الأحد، 3 ديسمبر 2017

لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.!

سنة الله في حفظ دينه ونصره معلومة، وقد سبق بذلك كتابه.
غير أنّ بعض المسلمين إذا رأوا تسلط الأعداء وتكالبهم وشدة وطأتهم على الإسلام وأهله ظنوا أنه قد يحصل لدين الله كذا ..وكذا..!
وهذا الوهم نتيجة لطبيعة البشر وضعفهم.
ولكن من اعتقد أن دين الله يناله التبديل أو يلحقه النقص والاضمحلال، فهذا من سوء الظن بالله تعالى.
والحقيقة المعلومة كونا وشرعا أن الله ناصر دينه ومعلٍ كلمته..كما قال سبحانه: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون}. وقوله: { ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون}.
والمطلوب من المسلم أن يتفقد موقعه هو من الدين، فيهتم بنفسه ويجتهد في إصلاحها، ويثبت على دين الله، ويقوم بما أوجب الله عليه. ولا يخش على دين الله فإنه محفوظ. يقول تعالى:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. فحفظ الذكر - والدين- من التغيير والتبديل قد سبق الوعد من الله به.
ويستأنس لهذا المعنى بقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لا تحرك به لسانك لتعجل به. إنّ علينا جمعه وقرآنه}. فالواجب على الرسول صلى الله عليه وسلم التبليغ ، وأما الحفظ والإحاطة والنصر فهي إلى الله جل وعلا القائل: { فإن اعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ}.والقائل أيضا: : {فإن تولوا فإنما عليه ماحمّل وعليكم ماحمّلتم..}. إلى غير ذلك من الآيات التي تبين أن الله متكفل بدينه ولم يكل ذلك لأحد من خلقه. فإذا كان هذا البيان عن حفظ الدين وإتمامه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن سواه من باب أولى.
فعودا على بدء أقول:
لينظر كل مؤمن إلى ماكلفه الله به فيجتهد في القيام به على أكمل وجه وأتمه.
فالمسلم فرد من الأمة ولبنة في بنائها، فمتى كانت هذه اللبنة قوية، فإنها تحمل ما أسند اليها ويتم البناء ويقوى.
فلينظر في إيمانه وإخلاصه وماتحقق له منه. 
يتفقد صحة عباداته ومعاملاته وأخلاقه، وما اعتراها من نقص فيبادر بتكميله وتحسينه.
ثم ينظر موقفه من السنة وسيره على الصراط، هل استقام على ذلك ، وثبتت قدمه عليه. ثم لا يبالي بعد ذلك بمن انحرف أو ضل، وتولى فإنه لا يضر إلا نفسه. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.. }.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وهذه الآية ظاهرها أن الإنسان إذا اهتدى بنفسه فإنه لا يضره ضلال الناس لأنه استقام بنفسه فإذا استقام بنفسه فشأن غيره على الله عز وجل فقد يفسرها بعض الناس ويفهم منها معنى فاسدا يظن أن هذا هو المراد بالآية الكريمة وليس كذلك فإن الله اشترط لكون من ضل لا يضرنا أن نهتدي فقال: {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. كما جاء عن أبي بكر رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه". رواه أبو داود والترمذي والنسائي( شرح رياض الصالحين 455/2)
فدين الله منصور ومحفوظ وظاهر، كما قال الله سبحانه:{يُريدونَ لِيُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَاللَّهُ مُتِمُّ نورِهِ وَلَو كَرِهَ الكافِرون. هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ}. وكما قال رسوله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم ، من خذلهم وفارقهم حتى يأتي أمر الله".
………………………………………
محمد بن علي الشيخي١٤٣٩/٣/١٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق على مقالة الددو.

  تعليق على مقالة الددو.  وتنبيه لما وقع فيه من محاذير.  ________________ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد:  فقد قال...