الإيمان
والأمن قرينان, فمتى وجد الإيمان؛ تحقق الأمن.
ومع
كونهما ضرورة في كل زمان, فالناس اليوم أحوج ما يكونون للتذكير بأهميتهما, خصوصاً
في ظل المتغيرات التي أحاطت بنا, والأحداث التي تعصف من حولنا.
فبالإيمان تتحقق الآمال, وتتيسَّر الأرزاقُ,
وبالأمن يعزّ الدين, ويسود العدل, وتحقَن الدّماء, وتصَان الأموال والأعراض,
وتزدهر الحياة. ويأتي الحديث النبوي مقرراً لذلك, حيث يقول صلى الله عليه وسلم:”
من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده, عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا”.
ولكي
ينعم الناس بنعمة الأمن فلابد لهم من القيام بالأسباب الكفيلة بتحقيقه.
وفي
مقدمتها: الإيمان بالله, وتوحيده, واجتناب الشرك والبدع والمعاصي, وتنفيذُ أوامر
الله, والقيام بفرائضه, والبُعد المحرمات؛ وذلك ما أشار إليه قوله تعالى:{وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمنوا مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ
مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.
فالمحافظة
على تعاليمِ الدينِ هي الأمنُ من كلِّ خوف، وهي العزّ من كلّ ذلّ، والقوَّة أمام
كلِّ قوة، والأمان من الفتن.
ومن
الأسباب الجالبة للأمن: تحقيق العدل وتحكيم الشرع , وإعطاء كل ذي حق حقه, والحذر
من الظلم والشح, قال النبي صلى الله عليه وسلم:” اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم
القيامة, واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم
واستحلوا محارمهم”. وقال عليه الصلاة والسلام:” يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى
الشح ويكثر الهرج” قالوا: وما الهرج ؟ قال: “القتل القتل”.
فإذا
حفظت الحقوقوعرف كلٌّ الحقَّ الذي له والذي عليه, وقام شرع الله وتحقق العدل؛ ساد
الأمنٌ والطمأنينة, وعمّ الرخاء.
فالتعدّي
على النّاس، بنهب أموالهم، أو سفكِ دمائهم، أو انتهاك أعراضِهم، يجعلهم جميعًا في
دائرة الخوف والرُعب. متطلعين إلي واحة الأمن والإيمان.
لذا
كان من أسباب تحقيق الأمن: الأخذ على أيدي العابثين بالأمن والاستقرار, من السفهاء
والفساق والمجرمين الذين زين لهم الشيطان صنيعهم, ودفعهم إلى مزالق الشر أعداؤهم,
فأضحوا مفسدين غير مصلحين, مستحقين للعقاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق