الوصية بالأخ والتأكيد على مكانته، لما يحدث غالباً من التفريط في حقه وصلته.
فيجدر بنا التذكير بمقام الأخ من أخيه والتأكيد على صلته، مع حفظ حقوق الآخرين وإعطاء كل ذي حق حقه..
فهنالك صورٌ من الأخوّة قَلَّ، بل لا يوجد لها نظير..
فالأولى:
الوزير الوحيد المذكور في القرآن نال الوزارة من الله بطلب من أخيه عليهما السلام، فانظر لمقام الأخ من أخيه!
{ وَٱجۡعَل لِّی وَزِیرࣰا مِّنۡ أَهۡلِی •هَـٰرُونَ أَخِی • ٱشۡدُدۡ بِهِۦۤ أَزۡرِی •وَأَشۡرِكۡهُ فِیۤ أَمۡرِی ..}.
وفي الصورة الثانية:
تأتي الإساءة للأخ متمثلة في كيد إخوة يوسف له، وما حصل لأبيهم من الأذى بسبب فَقد يوسف…
وفي آخر المطاف تأتي الأخلاق العالية من الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم حين هضم حقه وجعل نفسه في مقام المخطيء { من بعد أن نزغ الشيطان (بيني) وبين أخوتي..}
الله .. الله !
ما الذي جنيته يا كريم حتى تسوّى نفسك بالمعتدين الظالمين لك؟
بل وتقدمها في الإقرار بخطأ لم يقع منك.
كل ذلك لتُذِهب عن إخوتك وحشة الذنب.
حقاً إنها أخلاق الأنبياء التي لا نظير لها.
فأعظم من تمثّل حق الأخوة وأدى حقها رسولين كريمين:
يوسف وموسى عليهما السلام.
والثالثة:
مسك الختام لمن حاز قصب السبق في الأخلاق كلها صلى الله عليه وسلم بتزكية الله له في قوله تعالى:{وإنك لعلى خلق عظيم}
فمن ذلك إكرامه صلى الله عليه وسلم لأخته من الرضاعة.
فعندما أغارت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على هوازن،أخذت الشيماء أخت رسول الله صلى الله أسيرةً فيما أُخِذ من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا بها قالت: يا محمد. أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحّب بها وبسط رداءه، فأجلسها عليه ودمعت عيناه، فقال لها: «إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك، وإن أحببت فأقيمي مكرّمة محبّبة» ، فقالت: بل أرجع، فأسلمت وأعطاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نعما وشاء وثلاثة أعبد وجارية* .
فاتخذ من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام قدوة لك في كل شأنك ومن ذلك رعاية مكانة أختك وأخيك، وتقديمهما في بِرك وإحسانك.
_________
*الاستيعاب لابن عبد البر حرف الشين. ٣٣٦،٣٣٥/٤، بحاشية الإصابة لابن حجر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق