ولد بغرناطة سنة:٦٩٣، وتوفي: ٧٤١ هجرية.
وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن جٌزيّ الكلبي، أبو القاسم، من أهل غرناطة ذوي الأصالة والنباهة.
كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم، والاقتصار على الاقتيات من حُرِّ النشَب [الكسب الحلال] والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين، فقيهاً حافظاً، قائماً على التدريس، مشاركا في فنون عربية وفقه وأصول وقراءاتٍ وأدب، وحديثٍ. حُفظة للتفسير، مستوعبا للأقوال، جمّاعةٌ للكتب، حسن المجلس، ممتع المحاضرة، قريب الغور، صحيح الباطن، قُدِمَ خطيباً بالمسجد الاْعظم ببلده على حداثة سنه، فاتفق على فضله، وجرى على سنن أصالته.
له تواليف منها:
وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم , والأنوار السَنِيّة في الكلمات السُنيِّة, والدعوات والاذكار المخرجة من صحيح الأخبار, والقوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية, والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية, وكتاب تقريب الوصول الى علم الأصول , وكتاب النور المبين في قواعد عقائد الدين وكتاب المختصر البارع في قراءة نافع, وكتاب أصول القراء السته غير نافع, الفوائد العامة في لحن العامة. إلى غير ذلك مما قيده في التفسير. وله فهرست كبيرة اشتملت على جملة كبيرة من علماء المشرق والمغرب.
يقول :
أرُومُ امتداح المصطفى فيردني ... قصوري عن ادراك تلك المناقبِ
ومن لي بحصر البحرِ، والبحرُ زاخرٌ..
ومن لي بإحصاء الحصى والكواكب
ولو أن أعضائي غدت ألسُناً إذاً... لما بلغتْ في المدح بعض مآربي
ولو أن كل العالمين تألفوا على مدحه.. لم يبلغوا بعض واجبِ
فأمسكت عنه هيبةً وتأدباً ... وعجزاً وإعظاماً لأرفع جانبِ
ورُب سكوت كان فيه بلاغةً ... ورب كلام فيه عتب لعاتبِ.
وقال في غرض آخر:
يارب إن ذنوبي اليوم قد كثرت ... فما أطيق لها حصراً ولا عددا
وليس لي بعذاب النار من قِبَلٍ ... ولا أطيق لها صبراً ولا جلد
فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي ولا تذيقنني حر الجحيم غدا.
(نفح الطيب للمقري:٥١٦،٥١٤/٥)
قال رحمه الله في مقدمة تفسيره: التسهيل لعلوم التنزيل:
أما بعد فإن القرآن العظيم، ارفع العلوم قدرا، وأجلها خطرا،وأعظمها أجرا،وأشرفها ذكرا،وأن الله أنعم عليّ بأن شغلني بخدمة القرآن، وتعلمه وتعليمه،وشغفني بتفهم معانيه وتحصيل علومه،..
إلى أن قال:
وصنفت هذا الكتاب في تفسير الكتاب العظيم، وسائر مايتعلق به من العلوم، وسلكت مسلكا نافعا، إذا جعلته وجيزا جامعا، قصدت به أربع مقاصد: تتضمن أربع فوائد: الفائدة الأولى:جمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم، تسهيلا على الطالبين، وتقريبا على الراغبين، فقد احتوى هذ الكتاب على ماتضمنته الدواوين الطويلة من العلم.ولكن بعد تلخيصها وتمحيصها،وتنقيح فصولها،..وقد أودعته من كل فن من فنون علم القرآن..
والثانية:ذكر نكت عجيبة، وفوائد غريبة، قلما توجد في كتاب، لأنها من بنات صدري. وينابيع ذكري. ومما أخذته عن شيوخي ومما التقطته من من مستظرفات النوادر...
الثالثة:ايضاح المشكلات، إما بحل المقفلات، وإما بحسن العبارة ورفع الاحتمالات وبيان المجملات.
الفائدة الرابعة: تحقيق أقوال المفسرين، السقيم منها والصحيح وتمييز الراجح منها من المرجوح..وهذا الترجيح والتصحيح مبني على القواعد العلمية،أو ما تقتضيه اللغة العربية...وقدمت في أوله مقدمتين:إحداهم في أبواب نافعة، وقواعد كليةجامعة،والأخرى فيما كثر دوره من اللغات الواقعة..( ملخصا من كتابه التسهيل طبعة الدار العربية للكتاب ٥،٤،٣)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق