الأحد، 25 سبتمبر 2022

نقد أبيات للشاعر علي الدميني..

 قال الشاعر: 

"ولي وطن قاسمته فتنة الهوى

         ونافحت عن بطحائه من يقاتله

 إذا ما سقانا الغيث رطبًا من الحيا

         تنفس صبح الخيل وانهل وابله

 وإن مسني قهر تلمست بابه

        فتورق في قلبي بروق قبائله..".

                        ( الدميني) 

____

النقد.. 

أجاد الشاعر وخرجت هذه الأبيات في صورة بيانية رائعة تميزت بحسن السبك وجمال اللفظ وروعة المعني.. 

ولكن ثمت ملاحظة يسيرة على كلمتين حبذا لو أن الشاعر تفطن لهما واستبدلهما بما هو أنسب وأسلم من الناحية الشرعية. 

فقوله: " إذا ما سقانا الغيث.."

الفعل " سقانا" فاعله ضمير مستتر تقديره هو، عائد على الوطن! 

والذي يسقي الغيث هو الله جل وعلا:  كما قال:  {وهو الذي ينزّل الغيث من بعد ماقنطوا.. }

ولو قال:  

إذا ما سقانا الله غيثًا من الحيا…،

 لكان أسلم. 

لعود الضمير على الله جل وعلا.

وكذلك قوله:" وإن مسني قهر تلمست بابه".

تلمس باب الوطن للنجاة من القهر، خطأ أيضًا، فالذي ينجي من القهر إنما هو الله.. كما قال سبحانه: { ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} وقال: { أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.. } وفي الحديث: "وأعوذ بك من قهر الرجال". 

فلو قال الشاعر عفا الله عنه: 

ولي وطن قاسمته فتنة الهوى

         ونافحت عن بطحائه من يقاتله

 إذا ما سقانا [ الله غيثًا] من الحيا

         تنفس صبح الخيل وانهل وابله

 وإن مسني قهر [تضرعت صادقاً]

           فتورق في قلبي بروق قبائله..

لكان ذلك أفضل وأسلم.. 

وبعد فالشعر ليس نصاً شرعياً يجب احترامه، خصوصًا إذا وِجِد ما يوجب التصويب. وكلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا نبي الله صلى الله عليه وسلم. 

ولما أنشد لبيد. 

ألا كل شيء ماخلا الله باطل

                وكل نعيمٍ لا محالة زائل. 

قال عثمان بن مظعون: كذبت 

فنعيم الجنة لا يزول..

______

١٤٤٤/٢/٢٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آداب سورة الحجرات

    من آداب سورة الحجرات قال الله عزوجل; ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّه...