الجمعة، 16 ديسمبر 2016

حلب المأساة والواجب

                     حلب.. المأساة والواجب.
إنّ ما يجري من عدوان ظالم غاشم على إخواننا في الشام, اجتمعت عليهم قوى الشر من النصيرية الفجرة, والرافضة الصفويين  الحاقدين, والصليبية المجرمين من الروس والأمريكان, كل هذا البغي والعدوان حقدٌ وعداوةٌ للإسلام والمسلمين. 
فقد شرّع المجرمون وبرروا لأنفسهم الحرق والتقتيل والتدمير, وارتكبوا أبشع الجرائم من قتل الأطفال والنساء وهتك الأعراض, وإزهاق نفوس الجرحى وهدم المستشفيات. وفرض الحصار. وقد رأينا من الجرائم ما تقشعر منه الأبدان وتتقطع له القلوب حسرةً وأسى, فجثث القتلى في كل منحى, والأشلاء  تحت ركام المباني المتهدمة, وحال إخواننا - في حلب خاصة - والشام عامة قد بلغ من البلاء فوق ما تتصوره العقول. فالقصف يتواصل ليل نهار من المدفعية الثقيلة والطائرات التي تلقي مختلف أنواع القنابل, وتستعرض جبروتها وتنفذ حقدها.
فأضحى في كل طريق دماءٌ تنـزف, وأشلاءٌ تمزق, يذبّح إخواننا وتنتهك حرماتهم, ونحن نرى ما حل بهم من التنكيل ونسمع صراخهم واستغاثتهم ولا نهب لنجدتهم ؟!
ألسنا أمة واحدة, قبلتنا واحدة, وديننا واحد, ونحن" كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
فالواجب علينا نصرتهم والمبادرة بكل ما يمكننا عمله  ومن ذلك:
أولاً: الدعاء لهم بالنصر والتأييد, وأن لا نتوانى فيه, فالدعاء أقوى الأسلحة في مواجهة الشدائد والمحن.
وثانيا: أن يدرك كل مسلم أن هذه الحرب في سوريا أو في العراق واليمن ليست موجهة ومقصورة على هذه الدول, وإنما هي حرب تكالبت فيها قوى الكفر على أهل السنة عداوة وحقدا.توحد الأعداء رغم اختلافهم, واجتمعوا على هدف واحد وهو الكيد لدين الإسلام الصحيح والقضاء على ما يمكنهم القضاء عليه, يريدون ليطفئوا نور الله, والله متم نوره ولو كره الكافرون.
فإذا أدركنا ذلك جيدا؛ تبين لنا أنه لا عزة لنا ولا بقاء ولا نصر على الأعداء إلا بالعودة إلى دين الله والاعتصام بشرعه, والبعد عن الذنوب والمعاصي, فإنها من أعظم أسباب المصائب كما قال الله تعالى:{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
ثالثاً: تلافي أسباب الضعف التي أطمعت الأعداء, وفي مقدمتها: بُعدُ كثيرٍ من المسلمين عن الدين الحق, وانشغالهم بتوافه الأمور, والغفلة عن مكر الأعداء, والتفريط في إعداد العدة لمواجهة كيدهم ومخططاتهم, وقد أمر الله بذلك فقال تعالى:{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }.
رابعاً: أن ندرك أن أخوّة الإيمان توجب علينا نصرة إخواننا في حلب وفي كل بلد, وإمدادهم بالسلاح والمال وإغاثتهم بالدواء والغذاء.
خامساً:جمع الكلمة ووحدة الصف تحت راية واحدة, ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف.
سادساً: التوكل على الله والاعتماد عليه والثقة بوعده, والصبر على قضائه وقدره كما قال الله عز وجل:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقال تعالى:{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

.....................................................

 محمد بن علي الشيخي   17 لربيع الأول 1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أخلاق الأنبياء وصفاتهم في القرآن.

               بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.   وبعد: فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم خيرة الله من عباده.   اصطفاهم لر...