الأربعاء، 31 أغسطس 2022

وإذا أوحيت إلى الحواريين..

  كيف كان الوحي للحواريين في قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}؟

هل كان وحي إلهام أم  تكليم . 

وهل حصلت له أمثلة وشاهد في هذه الأمة أو غيرها.. 

الجواب:

 أقول وبالله التوفيق: 

هناك خبر يستأنس به، مامعناه :

إنه كان من قبلكم محدثون، فإن كان في أمتي أحد فعمر.  

فهذا فيه إشارة إلى أن هناك من أوحي إليهم وهم ليسوا بأنبياء.. 

 وهذا نص الحديث عند مسلم عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ ". قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ.

في تفسير الطبري: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.

القول في تأويل قوله : "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ".

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: واذكر أيضًا، يا عيسى، إذ ألقيت " إلى الحواريين "، وهم وزراء عيسى على دينه.. .

وقد اختلفت ألفاظ أهل التأويل في تأويل قوله: " وإذ أوحيت " ، وإن كانت متفقة المعاني.

فقال بعضهم:-

" وإذ أوحيت إلى الحواريين " ، يقول: قذفت في قلوبهم.

وقال آخرون: معنى ذلك: ألهمتهم.

قال أبو جعفر: فتأويل الكلام إذًا: وإذْ ألقيتُ إلى الحواريين أنْ صدّقوا بي وبرسولي عيسى" (تفسير الطبري:١٢٨/٧)


وقال ابن أبي زمنين:" {وإذ أو حيت إلى الحواريين}يعني: وحيه إلى عيسى يأمرهم أن يتبعوه".( تفسير القرآن العزيز: ٥٤/٢)

وقال السمعاني: " هذا الوحي بمعني الإلهام، أو بمعنى الأمر،أي:  ألهمتهم وأمرتهم. (تفسير القرآن:  ٨٧/٢)

وقال ابن كثير: 

قوله: { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي} وهذا أيضاً من الإمتنان عليه، عليه السلام بأن جعل له أصحاباً وأنصاراً، ثم قيل: إن المراد بهذا الوحي وحي إلهام كما قال تعالى: { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} الآية، 

وهو وحي إلهام بلا خلاف، وكما قال تعالى: { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً} الآية، وهكذا قال بعض السلف في هذه الآية { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون} ، أي ألهموا ذلك فامتثلوا ما أهلموا، قال الحسن البصري: ألهمهم الله عزَّ وجلَّ ذلك. وقال السدي: قذف في قلوبهم ذلك، ويحتمل أن يكون المراد: وإذ أوحيت إليهم بواسطتك فدعوتهم إلى الإيمان باللّه وبرسوله، واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك، فقالوا: { آمنا واشهد بأننا مسلمون} . 

(تفسير القرآن العظيم:٢١٩/٣/ط الشعب)

فالخلاصة: 

أن المراد به: 

 أنه قذف في قلوبهم.  

أو هو وحي الإلهام. 

أو وحي بواسطة نبي الله عيسى عليه السلام. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...