ما وراء الأحداث.
تآمر أمريكا وروسيا وإيران على أهل السنة
اليوم , وتبادلهم الأدوار في سوريا والعراق واليمن, لا شك أنه عدوان تؤججه نار
الحقد والكراهية للإسلام .
فتعرّض إخواننا هناك لأبشع جرائم الحروب , حتى أضحت المشاهد تدمي القلوب وتحبس
الأنفاس مما
يحصل لهم من تقتيل وتشريد و ظلم. !
نعم هذا واقعٌ عصيبٌ
ومؤلمٌ للغاية!
لكن , أمام هذه الحقيقة يجب أن لا تغيب عنا حكمة الله وقدره , ووجوب القيام بما أُمرنا به من المدافعة, وبذل النصرة قدر الجهد, والتوكل
عليه سبحانه , وعدم اليأس. مع سَبر الأحداث , واقتناص ما فيها من فرص ومظاهر إيجابية تؤذِن بفرج قريب!
فالأَوْلى بنا اليوم إذا أردنا مواجهة هذه الأخطار المحدقة أن نعتني بمقدراتنا، وقبل ذلك الاعتصام بديننا فهو سبب فلاحنا وعزتنا،
ثم نسعى
لاستغلال موارد القوة لدينا ونوظفها التوظيف الأمثل، ونهتم بجوانب النهضة كلها، فنبُث روح العزة في النفوس، وندعو للتفاؤل بالتغيير للأفضل،
لا أقول هذا جهلا بالحال , ولا انسياقا وراء مثاليات الخيال، كلا. فالحقيقة أننا نشهد بشائر مستقبل زاهر رغم المعاناة، ورغم الجراح!
فما نجم عن الأحداث الأخيرة من وضوح للرؤية حول كثير من الأمور السياسية، عزز الثقة بالنفس , وبعث الأمل بموعود صادق, خصوصا بعد عاصفة الحزم، وما تلا ذلك من متغيرات إيجابية وتمايز في الصفوف، كل ذلك بشائر خير، وبوادر فجر مشرق.
والمهم في الأمر أن ندرك أنّ الأمور تسير نحو الأفضل، وأنّ التغيير ضروري, ومن الضرورة
الحتمية أن
ينبعث هذا التغيير والإصلاح من قرارة النفس على مستوى الفرد , ومن رأس الهرم إلى قاعدته على مستوى المجتمع،
ومن وسائل الإصلاح العناية بالجبهة الداخلية وتماسكها وتنقيتها من
دواعي الفُرقة والضعف , فإنّ اختراق الصف الداخلي أخطر على الأمة من كيد العدو
الظاهر, فقد قال صلى الله عليه وسلم:".. إني سألتُ ربي لأمتي أن لا يُهلكها بسنةٍ
عامة، ولا يُسلط عليهم عدواً مِن سوى أنفسهم فيستبيحَ بيضتَهم، وإن ربي قال: يا محمد،
إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرَدُ، وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أُهلِكُهم بسنةٍ عامةٍ،
وأن لا أسلِّطُ عليهم عدواً مِن سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم مَنْ بين
أقطارها,حتى يكونَ بعضهم يُهْلك بعضهم بعضاً، ويسبي بعضهم بعضاً .."،
ومع ذلك فيجب بذل الأسباب الأخرى الكفيلة بتحقيق ما تصبو إليه الأمة من نهضة وعزة ومكانة، آخذين في الحسبان قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).وقوله تعالى:(إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
محمد بن علي الشيخي 18/محرم/1438
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق