أثران غريبان ضعيفان.
الأول:
وزيارته قبر النبي صلى الله عليه وسلم . وأذانه وبكاء المدينة.. إلخ القصة.
فقد ضعفها الذهبي فقال: " إسناد ليّن، وهو منكر".
(سير أعلام النبلاء: ٣٥٨/١).
وابن عبد الهادي: وقال:
" أثر غريب ومنكر، وإسناده مجهول ،وفيه انقطاع".
(الصارم المنكي: ٢٣٧)
وابن حجر وقال:
"قصّة بيّنة الوضع".
(لسان الميزان: ٣٥٩/١)
وقال العلامة علي القاري : في كتابه المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: هي قصة موضوعة.
وقال الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص: ٢٦) لا أصل لها.
وقال العلامة الألباني رحمه الله في كتابه دفاع عن الحديث النبوي والسيرة(ص : ١٠٤ - ١٠٥) : هذه الرواية باطلة موضوعة ولوائح الوضع عليها ظاهرة من وجوه عديدة..وذكر تلك الوجوه.
والأثر الثاني:
قول أبي بكر رضي الله عنه: في خبر الهجرة فأتيت بلبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حتى رويت".
هذه اللفظة ليست صحيحة، ولم ترد في شيء من كتب الحديث والسيرة.
واللفظة الصحيحة إنما هي: "حتى رضيت".
أخرجها البخاري في خمسة مواضع من صحيحه منها برقم(٢٤٣٩)، ومسلم برقم: (٢٠٠٩)
فمحبة أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته وصدق صحبته له معلوم أنها بالمقام الأول، فهو المقدم على الصحابة بل وعلى الناس جميعاً.
لكن الأمانة العلمية تقتضي عدم تحريف كلامه رضي الله عنه للتعبير عن محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
ثم من المعلوم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة بل لا يؤمن أحد حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه. كما قال عليه الصلاة والسلام:" لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". صحيح البخاري عن أبي هريرة رقم(١٤) وأنس برقم(١٥)
وكما قال صلى الله عليه وسلم لعمر: " حتى أكون أحب إليك من نفسك" البخاري (٦٦٣٢)
وهذه المحبة تستوجب وتقضي طاعته صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر، وتصديقه فيما أخبر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع. واتباع هديه صلى الله عليه وسلم وسنته والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق