تفسير القرآن .
علم التفسير أجل العلوم قدرًا وأعظمها نفعاً..
لذا تجب العناية به لشرف متعلقه وهو كلام الله ووحيه ..ويجتنب ماخالف طرق التفسير المعتبرة، أو جرى على مذهب عقدي باطل، أو خالف إجماعًا مستقرًا".(١)
فلا يؤخذ إلا من أصح المصادر وأوثقها..
ولقد كان السلف يعظّمون القرآن ويتهيبون الكلام في تفسيره بغير علم..
ومن ذلك الأثر عن أنس رضي الله عنه قَالَ : قَرَأَ عمر على المنبر " : {عَبَسَ وَتَوَلَّى } حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا } قَالَ: قَدْ عَلِمْنَا مَا الْفَاكِهَةُ ، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ ، وفي رواية " بِحَسْبِنَا مَا قَدْ عَلِمْنَا " ، وفي رواية " وَاتَّبِعُوا مَا يَتَبَيَّنُ لَكُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، وَمَا يَتَبَيَّنُ فَعَلَيْكُمْ بِهِ ، وَمَا لَا فَدَعُوهُ " ، وفي رواية :" هَذا لَعمرُ اللهِ التَّكلُّفُ ، فخُذوا يا أيُّها الناسُ ما بُيِّنَ لكم مِنه ، فَما عرفتُم فاعمَلوا بهِ ، وما لم تَعرِفوا فَكِلوا عِلمَه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ".(٢)
و أصح طرق التفسير:
هو تفسير القرآن بالقرآن، أو بالسنة الصحيحة، أو ما صح عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين وعلماء السلف الصالح، و المشهور الفصيح من لغة العرب، واعتبار سياق الآية قبل الكلمة وبعدها ليتبين المراد منها.
فإذا لم نجد تفسيرًا لبعض الآيات أو الكلمات:
فإما أن تكون ظاهرة المعنى لا تحتاج إلى تفسير.
أو أن تكون من المتشابه، وللعلماء فيه قولان:
الأول: أنه مما استأثر الله بعلمه.
والثاني: أنه مما يعلمه الراسخون في العلم.
فإن أراد القارئ معرفة معنى كلمة أو تفسر آية ولم يجد ذلك في المصادر المعتمدة الثابتة فيجب عليه التوقف، وعدم التقوّل على الله بغير علم، تعظيمًا لكلام الله جل وعلا!
كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"فَما عرفتُم فاعمَلوا بهِ ، وما لم تَعرِفوا فَكِلوا عِلمَه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ".
فإنه لا يحق لأحد أن يأتي بتفسير من قِبل نفسه أو تفسيرٍ مبتدع مخالف لكلام أئمة التفسير.
والواجب والأحوط حيال ذلك أن يقال: الله أعلم بمراده من كلامه، كيلا يكون كتاب الله عرضة لتأويلات الجهال، وهدفًا للمغرضين وأصحاب الأهواء والمذاهب الضالة والأفكار المنحرفة.
وعلى القارئ أن يختار من كتب التفسير ما كان منها موافقًا لمنهج سلف الأمة في عقيدتها ، وهي بفضل الله كثيرة ومتوفرة. وأجودها تفسير جامع البيان للإمام محمد بن جرير الطبري، و تفسير معالم التنزيل للبغوي، وتفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير.. والمحرر الوجيز لابن عطية ، وتفسير أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، و تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، و تفسير القرآن للشيخ محمد ابن عثيمين رحم الله الجميع...
—
١- الشاذ في علوم الشريعة،ص: ٢٤
/د:عبدالرحمن صالح الدهش.
٢-الأثر في سنن سعيد بن منصور و مسند الفاروق لابن كثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق