الخميس، 3 أغسطس 2017

صورة العلمانية..!!


أشد مخاطر العلمانية تبنيّها للأفكار المعادية للدين، ودعوتها لإقصائه وعزله عن التأثير في حياة الناس.   
وهدفها الذي يسعى المبشرون بها لتحقيقه: أن يعيش الإنسان حياة شهوانية بهيمية بعيدة عن الفضيلة، ليس للقيم والأخلاق والدين في ميزانه أي اعتبار!
ويجاهر العلمانيون بمقولتهم: لا علاقة للدين بالسياسة. فهذا مدخل، والنتيجة والهدف أن يعيش الناس حياة لا دينية.
ومن اليسير إدراك أن العلمانية توظف كل برنامج ومجال من مجالاتها لتحقيق أهدافها.
انظر إلى أي شخص علماني تجده يعتبر نفسه صاحب فكر متنورٍ ومتحررٍ، همه أن تكفل له الحرية الشخصية لإشباع نزواته وشهواته بلا رقيب أو حسيب.
لذلك فهو يرى أن الدين عقبة تحول دون تحقيق رغباته، فلابد له من إعلان التمرد عليه، لأنه يأمر بمراقبة الله، والحياء منه تعالى، ويدعو إلى الطهارة، والعِفَّة، ويحول دون تحقيق الشهوات المحرمة. هذا على مستوى الفرد.
وعلى مستوى الدولة التي تدين بالعلمانية فإنها تعتبر الدين معطلا للإنتاج، وغير صالح للدولة المدنية الحديثة؛ لذا يجب إلغاؤه من دستورها ونظامها.
ومن وجهة نظر المبشرين بالعلمانية وما يدندنون به: أنّ المجتمع المتدين لا يزال يعيش في ظلام! ولن يكون بمقدوره مواكبة المدنية الحديثة إن بقي يفكر بعقلية العصور الماضية، وطالما كانت ثقافته: هذا حرام، وهذا حلال! فسيبقى في مؤخرة الركب.
لكن، متى ما أرادت أمة أو دولة التقدم والتحضر، فلابد أن تنفض عنها غبار التخلف والرجعية.
وأن تُولي الفن بكل مدارسه عنايتها، وأن تهتم بالسياحة بجميع أشكالها، وأن تكفل الحرية المطلقة للمرأة، دون أن يكون لأي أحد عليها ولاية: لا الأب ولا الزوج..!
وأن تدعم اقتصادها بكل مورد ممكن، بغض النظر عن شرعيته .
ويجب توفير المناخ الرومانسي لأرباب الفن ليبدعوا في إنتاجهم، بعيدا عن سلطة الرقابة الدينية!
وأن يعطى الليبرالي شاعراً أو كاتباً الحرية في التعري عن الأدب، ونشر الرذيلة عبر الشعر الماجن والروايات الغرامية، والمقالات الأدبية الخالية من كل أدب، فكل ذلك في المنظور الثقافي العلماني: عنوان الحرية، ورمز الإبداع الفكري!.
لابد من إثراء المكتبة الثقافية بالروايات التي تتهكم بالثوابت، وتسخر من الدين وتشوه سِير العلماء والمصلحين.
 ومتى ما قام ناصح؛ قوبل بالتسفيه والتهديد! واعتُبر قوله وموقفه تعدياً على الحقوق الشخصية، ومصادرةَ لحرية الكلمة، التي يكفلها النظام الإعلامي العلماني!
إن من المؤسف حقاً أن نجد في الحياة اليومية صورًا جليةً للعلمانية، تتمثل في الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي. وفي تربية الأجيال تربية لا دينية، مع صبغها بثقافة الغرب وتقليعاته الهابطة عوضا عن التحلي بالشعائر الإسلامية الأصيلة. إضافة إلى اقتباس الأنظمة والمناهج من الغرب، ومحاكاته فيها.
ومما يؤسف له أيضاً أن العلمانية قد استحوذت في كثير من البلدان الإسلامية على قنوات الإعلام والثقافة والفن والرياضة، واستثمرتها لنشر مبادئها وبرامجها؛ ففتنت قطاعا عريضا من الناس.
وخلاصة القول: أنّ العلمانية مضادة لشرع الله الذي تعبد الناسَ به، تخرجهم من الإيمان إلى الكفر.! وتلك هي صورة العلمانية وحقيقتها.
وسواء طبقت جملة أو بشكل جزئي، فهي مناقضة لدين الإسلام وإن أنكر ذلك دعاتها.
والواجب علينا جميعا التصدي لخطر العلمانية بنشر الثقافة الدينية الصحيحة، إضافة إلى الاستغلال الأمثل لوسائل النشر والثقافة الحديثة، وتكريس الجهود لمحاربة الجهل الذي ساعد على انخداع بعض المسلمين بفتنة العلمانية. فإن لم يقم المجتمع بكل أطيافه الرسمية والشعبية بواجبه لصد العلمانية؛ فستغرق الجميع بطوفانها.!
.............................................
 محمد بن علي الشيخي

11/11/1438

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الذكر

              الذكر { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كثيراً } بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسوله..  وب...