الجمعة، 8 أغسطس 2025

حكاية العتبي وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

الحكاية المشهورة عن العتبيِّ، قَالَ:.كنْتُ جَالِسًا عِندَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)؛ وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِي مُسْتَشْفِعًا بِكَ إِلَى رَبِّي، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمُهُ

فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ


نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ

فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ

ثُمَّ انْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ، فَغَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: يَا عُتْبِيُّ، الْحَقِ الْأَعْرَابِيَّ فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ". اه

أولاً: هذه الحكاية غير صحيحة.. وأكثر من يعتني بها وينشرها الصوفية وأصحاب البدع.. 

ثانياً:أنها مخالفة لهدي الصحابة رضي الله عنهم فإنه لم يأت عن أحد منهم أنه فعل ذلك، وإنما كانوا إذا زاروا قبر النبي صلى الله عليه سلموا عليه وعلى صاحبيه وانصرفوا.. 

 وهذه الحكاية عن مجهول فكيف يعتمد عليها في هذه المسالة، ولوكان طلب استغفار النبي بعد موته جائزاً لفعله الصحابه فهم أعلم الأمة بالخير وأحرصهم عليه. 

ثالثاً: قول الله تعالى { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول.. } المراد به في حياته صلى الله عليه وسلم.. فيستغفر عليه الصلاة والسلام في حياته، وأما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فإنه ينقطع العمل بالموت.

رابعاً: ضعّف هذا الخبر ابن عبد الهادي في الصارم المنكي .(ص323): وقال: "إن هذا خبر منكر موضوع وأثر مختلق مصنوع لا يصلح الاعتماد عليه ولا يحسن المصير إليه وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض"..

وضعفها الألباني…  والشيخ عبد العزيز بن باز في فتاويه:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النتقون

                           المتقون  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..  وبعد:  فإنّ المتقين هم المتصفون بالتقوى،  وهي فعل أ...