الاثنين، 18 مايو 2015

الشيخ : محمـد بن أحمـد بن كجم الشيخي رحمـه الله


                                               نبذه مختصره عن حياته :
      نسبه ومولده: هو الشيخ بن الشيخ:
محمد بن أحمد بن علي بن حسين" الملقب كجم" بن محمد الشيخي ينتهي نسبه إلى زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه.*
أمه :فاطمة بنت أحمد السقماني.
     ولد بقرية المعترض بدوقة حوالي عام 1300 هـ  
     له من الإخوة : علي وكجم ومن الأخوات غيثـة ودلال وعنبرة *.
     توفي والده الشيخ: أحمد بن علي" شيخ أهل الساحل بالمعترض" - وابنه المترجم له- صغير, فتولى الشِيخة عبد الرحمن بن كجم, ولما توفي عاد المنصب لمحمد بن أحمد  إلى أن مرض مرضاً شديداً, ثم حوّل المنصب لمحمد بن عطية.
     زوجاته وأولاده :
تزوج كريمة أحمد العواجي وتوفيت ولم يعقب منها.
تزوج بعدها زهراء بنت محمد الأعجم ورزق منها:
 عبيد وهو أكبر أولاده, ودلال وفاطمة ومريم وإبراهيم وصالحة .
ثم تزوج مزينة بنت محمد بن عطية, وأنجبت له:
 علي وهياس وأحمد وحسين وكجم والحسن وغيثة الملقبة (نازحة)  وزهراء.
        من أعماله وصفاته المشهورة :
·       بنى المسجد الجامع بدوقة بقريته الشعبة تقام فيه صلاة الجمعة وسائر الصلوات, وكان يؤم الناس فيه .
·       كان مقصد الكثير من أبناء القبيلة للصلح في المنازعات .
·       اشتهر بالكرم وقل أن تخلو منـزالته من الضيوف والمساكين وعابري السبيل, وبالقرب منها بئره المعروفة بـ "محمدية ".

      ومن المواقف المشهورة له في الكرم: أنه كان في محفل ختان ووفدت عليه جموع غفيرة فلما رآهم استبشر وأنشأ يقول :
            مرحبا يا حاشرٍ مسري                    لبـلاد الحِزّ يسقيها
            المنصـري عيّد النصر                   حتى سباع الخبت يقريها.


·      عُـرِف بالصدق والأمانة والتقوى والكرم والديانة والذكاء.

ومن الأمثلة على أمانته وذكائه: انه باع مرة بمكة بيعة له ولما عدّ التاجر المبلغ  وكان ريالات فضة, تؤخذ مجموعات معلومة العدد وبسرعة عدها التاجر ثم قال: خذ المبلغ. فقال رحمه الله: أنت غلطان, فقال التاجر: لا ما أنا غلطان, يظهر أنك طماع, أو ندمت على السعر؟ , قال:لا! أنت غلطان على نفسك! فيه زيادة لك!! فعدّ المبلغ ثانية فوجده كما قال.   

    كان نزيهاً في بيعه وشرائه فقد سمعته مرة في سوق الأحد وقد سأله زبون قائلاً: يا عم محمد: كيف بضاعتك, يقصد جودتها- فقال رحمه الله: مادح الحاضر كذاب. يعني: يكفي نظرك إن أحببت أن تشتري, فهي أمامك فلا يصلح أن أمدحها.

     ومـما عرف عنه أنه لما كانت وقعة الاثنين بين المشاييخ والأشراف أنه كان يرمي ولا يصوب على أحد؛ وذلك تقوى منه لله تعالى, ودفاعاً عن النفس, وتخويفاً للخصم!
ومن كلماته رحمه الله :    مانتلقّاها شواطـح           وإن ابتلينـا نحتمي
                                نقرر كل قرن رامح      وفي اللقا نثّارة الدمي .

ومـما أنشده ولا أعلم هل هو من إنشائه أو مما يرويه:
أنا اشهد إن البيِض تغشاك يا عبد اللطيف
    يوم سـمت روحك مع جيرانك.
   واكِتب لك مت وأنت من الآيم بري
   ما سوى فعلتك من قال أنا شريف
  الحرازي  يقول مادري هو والشنبري  .
وعبد اللطيف هذا جار للجماعة, وهو أجنبي عنهم, لكنه وقف معهم في الحرب حتى قتل فيمدح بذلك  بينما يعتذر الحرازي والشنبري بعدم علمهم بالوقعة.

ومن أروع القصص التي تناقلها الركبان:
 أنه خرج مرة مع أحد أصحاب القوارب الشراعية في رحلة تجارية إلى الجنوب ومعه مالٌ له فضة فرانسة وجنيهات ذهب, فلما حاذوا بلدة البرك انقلب بهم القارب, فنجوا وغرق المال, وطلب من صاحب القارب أن يترك علامة في المكان الذي انقلب فيه, فلما وصلوا البرك طلب الغواصين للبحث عن المال في مياه البحر, فحضروا, وغطسوا عدة مرات حتى أعياهم البحث, ثم ذُكِر له غواصٌ مشهور يقال له:ريحان, فأرسل إليه, فلما حضر, غاص وبحث فوجد الزنبيل الذي به الفضة, فأخرجه, ثم غطس عدة مرات وخرج حتى تعب وقد سال الدم من أنفه,ثم استراح وعاود الغطس فوجد زنبيل الجنيهات وأخرجه, ولم يُفقد من المال بحمد الله شيء. فذبح رحمه الله خروفين شكراً لله ..

     ومن الأمثلة على كرمه رحمه الله وتقواه:
·       أنه أوقف بعض بلاده, ثم بعد مدّة رأى غيرها خيراً منها, فقال: لقد حررت الزهب الفلاني ونقلت الوقف إلى زهب خود - وهو خير البلاد وأكبرها وأحبها إليه - فراجعه من حضر من أبنائه, فقال: يقول الله تعالى:{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
·      ولما توفيت زوجته الأولى كريمة أحمد العواجي رحمهم الله أخبره أهلها بأنهم أخرجوا حصته من ميراثها قطعة من خيرة المزارع. فأبى أن يأخذها زهدا وتعففاً . وقال أوقفوها لها أو تصرفوا بها كما تشاءون.

     ومن المواقف الطريفة في حياته:
أنه بعد ختان ابنه علي حضر بعض الأقارب المهنئين كالعادة, ومنهم: عديله: علي بن محمد أبو منقار مع أهله, فقال مرحباً بـهم:
      مرحبـا باللي لفونا                       صدقان وأرحام وأهلية
     عداد ما هبت الأرياح                   شـمال وأزيب ونجدية.
وفي ليلة الزواج الأخير لابنه علي: عام 1384هـ, قال في العرضة ليلة الدخلة:
     بالبـركة يا بن محمد                        عساه في حظ سعيد 
     إحنا بفضل الله نتحمد                    والناس في حج وعيد


    وفاته رحمـه الله:
     مرض في أواخر عمره فلما أشتد مرضه سافر إلى جده مع ابنه عبيد, وظل يتلقى العلاج في منـزل ابنه إبراهيم, حتى وافاه الأجل ليلة الجمعة عام: 1390هـ ودفن بمقبرة شاهر:1 بالنـزلة اليمانية،بمدينة جدة.  رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة!


                                                                              جمع  محمد بن علي بن محمد 10/رمضان/1432

هناك تعليقان (2):

  1. جميله سير الرجال الافاضل تصحاب الصدق والتقى .
    ملاحظة في كتابة التاريخ , فلت ودفن بمقبرة شاهر:1 بالنـزلة . اين النزلة ؟ لابد من اضافة المدينة وكانه عنوان رسالة يحملها ساعي البريد .

    ردحذف
  2. شكر الله لك أخي الكريم.. كلامك وجيه.. وفي محله.

    ردحذف

ما أصاب من مصيبة..

         ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله..          من الذي لم تصبه الضراء..؟ من ذا الذي سلِم من الابتلاء.. ؟!  ... - آدم عليه السلام عاش في ...