سؤال
هل يصلح تصحيح النية لعمل فائت.؟
قال صاحبي: تبادر الى ذهني جواب
وهو:
أن النية شرط في العمل،
والشرط يسبق المشروط. والله أعلم.
جوابك سديد.
ولكن، خذ بيدي معك لنجلس على انفراد، فلعلك تشاركني المشكلة، أو تشير عليّ بالرأي الصائب.
أما وجدت عملاً من أعمالك الماضية يحتاج إلى تجديد نية، فبحثت عن إمكانية ذلك؟
لا تعجل عليّ.
دعني أوضح ذلك أكثر، أو أقرّبه.
عمل خير، لم تحضرك النية فيه،
أو لم تستشعر أهميته لك، أو شَابَ
النية شيء من رياء أو شهوة نفس.
أو لم تستحضر ساعتئذٍ الإخلاص.
مضى ذلك العمل، والآن تتمنى لو يمكنك تصحيح نيتك فيه.
فتقول: ليت أني...
أظن وضحت الصورة.
والآن أعيد السؤال بصيغة أخرى:
هل يمكنني تلافي التقصير في تلك النية؟
وكيف يتم لي ذلك؟
لازلت بانتظار الجواب.
أتدري لماذا؟
لأهميته بالنسبة لي، ولحاجتي الماسة إليه.
لا أخفيك سراً، أنني أستحضر بعض الأعمال التي لا أدري كيف كانت نيتي فيها، وأخشى أن يوجد لهذه المسألة جواب سهل ومفيد، يحول التهاون والعجز بيني وبينه، فتجتمع عليّ مصيبتان : التخليط سابقاً والتهاون لاحقاً.
والجواب الذي يدور في ذهني وأبحث عنه.
هو:أنّ تلافي ذلك ممكن،بالاستغفار والتوبة من تلك النية المدخولة، وسؤال الله بإلحاح أن يبدّل تلك النية السيئة بالحسنة، وأن يكتب لي الإخلاص فيما فرط من عمل صالح لم تحضرني النية الخالصة فيه.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري،
وما أنت أعلم به مني،
اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي.
اللهم اغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
قال صاحبي:
هذا استغفار وتوبة، وليس إنشاء نية لعمل قد انتهى،أو تصحيح نية فائتة.
ولكن قد نستفيد من ذلك أهمية استحضار النية الخالصة لله عند كل عمل صالح.
قلت: صدقت.
ولكن يظل السؤال قائماً، فهل من مسعفٍ بجواب.
وتفضل شيخي الشيخ علي بن عبد الرحيم حفظه الله فأسعفني بمايلي:
" قال الله عز ذكره وجل ثناؤه وتقدست أسماؤه:
﴿إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾
فانظر إلى عظيم فضله وإحسانه، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.
نسأل الله لنا ولكم ولكل مسلم ومسلمة من فضله وكرمه وإحسانه.
………….
١٤٤٢/٦/١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق