أيتها الزوجة الفاضلة:
إذا أردت أن تكون حياتك الأسرية مستقرة هانئة فابحثي عن الأسباب المعينة بإذن الله على ذلك واجتهدي في تحقيقها..
ومن ذلك :
-أن يكون متقرراً لديك أن كل ما يجب على الزوج من الحقوق فإن عليكِ مثله، وأن كل ما تؤدينه من الحق والطاعة للزوج فإنه يعود عليك خيرُه وفضله وأجره.
-وتذكري جيدًا أن رعايتك لشؤون بيتك وأسرتك شرفٌ وفخر لك حين تقومين بتنشئة جيلٍ صالح، فالأم مدرسة، و"المرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"، فكوني على قدر المسؤولية في تحمّل أعباء الأسرة، والحفاظ عليها، وأداء مايجب عليك، وأنتِ في ذلك كله مأجورة ومشكورة، وقدوتك في ذلك أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهم.
- وأنّ الدور الذي تقومين به في بناء الأسرة مماثل لدور الزوج، فتعاونا على تربية أولادكما، وتنشّئتهما النشأة الصالحة، وتطاوعا وتشاورا .
- واحذري كل الحذر من إدخال عناصر خارجية في مناقشة أموركما الخاصة وأمور الأسرة، فكم من بيتٍ قوُضت دعائمه نتيجة لتدخلات الآخرين في شؤون الأسرة.
لا بأس بالاستشارة من قريب أو صديق إذا لزم الأمر، وبقدر الحاجة، وقد ينفع وقد يضر، لذا يجب اختيار المستشار الناصح المأمون الصدوق، فمن تظنين أنها صديقة قد تغار منك، وقد تشعل النار في دارك، والحذر من بعض المستشارين فقد يعود عليكما بالفساد الذي لا يمكن استصلاحه.
-فكوني عاقلة حكيمة وعاملي زوجك بالمودة، وكوني له زوجةً صالحة، ورفيقة دربٍ مشفقةٍ ناصحٍة، وأحسني معاملة أهله، وتأكدي أنكِ ستجنين من ذلك أطيب الثمار وأفضل النتائج، فأنتِ الرابحة الأولى إذا قمت بدورك في بناء الأسرة المؤمنة الآمنة.
-تجنبي كثرة العتاب ومناقشة الأمور التافهة.
-وإياكِ وإفشاء أسرار بيتك إلى قريب أو بعيد.
- قومي بتربية الأولاد على الأدب مع الصغير والكبير، وخصوصاً الأب، وإياكِ أن تذكريه عندهم بسوءٍ فيجترؤن عليه، فيقعون في العقوق، وقد يكون ذلك سبباً لفسادهم .
-وأخيرًا بيتُك جنتك، وأسرتُكِ بستانك ما دمت على التقوى والطاعة والمودة، فاحذري تقويض بنيان بيتك بيدك، أو تعكير صفو حياتك.
-إياكِ أن تصغي لكلام المضللين، واحذري وسائل المفسدين وأفكارهم، فإن من اغتر بهم، ندم ندماً يتجرع مرارته وألمه أمدًا طويلاً.
……
١٤٤٣/١٢/١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق