الأربعاء، 4 يوليو 2018

زخرف القول


عندما تنتكس الفِطر، وتفسد العقول تجد من يصف أقرب الناس إليه، وأحرصهم عليه بأنه عدو له،  ويعتبره حجر عثرة يحول بينه وبين تحقيق طموحاته!
هكذا يراه تماما، كما يصوره له الضالون المضلون، وما أكثرهم في زماننا هذا، يضلون الناس بغير علم، ويؤزونهم في مقالاتهم وقنواتهم إلى الشر أزّاً.
 فمن انخدع بباطلهم، وتابعهم فهو ظالم لنفسه، مخطئ في تصوره، قد أصابت تفكيره لوثة خبيثة صدّرها وزيّنها له هؤلاء الشياطين، فأفسدت عليه تفكيره، حتى أصبح يرى النصح تعييرا، والشر خيرا، والخير شرا، والمنكر معروفا والمعروف منكرا، فهو{كَالَّذِي استَهوَتهُ الشَّياطينُ فِي الأَرضِ حَيرانَ لَهُ أَصحابٌ يَدعونَهُ إِلَى الهُدَى ائتِنا﴾
وقد حذر الله من ذلك فقال تعالى:{شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا}.
فإن لم يبادر بخلاص نفسه، فسيندم ندما يعض له اليدين لا اليد الواحدة كما قال الله سبحانه:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}.
فليس لهذا المرض علاج إلا باقتلاع جرثومة الشر، واستعمال الدواء الناجع، والشفاء المضمون بإذن الله، وهو العودة إلى المنبع الصافي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - وفق فهم السلف الصالح- والارتواء من معينهما وتغذية إيمانه بهداية الوحي، والإقبال عليه بإخلاص ورغبة صادقة، فحينئذ تنجلي عن بصيرته غشاوة الباطل، ويستنير عقله، فينتفع بذلك غاية الانتفاع، ويتضح له الرشد من الغي، والضلال من الهدى، ويعرف الصديق من العدو، فلا ينخدع بعد ذلك بزخارف المبطلين وشبهاتهم.
……………………………
محمد بن علي الشيخي
١٤٣٩/١٠/١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإيمان قول وعمل

         الإيمان قول وعمل                               الحمد لله العلي العظيم القائل في كتابه الكريم:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ ...