وكل ذلك عندي..!
الاعتراف بالخطأ عسير على النفس،
فكثير منا لا يعترف بخطئه وخطيئته، وإن ضُيّق عليه لجأ إلى المبررات!
"والإعتراف بالخطأ لايحسنه إلا الكبار".
فالمؤمن حين يعترف بخطئه يدل ذلك على حيائه من ربه وصدقه وحياة قلبه.
"واستغفاره اعتراف بالخطأ، واعتذار عنه".
وليس المقصود أن يعترف المسلم للناس بذنبه.، وإنما الواجب عليه، والمفيد له اعترافه بين يدي ربه في خلوته ومناجاته.
وإن استوحش من الذنب ، فليكن ذلك داعيا قويا للإنابة إلى الله والتوبة إليه سبحانه، فهو الذي يغفر الذنوب جميعا، القائل{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }. والقائل في الحديث القدسي" ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم".
فيجب أن يصحب طلب المغفرة من الله الإنابة إليه وإسلام القلب والجوارح له، فإنه تعالى وإن عرض المغفرة والرحمة في قوله: {قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ } إلا أنه هدد بالعذاب لمن أعرض عن ذلك كله، فقال: {وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ}.وكما قال سبحانه:{غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب}.
فليكن للمذنب منا في دعائه نصيب مما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه:"اللهم اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلمُ به مني. اللهمَّ اغفِرْ لي جِدي وهَزْلي. وخَطئي وعمْدي. وكلُّ ذلك عندي ".
ومن اليسير ملاحظة الاعتراف في جُمل هذا الدعاء :
جدي، وهزلي.
وخطئي وعمدي.
"وكل ذلك عندي".!
… وبعد: فكلٌ أبصر بنفسه.
……………………
١٤٣٩/٢/١٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق