الأحد، 21 أغسطس 2022

المداومة على الدعاء

 المداومة على الدعاء ..

ذكر الله عز وجل ودعاؤه شرفٌ للعبد ودركٌ لحاجته، يقول جل وعلا:  (فاذكروني أذكركم) وفي الحديث القدسي: ( أنا مع عبدي ماذكرني وتحركت بي شفتاه) .

 ثم هو توفيق من الله، و دليلٌ على صدق العبد مع ربه. 

 والدعاء في حال العافية ذخيرة في الشدة، فمن تعرّف إلى الله بعبادته في حال الرخاء، ودعاه وذكره وأطاعه، نفعه ذلك في وقت الحاجة والشدة، فيستجيب الله  دعاءه في حال البلاء كما قال صلى الله عليه وسلم: " تعرّف الى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة".

  وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ : التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ ". (أحمد وابن ماجه)

 فينبغي للمسلم أن يكثر من دعاء الله وذكره في كل حال، يدعو الله في حال الرخاء والعافية كما يدعوه في حال البلاء والشدة. 

فالدعاء قبل تحقيق الطلب، سؤال ورجاء، وبعد الاستجابة شكرٌ وثناءٌ . 

 وأما الغافل - والعياذ بالله- فإنه لا يدعو الله ولا يذكره إلا قليلاً حتى إذا ما أصابته مصيبة أو بلاء دعا ربه فإذا كشف الله عنه البلاء وعافاه لا يلبث إلا يسيرًا حتى ينسى ذكر الله، وينقطع دعاءه، وتضعف طاعته، فبئس العبد لا يعرف ربه إلا عند حاجته، فإذا كان في حال الأمن نسي ما كان يدعو من قبل قال الله عن مثله: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.

فهذا كحال المخادع الذي قيل فيه: 

صلى المصلي لأمر كان يطلبه

    فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما. 

والموفق من داوم على ذكر الله ودعائه، واجتهد في عبادة الله في حال صحته قبل مرضه، واغتنم الخيرات حال فراغه قبل شغله، واتقى ربه في حياته قبل موته.

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك .

__________

١٤٤٤/١/٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النتقون

                           المتقون  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..  وبعد:  فإنّ المتقين هم المتصفون بالتقوى،  وهي فعل أ...