردت
الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم بعدة صِيغٍ ، صحت بها جملة من الأحاديث، وسأورد منها أربعة
أحاديث هي من أصحها وأشهرها.
الأول:
حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد
عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: ((اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد،
وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
الثاني:
حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه ، أنهم قالوا يا رسول
الله: كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: "اللهم صل على محمدٍ، وأزواجه، وذريته،
كمـا صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وأزواجه، وذريته، كما باركـت على آل
إبراهيـم، إنـك حميـد مجيد" .(البخاري: (3369) و(مسلم:407)
الثالث:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: قلنا يا رسول الله
هذا التسليم، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك،
كما صليت على آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم".
(البخاري:
(4798)و(النسائي:1293)
الرابع:
حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله
عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد ابن عباده فقال: بشير بن سعد: أمرنا الله
تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله ! فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا
أنه لم يسأله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . كما صليت على آل
إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين, إنك
حميد مجيد".
)مسلم :405) وأبو داود :980) ومالك 1/166.
الخامس:عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ,فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ" أبوداود والنسائي وابن ماجه
ومما
صح في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
• عن عبـد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنـَّه سمـع النبي صلى
الله عليه وسلم يقـول:" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، فإنَّه من صلى
عليّ، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنَّها منـزلة في الجنة, لا
تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة؛ حلت له
الشفاعة".
أخرجه
(مسلم:384). (وأبو داود:523) (والنسائي:678) (والترمذي:3614)
• عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:" من صلى عليَّ واحدة، صلى الله عليه عشراً".
أخرجه
مسلم.(408) و(أبو داود:1530) (والترمذي:485) و(النسائي:1296).
• عن أبي
طلحة رضي الله عنه أنَّه سمع
رسول الله قال:
"أنَّه جاء جبريل فقال: يا محمد! إنَّ ربك يقول: أما يرضيك أنَّه لا يصلى
عليك أحدٌ؛ إلا صليتُ عليه عشراً، ولا يسلِّم عليك أحد إلا سلّمت عليه عشراً".
(النسائي:1295 وابن حبان وأحمد,وحسنه الألباني)
...........................................
وبعد:
لاشك
أن فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كبير. وقد أمر الله بالصلاة على نبيه .فقال تعالى:{
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .
ورغّب صلى الله عليه وسلم في كثرة الصلاة والسلام
عليه خصوصا يوم الجمعة. فمن ذلك قوله:" صلوا علي فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى
الله عليه بها عشرا "(مسلم).
وقال:"
من صلى عليَّ صلاةً واحدة؛ صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئاتٍ، ورفعت
لـه عشر درجات". (النسائي1297 وأحمد
والحاكم وابن حبان وصححه الألباني
والأرنؤوط).
........................................... أحاديث
ضعيفة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
·"من صلى علي في يوم ألف
صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة".
"رواه أبو الشيخ عن أنس رضى الله عنه". (قال الشيخ
الألباني : ضعيف جداً).
· "من صلى على حين يصبح
عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة". (رواه الطبراني عن أبى
الدرداء رضى الله عنه). (ضعّفه الإمام العراقي والشيخ الألباني في
سلسلة الأحاديث الضعيفة".
· من صلى علي في يوم
مائة مرة قضى الله له مائة حاجة :سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه".
(رواه ابن النجار عن جابر رضى الله عنه .
لا يصحّ .).
· ومثله حديث "من
صلى عليّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة مئة صلاة قضى الله له سبعين حاجة". رواه
البيهقي في شُعب الإيمان والديلمي.
قال
السبكي في تخريج الإحياء لم أجد له إسناداً.(296/6(
ثم إنه لم
يرد في شيء من كتب الحديث المعتمدة.حتى أن السخاوي لم يذكره في كتابه القول
البديع في الصلاة والسلام على النبي الشفيع.
لذلك
فالواجب التوقف عن القول بصحته ونشره. ففيما صح من الأحاديث الأخرى كفاية وغنية.
...........................................
ومما
يحسن التنبيّه عليه:
التزام صيغ الصلاة الإبراهيمية الثابتة الصحيحة.
فهي
أكمل في اتباع السنة وأعظم أجراً.
ولفظة
( سيدنا) لم ترد في أي صيغة من صيغ الصلاة عليه، صلوات الله وسلامه عليه.
والاكتفاء
بالمشروع أولى.
وأما
ذكر السيادة لنبينا صلى الله عليه وسلم.
فهو الحقيق بذلك، كما قال:"
أنا سيد ولد آدم".
ومن
الناس من يضيف إلى الصلاة هذه اللفظة ويظن أن الصلاة لا تكتمل إلا بها. وإن تركها
ظن أنه لم يتأدب مع نبيه ولم ويوقره كما ينبغي.
وكمال
الأدب في اتباعه صلوات الله وسلامه عليه في كل ما شرع. والاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى
الله عليه وسلم كل حين, فعن
أبي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة
فما أجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قال: الثلث، قال "ما شئت وإن زدت
فهو خير" إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال "إذاً تُكفى همك,
ويغفر لك ذنبك"." الترمذي(2457) وحَسَنه". وأخرجه أحمد (5/136). والحاكم وصححه :3 / 421,
ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في السنن.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم
بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم إنك حميد
مجيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق