تظهر بين الفينة والأخرى حملات مضللة يتزعمها شواذ الليبرالية، انطلاقا من منهج عميل للغرب. ويسعون بخطوات حثيثة من التغريب، والتضليل، والترويج للفتن لإغراق الناس في متاهات لانهاية لها ولا جدوى منها غير إنهاك قوى العاملين وإضعاف نتاجهم، ليتسنى لهؤلاء العملاء وأسيادهم الإجهاز على ما بقي من قوة وموارد للمسلمين.والواجب على المخلصين أن لا يشغلهم شغب المفسدين عن واجباتهم الدينية واهتماماتهم الدنيوية، وأن لا يهمل جانب على حساب الآخر، وأن يدركوا جيدا الحقيقة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف.. ".والمراد بالمؤمن القوي، أي: في دينه وفي دنياه، القوي بسلاحه وماله، وقوة جسده وعلمه وحضارته..لذلك يجب الاهتمام بمصالح الناس ورعاية حقوقهم من العناية بالتعليم، والصحة والتوظيف والإسكان والصناعة والتنمية.. كل ذلك من ضرورات الحياة، ومن وسائل إعداد القوة التي تستلزم وضع الخطط المحكمة من أهل الاختصاص للنهوض بالأمة وتحصيل أسباب قوتها للدفاع عن دينها ومكتسباتها.فالمخلصون يولُون جميع القضايا التي تهم الناس عنايتهم، ما كان متعلقا منها بدنياهم أو بدينهم وآخرتهم.ويسعون للمواءمة بين الجوانب المجدية كلها، وينادون بإعطاء كل جانب حقه من الرعاية والعناية.فهم بذلك الفئة الوحيدة المخولة بخدمة المجتمع والقيام على مصالحه، وإن نبزهم عدوهم بالمحافظين، وهذا لقب شريف يدل لفظه على معناه. فهم الأمناء المخلصون الناصحون الذين يبنون ولا يهدمون، يصدق فيهم قول الشاعر:من واجبي النصح الجميل لأمتينهجٌ تعوّده ذوو الألبابِلكن أهل الخير صاروا قلةًوالناس تحسبهم من الأغرابِفمتى سكتُّ عن الخنا فخيانةٌوإذا نصحت فإنني إرهابيوالله يعلم كم أتوق لمجدهافلها بذلتُ كهولتي وشبابيسأذود عنها كل باغ معتدٍولأدفعنّ بمخلبي وبنابي.ورغم ذلك فإنهم يقابلون بالخصومة والعداوة ممن يدعي أنه مثقف..أو ما شاء من ألقاب، متبجحا بوطنية زائفة، وولاؤه ومودته لأسياده في الغرب. وهو في حقيقته إنسان أناني وكائن شهواني، لاهمّ له إلا تحقيق رغباته وإشباع شهواته، متخذا من الدعوة للحرية، والإشادة بالحضارة الغربية ذريعة لذلك.فكل الفئات الزائغة من الليبرالية والعلمانية والصوفية والرافضة هم في الحقيقة بمثابة الدُمى في أيدى الغرب أو الشرق يعبث بهم كما يشاء.ثم هم لا في العير ولا في النفير، وإنما يعيشون على هامش الحياة، يصدق فيهم قول الله تعالى:{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}.فشتان بين هؤلاء وبين أولئك.………………………………………….محمد بن علي بن محمد الشيخي.1438/12/4
السبت، 26 أغسطس 2017
الذين يبنون ولا يهدمون.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الذكر
الذكر { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كثيراً } بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسوله.. وب...
-
المقدمة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير عباد الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد : ...
-
دلالة الناظر البصير إلى نسـب المشـاييخ المناصـيـر من جدهم منصور إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما المقدمـــة بسم الله ا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق