الاثنين، 31 مارس 2025

إعذار وإنذار

            إعذار وإنذار

  - قال الله تعالى:{ أَوَلَمۡ یَهۡدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَاۤ أَن لَّوۡ نَشَاۤءُ أَصَبۡنَـٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ} [سورة الأَعۡرَافِ: ١٠٠]

- وقال عز وجل: { أَفَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّأُو۟لِی ٱلنُّهَىٰ }. [سورة طه: ١٢٨]

-وقال سبحانه: { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ }[سُورَةُ السَّجۡدَةِ: ٢٦]


    

  معنى قول الله تعالى: 

{ أَوَلَمۡ یَهۡدِ} أي:  ألم يتبيّن لهم. 

١- قال الطبري رحمه الله: 

" قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "الهُدى"، البيان الذي بُعث هاديًا لهم، مبيِّنًا لهم حتى يعرفوا. لولا البيان لم يعرفُوا.".

( جامع البيان: ١٠،٩/٩ -.ط ، الحلبي ) 


٢- وقال ابن كثير رحمه الله:

 " قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا﴾ أَوَ لَمْ نُبَيًن، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ". 

(تفسير القرآن العظيم: ٤٤٧/٣ - ط،الشعب) 


٣- قال ابن عطية رحمه الله: 

"{أَوَلَمْ يَهْدِ}"أي: يُبَيِّنُ ويُوَضِّحُ،  قالَ ابْنُ عَبّاسٍ، ومُجاهِدٌ، وابْنُ زَيْدٍ: و"يَهْدِي" مَعْناهُ: يَتَبَيَّنُ.

 وهَذِه آيَةُ وعِيدٍ،

 أيْ: ألَمْ يَظْهَرْ لِوارِثِي الأرْضِ بَعْدَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهم وما حَلَّ بِهِمْ أنّا نَقْدِرُ لَوْ شِئْنا أنْ نُصِيبَهم إصابَةَ إهْلاكٍ بِسَبَبِ مَعاصِيهِمْ كَما فُعِلَ بِمَن تَقَدَّمَ".

( المحرر الوجيز:٣٣٨/٣ -ط. قطر )


فمن رحمة الله تعالى بعباده أن بيّن لهم حقه عليهم، ودعاهم إليه، ويسر لهم سبيله، ووعدهم رضاه وجنته. 

وحذرهم مع ذلك الإعراض عنه، وتوعدهم بعقوبته وعذابه.. 

وبيّن لهم الآيات وقص عليهم الأمثال ليعتبروا بما حل بالسابقين.

فهذا إعذار وإنذار تكرر في ثلاثة مواضع من القرآن..

 فهل بقيت للعصاة والمكذبين من حجة أو علة يتعللون بها .!؟


فائدة عن أداة الجزم: ( لم) .  

لم، أداة تجزم الفعل المضارع، فإذا سبقتها همزة الاستفهام، وقد تصاحبها الواو كما هنا، قلبته إلى ماضٍ، وصار المراد، التقرير والتوبيخ، والإنكار. 

 وقد يرد هذا كثيراً فمنه قوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً..}، وقوله تعالى: {أو لم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير.. } .

----

٢/ شوال/١٤٤٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 من أخلاق الأنبياء عليهم السلام في القرآن.                  *** الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم خيرة الله من عباده.   اصطفاهم لرسالته، ودعو...