قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا التقوى"، ويشير إلى صدره ثلاث مرات.(مسلم: ٢٥٦٤)
لن ينتفع المرء بما يدعي ويقول، حتى يصدق ذلك بما وقر في القلب من الإيمان وخشية الله ومراقبته.
ألم تر أن المنافقين لما خلت قلوبهم من الإيمان لم ينتفعوا بما يدّعون وبما يقولون.
فالعمدة على ما في القلب من تقوى الله وتعظيمه.
ولذا جاء في الرواية الأخرى:" إن الله لاينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم". (مسلم: ٢٥٦٤ )
فتظهر التقوى في حالتين:
عند الطاعة وعند المعصية.
فالتقوى عند الطاعة بأن تكون النية للعمل خالصة لله، فإذا صلح مافي القلب من النية صلح العمل وقُبل.
ثم إنّ العمل إذا كان عن تقوى وإخلاص وهو عمل القلب، كان ذلك العمل نافعاً لصاحبه ولغيره ممن له علاقة به كنشر العلم، وفعل الخير.. فإن الله يجعل فيه من البركة والنفع الكبير بسبب تقوى عامله وإخلاص نيته.
وأما عند المعصية فتظهر تقوى القلب فتزجر المسلم عن المعصية وتزعجه، وتلومه إن خالف و وقع فيها، ولا يزال يؤنبه ضميره وما في قلبه من التقوى حتى يستغفر ويتوب.
فكلما كمل إيمان العبد وتوحيده، كان التقوى في قلبه لله أعظم، وحرصه على طاعة ربه أشد، كما قال الله تعالى: { وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ }.
____________
١٤٤٤/١/١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق